أمن عرش الشآم إلى أثينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن عرش الشآم إلى أثينا لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة أمن عرش الشآم إلى أثينا لـ أحمد محرم

أَمِن عَرشِ الشَآمِ إِلى أَثينا

لَقَد هانَت عُروشُ المالِكينا

أَفَيصَلُ في بَني الأَعرابِ آناً

وَفِنزيلوسُ في اليونانِ حينا

لِكُلٍّ مَصرَعٌ جَلَلٌ وَخَطبٌ

يَرِنُّ صَداهُ في الدُنيا رَنينا

أَمِن مَلِكٍ يُطاعُ إِلى شَريدٍ

تُحَيّيهِ الخَلائِقُ ساخِرينا

يَجوبُ الأَرضَ يَنشُدُ في بَنيها

أولي القُربى وَيَلتَمِسُ المُعينا

أَفَنزيلوسُ إِن تَنزِل بِمِصرٍ

فَقَد عَرَفَتكَ بَينَ النازِلينا

وَما جَهِلَت مَكانَكَ حينَ تُزجي

جُيوشَكَ في المَمالِكِ فاتِحينا

أَبادَت في قُرى إِزميرَ قَوماً

وَغالَت في أَدَرنَةَ آخِرينا

تُغيرُ على البِلادِ فَتَحتَويها

وَتَستَلِبُ المَعاقِلَ وَالحُصونا

كَتائِبُ لَم تَدَع لِلتُركِ ذِكراً

بِفَرسالا وَلا جَبَلَي مَلونا

فَمَن يَنسى الفُتوحَ مُحَجَّلاتٍ

بَلاريسا فَإِنّا ما نَسينا

تُعيدُ بِها شَبابَ المُلكِ غَضّاً

وَتَمنَعُ أَن يَذِلَّ وَأَن يُهونا

وَتَحمي مِن بِلادِكَ ما اِستَباحَت

بِحَدِّ السَيفِ أَيدي الغاصِبينا

وَدائِعُ في بَني عُثمانَ حَلَّت

بِأَيدي الباسِلينَ حِمىً أَمينا

بَلَغتَ بِها المَدى وَطَلَبتَ شَأواً

يَفوتُ مَدى القَياصِرِ أَجمَعينا

فَلَم تَرَ غَيرَ مُلكِ النَجمِ شَيئاً

وَلَم تَرَ مِنكَ حينَ هَمَمتَ لينا

تَظُنُّ مَنالَهُ أَمَلاً كَذوباً

وَتَطمَعُ أَنتَ وَحدَكَ أَن يَكونا

أَبَت وَأَبَيتَ فَاِقتَحَمَتكَ غَضبى

وَكانَ فِرارُكَ النَصرَ المُبينا

وَما بَرَحَ الغُزاةُ ذَوي فِرارٍ

إِذا كَرِهَت نُفوسُهُم المَنونا

يَرى الحُكَماءُ أَمضى الناسِ بَأساً

غَداةَ الحَربِ أَكثَرَهُم جُنونا

وَما مِن حِكمَةٍ في الأَرضِ إِلّا

لِقَومِكَ فَضلُها في العالَمينا

فَدَع ما أَحدَثَ العُلَماءُ وَاِرجِع

إِلى عِلمِ الثِقاتِ الأَوَّلينا

وَلا تُؤمِن بِساسَتِهِ زَماناً

يَعُدُّ سِياسَةَ الجُهَلاءِ دينا

شَهادَةُ مُفسِدِ الأَحداثِ مُؤذٍ

يَرى الإِصلاحَ دَأبَ المُفسِدينا

هُمُ السُمُّ المَشوبُ يُظَنُّ شَهداً

وَتَفضَحُهُ مَنايا الشارِبينا

أَلَم تَرَ لِلشُعوبِ وَكَيفَ أَمسَت

تُقَلِّبُهُم أَكُفُّ اللاعِبينا

إِذا دارَت بِهِم ذَهَبوا وَجاءوا

أَذِلّاءَ النُفوسِ مُسخَّرينا

إِذا كانَ السَلامُ بَقوا مَتاعاً

فَإِن تَكُنِ الوَغى ذَهَبوا طَحينا

إِذا نَظَرَ الفَتى شَعباً جَريحاً

أَصابَ حِيالَهُ شَعباً دَفينا

جِنايَةُ مَعشَرٍ غَلَبَت عَلَيهِم

نُفوسُ جَبابِرٍ ما يَرعَوينا

مَلَأنَ مَآتِمَ الهَلكى عَويلاً

وَزِدنَ مَصارِعَ الجَرحى أَنينا

مَلَكنَ الأَرضَ فَاِستَعلَينَ فيها

وَأَحدَثنَ الحَوادِثَ وَالشُؤونا

كَأَنَّ اللَهَ لَيسَ بِذي مِحالٍ

يَهُدُّ عَزائِمَ المُتَجَبِّرينا

لَهُ الآياتُ تَصدَعُ كُلَّ شَكٍّ

وَتَعصِفُ بِالأُلى جَهِلوا اليَقينا

رَأَيتُ ذَوي العَمى في الناسِ هَلكى

وَلا مِثلَ القُلوبِ إِذا عَمينا

وَمَن زَعَمَ الغَوائِلَ غافِلاتٍ

فَقَد ظَلَمَ المَزاعِمَ وَالظُنونا

وَإِنَّ حَقائِقَ الحِدثانِ تَأتي

فَتَدمَعُ تُرَّهاتِ الجاهِلينا

سَلِ الدُنيا عَنِ الماضينَ وَاِنظُر

إِلى الدُوَلِ الخَوالي هَل بَقينا

وَقُل لِرِوايَةِ الأَجيالِ ماذا

وَعَيتِ عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا

طَوَتهُم حادِثاتُ الدَهرِ فيها

فَهُم صُحُفٌ بِأَيدي القارِئينا

كَذَلِكَ نَحنُ نُصبِحُ بَعدَ حينٍ

صَحائِفَ عِبرَةٍ لِلغابِرينا

شَقينا بِالحَياةِ وَأَيُّ شَعبٍ

تَطيبُ لَهُ حَياةُ المُسلِمينا

أَنُنكَبُ في الشُعوبِ بِكُلِّ خَطبٍ

وَنَذهَبُ في البِلادِ مُشَرَّدينا

نَعوذُ بِباعِثِ المَوتى وَنَرجو

عَوارِفَهُ رَجاءَ العامِلينا

وَلَيسَ بِمُفلِحٍ شَعبٌ جَهولٌ

تُخادِعُهُ أَماني العاجِزينا

يَظَلُّ بِمُستَقَرِّ الهونِ مُلقىً

يُناجي الطَيرَ أَو يُحصي السِنينا

يُرَوِّعُهُ الذُبابُ فَإن تَمَنّى

رَمى الرِئبال وَاِستَلَبَ العَرينا

وَسالَ البَرُّ مِن فَمِهِ جُنوداً

وَماج البَحرُ في يَدِهِ سَفينا

حَنانَكَ رَبَّنا إِنّا أَنَبنا

إِلَيكَ فَنَجِّنا مِمّا لَقينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن عرش الشآم إلى أثينا

قصيدة أمن عرش الشآم إلى أثينا لـ أحمد محرم وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي