أمن وميض كالقبس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن وميض كالقبس لـ الستالي

اقتباس من قصيدة أمن وميض كالقبس لـ الستالي

أَمِن ومَيضٍ كالقَبَسْ

وروائح جاري النفسْ

وصائحٍ وقتَ الغَلَسْ

قلبك صبُّ مُخْتَلَسْ

يعتاده التَبلُّدُ

عُقَبى الهوى دمَع يكِفْ

أَو بدَنٌ نِضْوٌ دَنِفْ

وصاحبُ الحبِّ كَلِفْ

مُرتَهَنٌ حيثُ أَلفْ

مُيتَم مُعبَّدُ

عارَضنَا السِّرْبُ فعَنّْ

منهُ لنا ظَبيٌ أَغَنّْ

فحنّ مشتْاقاً وأَنّْ

وكادَ من وَجدِ يَجِنّْ

وخانهُ التَجَلُّدُ

قد كنتُ مشتدَّ القُوى

جَلَداً على أَمر الهَوَى

ما عاقني ولا حَوَى

لُبّي واولاني الجَوى

إلاّ الحِسانُ الخُرَّدُ

السّاحباتُ في الخَفَرْ

أَذْيالَ وشيءٍ وَحَبرْ

والقاتلاتُ بالنّظرْ

بينَ الفتور والحَوَرْ

والكاعباتُ النُّهَّدُ

وغادَة روُدٌ فُنُقْ

غيَر النّعيم لم تَذُقْ

كالشمس لاحت في الأفق

عَلَّمها حسنَ الخُلقْ

دَلُّ وشرَخ أُغْيَدُ

فتانةٌ يعينُها

شبابِها ولينُها

كأنّما جبينها

شمسُ الضّحى يَزينُها

فرع أَثيت أَسْوَدُ

نطاقُها حار قَلِقّ

وحجْلُها فَعْمٌ شَرِق

ونَحْرُها بَضُّ يَققْ

لها من الظّبي الفَرَقْ

عيناهُ والمُقَلَّدُ

لها قوامٌ معتدلْ

ومَنْظَرٌ حُلْو شَكِلْ

وناظرٌ ساجٍ كحلْ

ومُبسِم صاف رَتِلْ

وخذُّها مُوَرّدُ

تُضْحي بلُطفِ خيمِهَا

ترتْعُ في نعيمِهَا

بينَ رُبي حريمها

أَرقّ من نسيمِهَا

والقَلْبُ منْها جامَدُ

أراجَعتْ مَلالَها

فأْبدَتِ اعْتِلالَها

أَم قتَلُنا حَلا لَها

فأكثَرَت دَلالَها

تدنو وطوراً تَبْعُدُ

دأْبُ الحسانِ هكذا

شوبُ الصَّفاءِ بالقَذى

مَن بِهَواهُنَّ اْحتَذْى

لم يَخلُ من مسِّ الأَذَى

وعَبرةٍ تَجدِّدُ

ما للْهموم والهِمَمْ

يَتعادَني منها اللَّمَمْ

والليَّل داجٍ كالحُمَمْ

أُرَى سميراً لِلْغُمَمْ

كما يَبيتُ الأَرْمَدُ

ليلُ دَجا غيهَبُهُ

قد بتُّه أُرقبُهُ

ما ينْقَضي مُوْكبُهُ

كأَنَّماث كوكَبُهُ

عن السُّرى مُقَيَّدُ

واللَّيلُ لا يجاهدُهْ

من مات وهو هاجدُهْ

لم يَدر ما شدائدُهْ

وإنّما يكابِدُهْ

ذُو الهمَّة المُسَهَّدُ

مَن خانهُ إِخْوانهُ

وراضَه زمانُهُ

حتى صَفا جَنانُهُ

أَبدي له بيانُهُ

أَن ليسَ خِلٌّ مُسُعِد

قِراعَي النّوائِبا

وذوقَي العجائبا

أَكسَبَني التّجاربا

فكدت أَدري الغائِبا

وما تُكنُّ الأَفؤدُ

يا صاحِ عزّ من قنِعْ

والذلَّ حازَ من طَمِعْ

وصاحبُ الحرصُ صرِع

لكلّ شيءس مُتّبعْ

يسعى له ويجْهدُ

مالي وللتغرُّبِ

وطَيّ كل سَبْسَبِ

وقد وَجدت من أَبي

عبد الالِه مَطْلَبي

وهو الَجواد السّيدُ

العزّث في رباعهِ

والجود من طباعهِ

سمح ببسط باعهِ

يوصف باتّباعهِ

اسلافَه ويُحْمدُ

َمن حَلَّ ربعَ ساحَتِهْ

وارتادَ جودَ راحتِهْ

حَباهُ من سماحَتِهْ

ببِشْره وراحتِهْ

أَنعُمه لا تُجْحَدُ

عافيه أو جليسهُ

حظّها نفيسهُ

ليثٌ حمى عرّيُسهُ

غَيثٌ وقد نَقيسُهث

بالبحر وهو اجودُ

له الفخارُ كلُّه

من الغمام ظِلّهُ

ووبّلهُ وطَلّهُ

وفي العُلى مَحّلهُ

حيثُ السهُّا والفَرقدُ

أَبيضُ ضاحٍ كالقَمَرْ

أَحَلّهُ أَبو عُمَرْ

بيتَي هَداد ومضرْ

وسيبُهُ مثل المَطَر

كذات يكون السؤُّؤدُ

ينهلُّ من أَنملِهْ

دَرُّ الغنى لآمِلهْ

وفي سِنانِ عاملهِ

حَتف بكفّ حاملِهْ

منه الكُماة تُرْعَدُ

منه المَديحُ مُتَّضِحْ

له الضمير مُنشَرحْ

من باعَهُ الحمَدُ رُبحْ

أَزكى وخير من مُدحْ

في خير دار يقْصَدُ

كأنّهُ ممّا يَهَبْ

من فضَّةٍ ومن ذَهَبّ

لا طمَعاً ولا رهبْ

لهُ بيوت يُنْتَهَب

لُجّيْنُها والعَسْجدُ

ذو همَّة في نفْسهِ

إذا غدت لم يُنْسهِ

في اليوم أَمرَ أمسهِ

مثَّلاً بحَبْسِهِ

علْما بما يأتي الغَدُ

زاكي الفعال حُرّهُ

خْيرٌ بعيدٌ شرُّهُ

نفْعٌ قليل ضَرُّهُ

جُود كثير بِرُّهُ

مَعروفه مُمهّدُ

عانيتُ الدَّست أباَ

عبد الإله معجَبا

كأنه إذا أحْتبىَ

شمسُ الضّحى على الرُّبى

قد قارنتَها الاسْعدْ

مُحمودة فِعالهُ

مبذولة أَموالُه

من العتيك آلُهُ

من مُضرٍ أَخوالُهُ

مما يقود الحُسُّد

سَادَ وَجادَ واحْتَمَلْ

ثقْلَ الرّجاءِ واْلأَمَلْ

فقَد زكا وقد كُملْ

في كل وقت عَمَلْ

لهُ الزَّمانُ يشهدُ

كم ذي غنىّ يصُدُّهُ

عن كرَمٍ يشدهُُّ

لا حَسَب يتْعَدَّهُ

إلا لكان جدُّه

وذاكَ منهُ أَبعد

إنّ الفخارّ صاحبُهْ

من كَرمُتْ مَناقبُهْ

وكثُرتْ مواهبُهْ

محّمد مُغالبُهْ

وذو الفعالُ أحْمدُ

والعزُّ لا يسْلكُهُ

والمجدُ لا يُدرْكُهُ

إلاّ فتىً يُمسكثهُ

ببَذل ما يملُكهُ

مثلُكَ يا مُحَّمدُ

أنتَ إذا عُدّ الحَسبْ

أو الثناءُ المُكْتَسبْ

وقيلَ من زاكي النَّسَبْ

لكَ الكمال المحتَسبُ

والشَرفُ الممهدُ

لك الغِناء المُعْتَفىَ

فيه السّماحُ والوَفَا

رضاك بِرُّ وشِفا

وفي نداك المشتَفى

أَنت الأجلُّ الأوحدُ

والنَّاسُ أَلقوا رَحلَهُمْ

لمّا نظمَت شَمْلَهُمْ

وقد صَرفتَ محْلَهُمْ

بالنَّفع مبذولٌ لهمْ

منكَ اللسانَ واليدُ

وقد غدوتَ بدرَهُمْ

وعزَّهْم وفخرَهمْ

بكَ اسْتطابوا عصرهم

خصْباً شهرَهمْ

وأَفْطروا وعيَّدوا

فابقَ لهم وفي الدُّنى

بين العَلاءِ الغنى

للْمُكْرماتِ تُغْتَنى

وللمَعالي والثَّنا

وللمَديح يُنْشَدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن وميض كالقبس

قصيدة أمن وميض كالقبس لـ الستالي وعدد أبياتها مائةعشرون.

عن الستالي

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده (ستال) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه. عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما (سمد) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني. يمتاز شعره بالجودة، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني. (له ديوان - ط)[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي