أمن يمينك نوء السحب يرتزق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن يمينك نوء السحب يرتزق لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أمن يمينك نوء السحب يرتزق لـ شرف الدين الحلي

أمن يمينك نوء السحب يرتزق

ومن جبينك ضوء الصبح يأتلق

فما تطولت إلا انهلَّ صَيِّبُه

وما تهلَّلْتَ إلا أشرق الأفق

سرت بسيرتك الدنيا وأبهجها

مرآك حين تساوى الخَلْق والخُلُق

فما عليك إذا أحرزت من مهل

خُصل العلا وجرى قوم فما لحقوا

سموت في باذخ صعب تسنَّمه

لو حاولوه لزلُّوا عنه وارتهقوا

يا ابن المَطَاعين ما في حكمهم جَنَف

وابن المُطاعينَ ما في حلمهم نَزَق

بدور تِمٍّ ترينا من أسنتها

شهباً إذا ما دجا من نقعها غسق

هباتهم وسطا هبّاتهم أبداً

تهمي وتحمي فلا مَحْل ولا فرق

خضر الربا والسنون الشهب عابسة

بيض الوجوه إذا ما احمرّت الحدق

نَمَوك أبلج لا يثنيك عن شيم

غذتك بالحلم لا غيظ ولا حنق

ما زلت تظهر والأملاك خافية

حتى كأنك في ظُلْماتهم فلق

وَنَوْا عن الغاية القصوى ورحت وفي

أثار سعيك خيل الحمد تستبق

فكل من شاء أن يسمو إلى شرف

أو يعتلي فبحبل منك يعتلق

فعندك الظلّ ضافٍ والندى خَضِلٌ

للوفد والوِرد صافٍ ما به رنق

ومُدْلِجِين سروا في الليل يضمرهم

بضمَّر نال من أعناقها العَنَق

وساروا والدجى مرخي الإزار وقد

توسدوا شُعَب الأكوار واعتنقوا

حيث المَطِيُّ مُدماة كأن مُدىً

لِنَيِّها مِنْ مَدَى المَوْمَاةِ تَعْتَرِقُ

نُصوا إلى حلب أنضاءكم فبها

أريض روض المنى والصيِّب الغدق

ودونكم من غياث الدين بارقة

مشبوبها بشآبيب الحيا شرق

بحيث تجتمع الآمال قادرة

على المطالب والأموال تفترق

فأين بعدك عن غازي بن يوسف

خصاصة من عوادي دهره فرق

أغرّ فاق عُباب البحر نائله

فَظَلَّ من صخب الإزباد يَصْطَفِقُ

له على الليل عين من سياسته

ترعى الرعايا بجفن ليس ينطبق

يبدو فتطرق إجلالاً لهيئته

وذاك فرط سكون طيه قلق

فنحن حول سرير الملك من دَهَش

فَوْضَى فلا بصر يسمو ولا عُنق

فإن تكلم أغْضينا لهيبته

فذلك القول بالأسماع يُسْتَرَقُ

فَلُذْ به تَغْن عن كل الملوك فهم

في حيث ما شاء من عليائه سَوَق

يا من إذا ذكرت يوماً مناقبه

في محفل غار منها العنبر العبق

ظنت عداك الدجى نقعاً تؤمّ به

جمعاً فحظهم التسهيد والأرق

فإن تجلَّت تباشير الصباح لهم

ريعوا فهل زال عن راياتك الشفق

فما سرى الركب في بهماء طامسة

إلا هدتهم إلى معروفك الطَّرِق

فاشرب هنيئاً كؤوس الحمد مترعة

فأنت مصطبح منها ومغتبق

في ظلّ ملك رواق الملك يكنفه

فنجمه مشرق والبدر متسق

واسعد بعودة أعياد عليك سرت

سعودها تقطع الدنيا وتخترق

واستجلها يا غياث الدين باهرة

كل على فضلها مثن ومتفق

جاءت بِحَلْي المعاني واصطفتك به

وفوق جيد المعالي عندها نسق

فلا خلا منك دست الملك ما سجعت

ورقاء راق لها من غصنها الورق

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن يمينك نوء السحب يرتزق

قصيدة أمن يمينك نوء السحب يرتزق لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي