أمولاي والآمال تستعبد الحرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمولاي والآمال تستعبد الحرا لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة أمولاي والآمال تستعبد الحرا لـ محمود قابادو

أَمولايَ والآمالُ تستعبدُ الحرّا

إِذا لَم يَكُن بدٌّ فَأنتَ بِنا أحرى

لَنا أنفسٌ طالَت مُغالاتُنا بِها

تَرى الريّ أَن تظما ولا تَردُ الكدرا

تَرى أنّ غبناً أَن تبيعَ مذلّةً

بوفرٍ وربحاً أَن تبيعَ بها الصبرا

وَأنّ منَ الأسرِ اِتّخاذ حليلة

وَجارٍ وتفضيلاً لدارٍ على أخرى

أَلَم تَكُ أرضُ اللّه واسعةً لأن

يُهاجرَ فيها مَن بهِ الوطنُ اِزورّا

وَفي الناسِ مَن عدّ الهوانَ تواضعاً

وَعدّ اِعتزازَ النفسِ من جهله كبرا

وَيَختلفُ الضدّان وَالفعلُ واحدٌ

فَيَرتابُ والإنسانُ في نفسه أدرى

وَنفسُ الفتى مِن همّه فإِذا سما

سَمَت وَإِذا ما اِنحطّ تتبعه قهرا

على أَنّه ما شبّ عن طوقِ حاجةٍ

فَتىً أبداً عمراً إِلى أَن قضى العمرا

وَلكن عليهِ سعيهُ متوخّيا

وَإِن هو لم ينجَح فَقد أبلغ العُذرا

تَقاعَدتُ أزماناً عَن الحظّ راغباً

إِلى أَن أقامَتني له الدعوةُ الكبرى

إِلى أن رأيتُ المجدَ والجودَ والعلى

تَراءت لنا عيناً وعَهدي بِها ذكرا

فَشاهَدت في إِقليم تونسَ آيةً

تُصغّر أخبارَ الألى عِندنا خبرا

قَضى اللَّه تَشريفي بِزورتيَ الّذي

بهِ شَرّفَ اللّه السيادةَ والفخرا

فَعاينتُ نوراً يملأ العينَ قرّةً

عَلى أنّها مَهما رَنت تنقلب حسرى

وَلاقيتُ برّاً قَد طَمى برّ بحره

فَجابَت لَه آمالُنا البرّ والبحرا

وَناسمتُ روضاً يَشرحُ الصدرَ نورهُ

فَتخرجُ أَسماعي بِلابله شُكرا

فَلَم أرَ قَبلي ذا إِباءٍ تقودهُ

سَلاسلُ حاجاتٍ إِلى جنّةٍ قسرا

أَتيتُ وذمُّ الدهرِ مِلء جَوانحي

فَلمّا تبدّى ظلتُ أمتدحُ الدّهرا

وَأَقبلتُ تَكسوني مَهابته حيا

فَأعثُر في ذيلِ الكلامِ وما اِنجرّا

أَرى سيمياءِ المجدِ تُشرقُ حوله

فَأزوي اِحتشاما حينَ يبسط لي البشرى

فَإن أَنا لم ألف المقام بواجب

فَإنّ لِمثلي من أبي النخبة العذرا

لَقيتُ عظامَ الرومِ في أرضِ قيصرٍ

وَلكنّه الإكسيرُ إِن حسبوا تبرا

عَذيري ذو الإدراكِ يحتار عبرةً

وَلَو لاحَ أهلُ الكهفِ للغمر ما فرا

قديماً رَأيتُ المجدَ وَالفضلَ وَالعلى

معانيَ لَكن قد تجسّدنَ لي صورا

وَقبلاً رَهبتُ الشمسَ والبدر نائياً

فَكيفَ وَما ساوى الّذي بَيننا بشرا

لَعَمري لو أنّ الشمسَ والبدرَ أشعرا

علاهُ كَما أُشعرتُ ضلّا عن المجرى

أَما إنّه الإنسانُ أكمل نفسهُ

وَحسبك بالإنسانِ أن يكتمل قدرا

لَقَد آنسَ المولى المشير كماله

يبينُ بليلٍ من شبيبتهِ الفجرا

فَأَدناهُ صهراً واِصطفاهُ وزيرهُ

وَشدّ بِه أزراً وَأَشركه أمرا

وَأودعَ في كفّيهِ خزنةَ مالهِ

فَمِن راحَتَيه نعرفُ المدَّ والجزرا

كَفى بِأميرِ المُؤمنينَ شهادةً

وِللّه ما أَسنى شَهيداً وما أسرى

أَبانَ لَنا تَخصيصه عَن مُهذّبٍ

تَباهَت بهِ الأيّام واِنشَرحَت صدرا

يجرُّ رداءَ الحمدِ أبيض ضافياً

إِذا جرّ ذيلَ الكبرِ ذو التيه مغترّا

يَرى أنّ فضلَ المالِ والجاهِ مَسكن

حِمامٍ إِذا لَم يستحلّ لَه أَجرا

كَريمُ النهى لم يدرِ قطّ لسانهُ

لِمستحملٍ هجراً وصدره غمرا

يَصومُ عَنِ الفحشاءِ جَهراً وخفيةً

وَعَن غيرِ قولِ العرفِ لا يَشتهي الفِطرا

نَزوعٌ عنِ العليا عزوفٌ عن الهوى

رجيعٌ عَلى أَن يستفزّ وَأن يغرى

يَجلّي له غيبَ العواقبِ ظنّه

وَيُرخي عَلى العوراءِ مِن فضله سترا

تَعادَلَ فيهِ الخَلقُ وَالخُلقُ الرِّضا

كَما جَمعَ الوردُ النضارة والعطرا

كأنّ أماني العالَمين تَزاحَمَت

عَلى نطقِهِ لُطفاً وفي وَجههِ بشرا

تشارك فيه المكرُمات فلا ترى

بِهِ خصلةُ منهنّ مِن أُختها أحرى

كَأنّ صفات الفضلِ أَضحَت لِشخصهِ

مَرايا بَدَت فيهنّ طَلعَته الغرّا

وَلا عيبَ فيه غيرَ إِفراط برّه

بذي نسبةٍ للّه إِن مانَ أو برّا

وَليسَ يُبالي حيثُ كانَ صنيعهُ

كَما لا يُبالي المزنُ أَن يسقيَ القفرا

لِنائلهِ روضٌ به تنبتُ المنى

وَلكنّه إِن فاضَ يجتثّها غمرا

كأنّ الأماني مغنطيسٌ لبرّه

فَما خَطَرت إلّا وَأَتبعها برّا

كَأنّ نَداه وَالمنى قَد تَحالَفا

عَلى أن يَعُمّا الأرضَ لا يَدعا فترا

كأنّهما نوعا هيولا وصورةٍ

فَلستَ ترى من جوهرٍ عَنهما يعرا

أَمولايَ هَذا بعض ما قَد جنيتهُ

مِن الروضةِ الغنّاء لا عَدِمت قطرا

قَطفتُ بِأيدي الفكرِ مِن زهراتها

عَلى خجلٍ كَالطيرِ يلتقطُ البرّا

عَلى أنّ في فردوسِ أخلاقكَ العلى

نُضاراً وَأَمناً يطردُ الهمّ والذعرا

فَها أنا ذا أُهدي الثمارَ لغارسٍ

وَأُهدي إِلى البحرِ الجَواهرِ والدرّا

عَقيلةُ فكرٍ تنقصُ البرقَ لامعاً

وَتُنزلُ مِن أَعلى مجرّته النسرا

تُوافيكَ عذراً برزة الوجهِ لم تكن

تفارقُ لولا حبُّ خدمتكَ الخِدرا

تَضلّع من ماءِ الحياةِ فُؤادها

فَتبقى ويَفنى الدهرُ جاريةً بكرا

تضوّع ريّاها وطابَ نَسيمُها

وَراقَ فَلم يحمِل سِوى ذِكركم نشرا

إِذا زِدتها نقداً تزدكَ نضارةً

وَتنشرُ إِن رمتَ النسيءَ لَها مَهرا

تُفاخِرُ أَبكارَ العراقِ وإنّما

مناقبكَ اللّاتي يُعلّمنها الفخرا

حِجازيّةُ الألفاظِ لَو جُليت على

حليفِ الثريّا عضّ أنمله العشرا

يَهشُّ لَها قلبُ الحسودِ وسمعهُ

وَيهتزّ هامُ الساخِطينَ لها سكرا

أَضاعَت أبيّات القوافي بمقولي

وَكان قصيراً لا تطيعُ له أمرا

فَأصبحتُ أَتلو مِن مديحك رقيةً

لأشفي من أدوائي الجسم والفكرا

بَقيتَ لَنا ذخراً وللدهرِ زينةً

تَفوزُ بكَ الدنيا وَتشتاقك الأُخرى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمولاي والآمال تستعبد الحرا

قصيدة أمولاي والآمال تستعبد الحرا لـ محمود قابادو وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي