أناشد دهري أن يعود كما بدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أناشد دهري أن يعود كما بدا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أناشد دهري أن يعود كما بدا لـ السري الرفاء

أُناشِدُ دَهْري أن يَعودَ كما بَدا

فَقد غارَ بي في الحادثاتِ وأنجدَا

توعَّدَني من بَعْدِ ما وَعَدَ الغِنى

فأنجزَ إبعاداً وأخلَفَ مَوعِدا

وكنتُ أرى الأيامَ ظِلاً مُمَدَّداً

ومُهْتَصَراً غَضّاً وعَيشاً مُمَهَّدا

فَصِرْنَ لرَيْبِ الدَّهْرِ سَهْماً مُسَدَّداً

وأسمرَ خَطّيّاً وعَضْباً مُجَرَّدا

سَقاها وما السُّقْيا بكفِّ صَنيعِها

خَليعِ الحَيا إن جَرَّ بُرْدَيْهِ غَرَّدا

فزارَ من الدَّيْرَيْنِ إلْفاً ومَألَفاً

وجادَ على النَّهرين عَهْداً ومَعْهَدا

مَراقدُ من بُسْطِ الرِّياضِ إذا اكتفى

بِهنَّ صريعُ الرَّاحِ لم يَنْبُ مَرْقَدا

وليلٍ كأنَّ التُّرْبَ تحتَ رِواقِه

مُنَدّىً بماءِ الوَردِ ما باشرَ النَّدى

تُعانِقُنا فيه الرِّياحُ مَريضةً

كأَنَّا لَقِيناها مع الصُّبحِ عُوَّدا

أرَتْنا اللَّيالي قَصْدَها دونَ جَوْرِها

وشأنُ اللّيالي أن تجورَ وتَقْصِدا

ومن عَجَبٍ أنَّ الغَبِيِّينِ أبرَقا

مُغِيرَيْنِ في أقطارِ شِعْري وأرعَدا

فَقَد نَقلاه عن بياضِ مَناسبي

إلى نَسَبِ في الخالديَّةِ أسودَا

وإنَّ عَلِيّاً بائعَ الملحِ بالنَّوى

تجرَّدَ لي بالسَّبِّ فيمَن تجرَّدا

وعندي له لو كان كُفءَ قوارضي

قوارضُ يَنُثْرنَ الدِّلاصَ المُسَرَّدا

ومغموسةٌ في الشَّرْيِ والأَرْيِ هذه

ليَرْدَى بها باغٍ وتلكَ لتُرتدَى

إذا رامَ عِلْجُ الخالديَّةِ نيلَها

أخذْنَ بأعنانِ النُّجومِ وأخلَدا

لكَ الويلُ إن أطلقْتُ بيضَ سيوفَها

وأطلقْتُها خُزْرَ النَّواظرِ شُرَّدا

ولستَ لجِدِّ القَوْلِ أهلاً فإنما

أُطيرُ سِهامَ الهَزْلِ مثنىً ومَوْحِدا

نَصَبْتَ لِفتيانِ البَطالَةِ قُبَّةً

ليَدخُلَها الفِتيانُ كَهْلاً وأمرَدا

وكان طريقُ القَصْفِ وعراً عليهِمُ

فسهَّلْتَه حتى رَأَوه مُعبَّدا

وكم لِذَّةٍ لا منَّ فيها ولا أذىً

هَدَيْتَ لها خِدْنَ الضَّلالةِ فَاهْتَدَى

قصدتَهمُ وزناً فساوَيْتَ بينَهُم

ولم تأخذِ السَّيفَ الشَّديدَ لتَقْصِدا

وجئتهمُ قبلَ ارتدادِ جُفونِهم

بمائدة تُكسَى الشَّرائحَ والمِدَى

ومبيضَّةٍ مما قراه محمدٌ

أبوك لكي تَبيضَّ عِرْضاً ومَحتِدا

نَثَرْتَ عليها البَقْلَ غَضّاً كأنما

نَثَرْتَ على حُرِّ اللُّجَيْنِ الزَّبَرْجَدا

ومصبوغَةٍ بالزَّعفرانِ عريضةٍ

كأنَّ على أَعْضائِها منه مِجْسَدا

تَرَقَّبَها الصَّيَّادُ يَوْماً فقادَها

كما قُدْتَ بالرِّفقِ الجَوادَ المُقيَّدا

ولم يَدْرِ إذ أنجى لها بِردائِه

أكانَ رِدَاً ما ارتدَّ منه أم رَدى

تُريك وقد عُلَّت بياضاً بصُفرَةٍ

مِثالاً من الكافورِ أُلبِسَ عَسْجَدا

يَحُفُّ بها منهم كهولٌ وفتيةٌ

كأنهمُ عِقْدٌ يَحُفُّ مُقلَّدا

فلا نَظَرُ الدَّاعي إلى الزَّادِ كَفَّهم

ولا خَجَلةُ المدعوِّ ردَّتْ لهم يَدا

ومِلْتَ بهم من غيرِ فَضلٍ عليهمُ

إلى الوَرْدِ غضّاً والشَّرابِ مُورَّدا

فيا لَكَ يوماً ما أخفَّ مؤونَةً

وأعذبَ في تلك النُّفوسِ وأرغدا

مُناهدةٌ إن باتَ مثلُكَ طيَّها

تَنفَّسَ مجروحَ الحشا أو تنهَّدا

فلا عَدِمَ الفِتيانُ منكَ قرارةً

أَيسلُّهُم سَعْداً عليَّ مُسْعِدا

مُعِدّاً لهم في كلِّ يومٍ مُجَدَّدٍ

من الرَّاحِ والرَّيحانِ عيشاً مُجدَّدا

إذا وصَلوا أضحى الخِوانُ مُدَبَّجاً

وإن وصَلوا أمسى الخِوانُ مُجرَّدا

وإن شرَعوا في لَذَّةٍ كنتَ بيعَةً

وإن طَمِعُوا في مَرفِقٍ كنتَ مَسجِدا

لك القُبَّةُ العَلياءُ أوضحْتَ فَتقَها

وأطلعْتَ منها للفُتوَّةِ فَرْقَدا

يُصادِفُ فيها الزَّوْرُ جَدْياً مُبرَّزاً

وباطيةً ملأى وظبياً مُغرِّدا

وقد فَضُلَت بيضُ القِبابِ لأنني

نصبْتُ عليها بالقصائدِ مِطرَدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أناشد دهري أن يعود كما بدا

قصيدة أناشد دهري أن يعود كما بدا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي