أناصر دين الله هنئته صنعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أناصر دين الله هنئته صنعا لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة أناصر دين الله هنئته صنعا لـ ابن فركون

أناصِرَ دينِ اللهِ هُنِّئْتَهُ صُنْعا

بشائِرُهُ تُهْديكَ ما يَمْلأُ السّمْعا

جمعْتَ قُلوبَ المُسلِمين بعزْمَةٍ

تكُفُّ مَنِ اسْتَعْدى تجيبُ مَنِ استَدْعى

رمَيْتَ عُداةَ الدّين منها بفادِحٍ

لدى مُلْتَقى الهَيْجاءِ يترُكُهُمْ صرْعَى

وكمْ من يَدٍ بيْضاءَ طوّقتها فتىً

إلى منزلِ البيضاء قد أعْملَ الرُّجْعى

رمَى دارَهُ البيضاءَ أخْذاً بِثارِه

بما قد رَمى سيْفُ بنُ ذي يَزَنٍ صَنْعا

وقمْتَ بأعْباء الوفاءِ حقيقةً

ولا كُلْفةٌ فيما أتَيْتَ بهِ طَبْعا

وللهِ منها مُنشآتٌ قدِ ارْتَمَتْ

على اللّجِّ رَفْعاً حين أحْكَمتَها وَضْعا

سرَتْ وظِلالُ الأمْنِ واليُمْنِ فوقَها

فأحْسِنْ به مَسْرىً وأنْجِحْ به مَسْعى

درأْتَ به في صدْرِ كلّ مُعانِدٍ

سِهامُ المَنايا نحْوَهُ أُحْكِمَتْ وَقْعا

أتتْكَ بها البُشْرى صَنيعةَ مُنْعِمٍ

حَباهُمْ بها وِتْراً وعادَتْ لهُ شفْعا

وشيّدتَ للدّين الحَنيفيّ مَصْنَعاً

وفي أولياءِ اللهِ أظهرْتَهُ صُنْعا

يُحِلُّ بمَنْ والَى الضّلالَ وأهْلَهُ

حوادِثَ جلّتْ أنْ يُطيقَ لها دَفْعا

غَويٌّ به التّثليثُ عزَّ مكانُه

فكمْ ضارعٍ للهِ ضاقَ بهِ ذَرْعا

فلا آيَة تتْلَى ولا نعْمةٌ تُرَى

ولا سُنّةٌ تُحْيا ولا ذمّةٌ تُرْعَى

على الدّين ظُلماً قد جَنى وهْوَ روْضَةٌ

جَنى زهْرَها قَطْفاً وأغْصانَها قَطْعا

إلى أن تَدارَكتَ البلادَ وأهْلَها

فأوْسَعْتَها منْحاً وحصّنتَها مَنْعا

صدَعْتَ بأمْر اللهِ فيه مُحَكّماً

فما تَجْبُرُ الأيامُ بعدُ لهُ صَدْعا

وأرسَلْتَ من رُحْماكَ شامِلَ رحْمةٍ

تُبدِّدُه شَمْلاً تفرِّقُهُ جَمْعا

فبايَنتَهُ رُشْداً وضلّلْتَهُ هُدىً

ودافعْتَهُ حُكْماً وجاهَدتَهُ شَرعا

دِيارٌ خلَتْ منهُ فقدْ أقْفَرَ الحِمى

وقد بعُدَ المَرْمى وقد صوّحَ المرْعَى

وآلُ مَرينٍ إذْ دَعَوْا منكَ ناصراً

ولم تُهمِل الدّعْوى ولم تُغْفِلِ المَدْعا

أجَبْتَ ومنْ أرْسالِكَ السّيفُ والقَنا

شِهاباً وبرْقاً قد أثارَا به نَقْعا

أعوِّذُ بالسّبعِ المثاني خلائِقاً

لدى مُفرَد بالعزّ أحْرزَها سَبْعا

عفافاً وإقداماً وعِلْماً وعزْمَةً

وحِلْماً وحَزْماً يوجِبُ المنحَ والمَنْعا

لهُ برْقُ سيفٍ في غمامةِ راحةٍ

يروقُكَ لمْحاً في دُجَى الحرْبِ أو لمْعا

وهاكَ من النّظمِ البَديعِ قَوافِياً

فسَمْعاً إمامَ الأكْرمين لها سَمْعا

تُطوّقنِي طوْقَ الحمامة مُنْعِماً

فبالمَدْحِ في روْضِ المُنى أُسْمِعُ السّجْعا

وقد جئتُ باللفظِ البَديعِ ومَن أتى

بوصْفِكَ نظماً ليسَ إبداعُهُ بِدْعا

فلازِلْتَ تُولي النّصْر بَدءاً وعَودةً

وتعْمرُ للدّين الحنيفِ بهِ رَبْعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أناصر دين الله هنئته صنعا

قصيدة أناصر دين الله هنئته صنعا لـ ابن فركون وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي