أنا أنتم أم أنتم أنا بينوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنا أنتم أم أنتم أنا بينوا لـ السلطان الخطاب

اقتباس من قصيدة أنا أنتم أم أنتم أنا بينوا لـ السلطان الخطاب

أَنا أَنتمُ أَم أَنتمُ أَنا بَيِّنُوا

حقيقةَ ما أَعني فقد خَفِيَتْ عنِّي

وإِنْ كُنْتُ قد كَلَّفْتُ فِكْري بَيانَها

وذهني فلا فكري حَمِدْتُ ولا ذهني

وما ذلك الإِشكالُ إلا لأَنَّني

إِذا شِئْتُ لُقياكم لَقَيْتُكُمُ مِنِّي

تَراكُمْ بشَخْصي مُقْلَتي عند رُؤْيَتي

وتسمعكم في حالِ نُطْقِ فمي أُذْني

ويوجد فيكم لَمْسُ كفَّى جُثَّتي

وأَنشقُ رَياكم بأَنْفي من رُدْني

وآخُذُ من فكري بِوَهْمي لِوَصفِكم

فإِني به لي عن شَمائِلكم أَكْنى

يخاطبكم غيري بلَفْظٍ وإِنَّني

لكم بالمعاني في الخِطاب لأَستَغْني

ويُومي إلى فكري ضميري مُناجياً

له بكمُ منِّى وإِيّاكمُ أَعْني

ومن كان مِثْلي لم يُشافِهْ بمثلكم

من النُّوَب النائي ولم يُسْلِهِ المُدْني

ولم يَشْكُ ما قد كان يعقوب يشتكي

إلى الله من بَثٍّ لديه ومن حُزْن

لئن كان إسرائيلُ ذلك فَنُّهُ

فهذا الذي يكنى القريضُ به فني

أََخِلاَّىَ إِهْداكم إِلَّى تَحِيَّةً

لِعِلْمي بكم لا للمرَجَّم من ظَنِّي

وإِقْراؤُكم للنور والطِّيب والصَّفا

علَّى سلاماً قُدسُ تأييده يُغْني

وإِنْ كُنْتُ قد أَحْلَلْتُ نفسي محَلَّةً

تُساوِيكُمُ بي قد تَعَرَّضْتُ للطَّعْنِ

غَلَوْتُ وجاوزتُ الغُلُوَّ وإِنَّما

قَصدْتُ به تحقيقَ ما هو في ظَنِّي

ورُمْتُ به تعريفَ من كان جاهِلا

أُخاطِبُكم بي لا لُعجْبٍ ولا أَفْنِ

ولسْتُ أُساوِيكم لقاصِر رُتْبَتي

وهل تَتساوَى رتبة الأَبِّ والإِبْن

أَدوْحَتي العُظْمَى من القُدْس متِّعي

بِقِسْطي من قُدْسِيّ ذاك الغِذا غُصْني

وأَبْدي جنَى الأَنوار منّي فإِنه

من الفَرْع يُجْنَى لا من الأَصل منْ يجنْي

لَعلّى لَمنْ حوْلي أُصْبِحُ جَنَّةً

إلى القُدْس تُعْزَى خالِصاً وإلى عَدْنِ

ويا نَهْريَ العَذْب الذي اختصّ جَدْوَلي

بِجَرْيَةِ ماءٍ منه ليس بذي أَسْن

أُمِدُّ بما تُجْري إلىَّ عِصابَةً

ظِماء إلى الماء السليم من الأَجْن

عسى زَرْعُهم يُبْدي شَطاه ويستوي

على سوقه مُسْتَغْلِظاً فائقَ الحُسْنِ

فيُعْجِبَ زُرّاعاً ويُكْمِدَ كافِراً

بهم هدفاً يَرْشَقَنَهُ أَسْهُمُ اللَّعْنِ

أَمعْنَى مُسَمّى اسْمى الذي بِيقينه

مُمَعْني مُسَمَّايَ اللطيف به مَعْنى

لك الحمد لا أُحصى أَياديك كم يد

علَّى وكم فَضْلٍ لدىَّ وكم مَنِّ

وحَسْبي بها من أَنْعُم أَنا بعضُها

علىَّ وأَنَّي لي علىَّ بها أُثْني

ولي حاجةٌ لا أَبتغي منك غيرها

فَجُدْلي بها وهْيَ الخَلاص من السِّجنْ

قُرنْتُ بهاتيك الوُحوِش مُكَبَّلا

كُبولا مَلَتْ ما بين كَعْبي إِلى قرْني

أُحاذِرُ عُصْلا كُلَّحاً من نُيٌوبها

لدىَّ وَعَقْلا من مخاليبها الحُجْن

رَهِيناً بما أَسْلَفْتُ قد كِدْتُ أَغتدي

لِشِدَّةِ ما قاسَيْتُهُ غَلَقَ الرَّهْن

أَخا أَسَفٍ قد عَلَّمَتْني نَدامَتي

لُزوم الحصا بالكَفِّ والقَرْع للسِّنَّ

مَلِلْتُ مُقامي في قميص طبيعةٍ

من الجسم عُنِّىَ فيه روحيَ ما عُنِّي

هو السجن عندي والسَّباع طبائعي

وحَيّاتُه ما فيَّ من شهوة تَثْني

وأَبعاد شَكْلي والجهات جميعها

كُبولي التي من أَجْلها أَنا ذو وَهْنِ

وها أَنَدا مُسْتَفْتِحٌ باب نُقْلَتي

لأَدْخُلَه فَلْيَخْرُجِ الأَمْرُ بالإِذْن

عسى بدُخولي ذلك البابَ مُسْرعاً

خُروجيَ من خَوْفي الشديد إلى الأَمْنِ

وراحَةُ روحي من عذابٍ غَدَتْ به

دُموعي تُحاكِيها الغوادي من المُزْنِ

لَعَلَّ غريباً طال عَهْداً بأَهْلِه

وأَخْنَي عليه من نَوَى الدهر ما يُخْني

يؤوب إِلى أَهْليه في مُستقرِّه

ويُلْقِي عصا التَّسْيار والنَّصَب المُضْني

هو الفَوْزُ لو يَقْضِي به لَي مُهْرِقاً

بقيّةَ ما يُذْكي سِراجي من الدُّهْن

فَناني الذي يَبْقَى لدىَّ ومَوْتُه

أَحَبُّ وأَشْهَى من بقائي الذي يُفْني

أَدارَيَّ من حِسًّ وقُدْسٍ أَراكما

قَتاداً وكَرْماً ذاك يُجْنَي وذا يَجْنِي

ومن باعَ كَرْماً بالقتاد فإِنّني

زعيمٌ له بالعَضِّ كَفَّيْه من غَبْنِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنا أنتم أم أنتم أنا بينوا

قصيدة أنا أنتم أم أنتم أنا بينوا لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن السلطان الخطاب

السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي