أنا من جوارك في أعز مكان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنا من جوارك في أعز مكان لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة أنا من جوارك في أعز مكان لـ ابن قلاقس

أنا من جوارِكَ في أعزّ مكان

ومن اصطناعِكَ في مُنىً وأمانِ

ومن افتقادِكَ في رياضِ مكارمِ

حيّيْنَني بغرائبِ الإحسانِ

ومن التفاتِك في حراسةِ جانبٍ

ليستْ لأُسْدِ الغابِ في خُفّانِ

وعليّ من نظراتِ جاهكَ لأْمةٌ

أبداً تَقيني أسهمَ الحدَثانِ

ولديّ من حُسْن الولاءِ عقيدةٌ

مشفوعةٌ بعقيدةِ الإيمانِ

وحللتُ دارَك في جوارِك آهلاً

فعلمتُ أنّ الدارَ بالجيرانِ

وأقمتُ حيث المجدُ نائي المُرتَقى

وجَنى المكارمِ بالمواهبِ دانِ

ووجدتُ بحرَ نَداك سهلَ المُسْتَقى

فغنيْتُ مرتوياً عن الأشطانِ

فليعلمِ السَمْدانُ إذ فارقتُه

أني لديكَ بذروةِ السُمْدانِ

وهل المعاقلُ غيرُ عزٍّ حُزْتُه

بكَ لا بتشْييدٍ ولا بُنيانِ

يا مُلتقى سُبُلِ الوفودِ كما التقَتْ

في البحرِ أوديةُ الحَيا الهتّان

ومطالعَ الضُلاّالِ في غسَقِ الدُجى

نهجَ الطريقِ بألسُنِ النيرانِ

في الأرض منكَ ومن أبيكَ وإن مضى

سعدانُ ما ناواهما السُعْدانِ

ملكٌ تقدّمهُ بلالٌ أولاً

فسَما وياسرٌ السعيدُ الثاني

الأوحدُ الغدِّ الذي لم يختلفْ

في فضلِه ونَدى يديْهِ اثنانِ

والموسِعُ الأضيافَ أصنافَ القِرى

ملءَ الجِفانِ الفيحِ والأجفانِ

جودٌ عميمٌ ما ادّعى أوصافهُ الت

هتانَ إلا جاءَ بالبُهتانِ

بطلاقةٍ كتبت بصفحةِ وجهه

وضحَ الصباحِ لمن له عينانِ

والبشر والبُشْرى شقيقا نسبةٍ

قُرئَ الكتابُ بها من العُنوانِ

لعقدتُ آمالَ الذُرى بك همّةً

أُسِرَ الطليقُ بها وفكّ العاني

وعمرْتَ بالزوارِ مُقْفرةَ الفَلا

متسرّعاً من عامر البُلدانِ

وبنيتَ في عدْنٍ مفاخرَ طاولَتْ

قحطانُ فيها الصيدُ من عدنانِ

وتبجّستْ كفّاكَ فهي سحائبٌ

تهْمي بماءِ الجودِ كلَّ أوانِ

فلئنْ عمَمتَ القاصدينَ أياديا

ما للمديحِ بشكرهنّ يدانِ

فلقد خصَصْتَ النازلينَ بأنعُم

أغنيتَهُم عن أربُع ومغاني

وأنا المخيِّمُ في ذُراك وقد رأى ال

أقوامُ عندكَ موضعي ومكاني

فاشفَعْ وما تنفكّ تفعل مثلَها

رحُبَ المكان لديكَ بالإمكانِ

فوراءَ آمالي عيونٌ إن تغِبْ

عنهن أنساني فما أنساني

شخّصتَ ما أولى نداكَ وإن تفض

كرماً عليّ به فما أولاني

وقد اقتضاني الوجدُ تجديدي بهم

عهداً يخفّفُ من جَوى أشجاني

وجَوادُ أشواقي إليهمْ جامحٌ

فامدِدْ له الإحسانَ فضلَ عِنانِ

فإذا وصلتُ ولم يُسعهم نائلي

لم يُرضِهم مني الذي أرضاني

فاجْعَلْ حقائبَ عِيسِ وفدي تكتَفي

بثنائها عن ألسُنِ الرُكْبانِ

فلسان شكري لا يقومُ ببعضِ ما

أوليتَ لو وافى بكلِّ لسانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنا من جوارك في أعز مكان

قصيدة أنا من جوارك في أعز مكان لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي