أنبه طرفي وهو يخدع بالحلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنبه طرفي وهو يخدع بالحلم لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة أنبه طرفي وهو يخدع بالحلم لـ مهيار الديلمي

أنِّبه طَرفي وهو يُخدَع بالحُلْمِ

وأصدُقُ نفسي وهي تقنَع بالرَّجْمِ

أسَرُّ بأن أبقَى وهُلكي من البقا

وأكرهُ أن أذوي ومن صحتي سقمي

تمسّكت من دهري بمستلِب القوى

ضعيف الذمامِ واحدِ الحمدِ والذمِّ

أصابُ بخطبٍ منه إما مفوّقا

إليّ وإما خاطئا عائرَ السهمِ

وما أنا في الأمرين إلا دريئةٌ

إذا كان رامٍ لا محالةَ أن يُصمي

حَلُمتُ على الأيام حتّى ظننتُني

على فَرطِ ما يَظلمنَ أسفَهُ بالحِلمِ

وأعلمُ لو صاعبتُهنَّ بأنني

أحاربُ شيئا ثم أجنح للسلمِ

تنقِّصُ منّي كلَّ يومٍ وليلةٍ

وتُعجبني إن زاد شُربيَ أو طُعمي

وما أنا إلا شارب الماءِ من دمى

مغالطةً أو آكلُ الزادِ من لحمي

ولم أر كالدنيا بغيضا محببَّا

ولا عدلَ مثل الموتِ أشبهُ بالظلمِ

ألا جاءني والقولُ حقٌّ وباطلٌ

نَعِيٌّ تغشَّى ثم أقشع عن رغمي

أغمِّض عيني منه عن كاشف العمى

وأسترُ أُذْني فيه عن مُسْمِعِ الصُّمِّ

أُصبنا بأمٍّ تَعجَب الحالُ أنه

بأمثالها في الفخر يُوفَى على العمِّ

خليليَّ من كسرى بن سابورَ إنما

عظيمُكما المدعوُّ في النوَبِ العُظْمِ

قفا فانظرا حزني بعادِي مُصابِها

إذا انضمَّ في الأحزان سُقْمٌ إلى سقمِ

أسَلَّى بفرعي بعد أصلي فإنما

إلى العظم تُفضِي مشيةُ الداءِ في اللحمِ

وفي الأمرِ أن تُنَسى ولا مثل هذه

تنافي المعاني في تَشارُكِها في اسمِ

فإن لم يكن لي عندها بولادةٍ

مكانُ البنين من حِضانٍ ومن ضمِّ

فقد ولدتْ نفسا كنفسي كرامةً

عليّ وإن حدَّتْ بجسمٍ سوى جسمي

وفي الإخوة الجافين أبناءُ عَلَّةٍ

وفي الأجنباءِ الأصفياء بنو أُمِّ

ألا لا تُعرِّفْها بغير ابنها أباً

وقد يُنسَبُ الإنسان يوما بمن يَنمِي

أيشفيك أن تبكي فهذي مدامعي

ببيضٍ وحمرٍ بين سَكْبٍ إلى سجمِ

وإن تحمل الأحزانَ دونك أضلُعي

فَوَالله لا جِلدي يخورُ ولا عظمي

وهل ردّ مَيْتاً مسرفٌ في غرامهِ

فأُنفِقَ نفسي عنك هيِّنةَ الغُرْمِ

ويُسليك أن الفضل تِربَك والتُّقَى

بما سُلبِا منها شريكاكَ في اليُتمِ

فإن أخَّرتْك باقياً وتقدَّمتْ

بلا جزع لاقته فيك ولا إثمِ

ففي العيش ما يُشتاق منه إلى الردى

وفي الوصل ما يُحتاج فيه إلى الصُّرمِ

سقاها ولولا قولُهم أنتَ مسرفٌ

لقلت سقَت من لحدِها باكرَ الوسمي

غمامٌ إذا ما احتلَّ ربعاً تظاهرتْ

عليه الأيادي البيضُ من سُحبِهِ السُّحْمِ

وإلا فجفني نائبٌ عن جَهامِهِ

ووجهُ بكائي الطلقُ عن وجههِ الجهمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنبه طرفي وهو يخدع بالحلم

قصيدة أنبه طرفي وهو يخدع بالحلم لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي