أنت الملاذ لآمر وأمير
أبيات قصيدة أنت الملاذ لآمر وأمير لـ صالح مجدي
أَنتَ الملاذ لآمر وَأَميرِ
يا خَير مَولى للإِمام نَصيرِ
أَنتَ الَّذي وَرد الكِتاب مُبَشِّراً
لَكَ بالتهاني مِن وَراء بَشير
وَالكُل في صُحف السَعادة قَد تَلا
لَكَ مَصرك ابتهجت بِحُسن مَصير
وَلَأَنتَ أَولى يا خديوِ بِمسند
عالي الذرى صَعب الصُعود خَطير
هُوَ مسند يَحتاج في تَمكينه
لِسَداد رَأي في الخُطوب شَهير
وَلأَنتَ تَحفظه بِعَزم وَافر
وَصَرامة تودي بِكُل مبير
وَتردّ يا مَأمون عَنهُ مَن اِعتَدى
بِحسام معتصم وَحَزم حَذير
وَتمدّ مصرك بِالخُصوبة مِن نَدىً
يَجري كَبَحر مِن يَديك غَزير
وَتزيل عَن أَرجائِها بِعناية
ما قَد بَقي مِن مُنكر وَنَكير
وَتبيد شانئَها بِصولة هاصر
صَعب الشَكيمة بِالوَلاء جَدير
وَتُؤيّد الملك العَظيم بحكمة
وَضِياء وَجه بِالفَلاح مُنير
وَتمهّد الدُنيا برفع قَواعد
عَنها بِمصر الطَرف غَير حَسير
فَاِنهَض إِلى أَخذ الزِمام بهمة
تمحو بِها آثار كُل عَسير
فَبعدلِك المَنشور تُطوى فتنة
لِلجور شبّت في فُؤاد مثير
فَلَطالَما الأَوطان مِنكَ ترقبت
إنقاذها مِن حرّ نار سَعير
وَتضرعت لِلّه في إِخلاصِها
بِبُلوغ آمال لخَير مُشير
حَتّى اِستُجيب دُعاؤها وَبِكَ اِزدَهى
ملك عَلوت لَهُ أَجلّ سَرير
وَالدَهر سالمها بقربك في الهَنا
مِنهُ بِلَحظ للصفاء مشير
وَصفت لَها أَيامها فترنمت
لَكَ بامتِداح فاق مَدح جَرير
وَإِلَيكَ مِن دار الخِلافة قَد سَرى
فَرَمانُها يَسمو بِطيب عَبير
وَأَتى يُبشّر بِالَّذي كنا له
نَرجو دَواماً مِن نَوال قَدير
فَاحكُم بِما تَرضاه فينا وَاحتكم
حُكماً بِهِ نَزداد كيل بَعير
وَيَفيض غَيثٌ مِن يَمينك يَرتَوي
بنَداه رَوضٌ كانَ غَير نَضير
حَيث الزَعامة في يَمين مهذب
سَهل العريكة بِالأُمور بَصير
هُوَ أَنتَ يا تَوفيق أَفخَم دَولة
شَيّدت مِنها حُسنَها بِظَهير
وَنَسخت آيات التَعسف وَالعَنا
بِكِتاب لُطف لَم يُقس بِنَظير
وَغَرست في أَرض القُلوب مَودّة
أَغصانُها تَنمو بِجبر كَسير
تاللَه إِنَّك يا خَديوي مَصره
أَولى بِملك دائم وَكَبير
فَافخر بردّ مَظالم فينا إِلى
أَربابها وَأَجب سُؤال فَقير
فَلَكَم شَملت برأفة علوية
مِنا جُسوم كَبيرنا وَصَغير
وَلَكم قَمَعت بِسَطوة عمريَّة
عَنا غَوائل ماكر وَمَزير
وَلَكم كَشَفت الضَيم عَن متعنِّيٍ
بِظلال أَمن للمسيء نَذير
فَاللَه يَشرَح مِنكَ صَدرك دائِماً
بِزَوال بَغي في البِلاد كَثير
لِيَعود للأَوطان رَونَقُها الَّذي
تَرجوه مِنكَ وَأَنتَ خَير مجير
ويَدوم ملك أَنت صاحبه بِها
ما دامَ رَضوى راسياً كَثبير
يا معتق الأَرواح تلكَ عَزيزة
مِن عَبد رق للمليك أَسير
مِن ناظم لعقود مَدح درُّها
عَن وَصفه قَد كلَّ كلُّ خَبير
لا يَرتَجي في المَهر غَير قبولها
مِنهُ وَذَلِكَ مِنكَ غَير يَسير
لا زلت في حلل الوِلاية رافِلاً
ما طابَ مَدح في جَناب وَزير
أَو ما تَفاخر ناثر بَينَ الوَرى
بِثناك في ديوان كُل سَمير
أَو ما تَلا فرمانَ مصرَ بمحفلٍ
لَكَ مُخلصٌ في ودّه بِضَمير
أَو قالَ مَجدي في السُرور مؤرخاً
مَرسوم تَوفيق سَما بِأَمير
شرح ومعاني كلمات قصيدة أنت الملاذ لآمر وأمير
قصيدة أنت الملاذ لآمر وأمير لـ صالح مجدي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب