أنت مما تبدينه من صفاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنت مما تبدينه من صفاء لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة أنت مما تبدينه من صفاء لـ جميل صدقي الزهاوي

أَنت مِمّا تُبدينه من صفاءِ

يا سَماء العِراق خير سَماءِ

انظريني فقد أحبك قَلبي

وأَحبتك مثله حوبائي

انظريني إذا العنادل غنت

سحراً فوق منكب الشجراء

انظريني ليلاً إذا الشمس غابَت

بعيون النجوم في الظلماء

انظريني إذا الخَليقة أَخفت

ما لَها فوقَ الأرض من ضوضاء

انظريني إذا الطَبيعة أَصغَت

في الدياجي الى خَرير الماء

انظريني إِذا الحوادث رامَت

هدأة في الصباح أَو في المَساء

انظريني إذا الخَريف تَراءى

آسيا من أَشجاره الجَرداء

انظريني إذا غَدا الروض خلواً

من زهور أَو زهره من رواء

انظريني من الفروج خلال ال

سحب سراً بعينك الزَرقاء

انظريني اذا نظرت بِعَيني

وَهيَ شكرى إليك عند البكاء

هي في اللانهاية السَوداءِ

تَتَراءى كسنةٍ بيضاءِ

سدم هَذه المجرَّة تنأى

وَشموس جلَّت عَن الإحصاء

شبه واد تَرى عَلى ضفتيه

كركام كَرائم الحصباء

هيَ سيل من الهيولى طفت في

ه نجوم كَثيرة كالغثاء

زبد في نهر جرى من أثير

وَفَقاقيع منه في دأماء

تَتَجافى مدفوعة وَلكل

فلكٌ في أَعماق هَذا الفضاء

لم تحد في اندفاعها قيد شبر

عَن سَبيل لها هناك سواء

ما رأت في البَصير عَيني اهتداء

كاِهتداء الطَبيعة العَمياء

انها قد تحركت في طريقي

نِ هما قد تقابلا في السماء

ما اِختلاف هناك في السير إلا

لاختلاف في وجهة الأنواء

أَكر قد تدحرجَت منذ كانَت

واِستمرَت من غير ما إبطاء

وَلكلٍّ توابعٌ أَنا استب

عدُ حرمانها من الأحياء

قال لي العَقل ما تحرك هَذا ال

كَون إلا بدافع الكَهرباء

هيَ نفسُ النجوم لَيسَت سواها

وَهيَ ما في النجوم من أَضواء

الهيولي هي الأثير تردّى

صوراً ثم شق جيب الرداء

منك يا أَيُّها الأثير بدا الكَو

ن وَفيه الوجود للأشياء

أَنتَ سر المَكانَ وَالكَون وَالده

رِ وسر الحَياة في الغبراء

أَنتَ شيءٌ وَغير شيءٍ وَكافي

كلَّ شيءٍ يا حيرة الحكماء

كَم نجوم يخفين بعد ظهور

وَنجوم يظهرن بعد خفاء

يوصل النور بعضهنَّ بألف

من سنينا إلى عيون الرائي

دفعتها يد الطَبيعة بالقو

وة منها قنابلاً في السماء

من نجوم حمر وَصفر وزرق

وَنجوم خلافها بيضاء

إن منها ما كانَ فَرداً وَمنها

ذا بناءٍ مثنىً وفوق الثُنائي

لست أَدري وَلَيتَني كنتُ أَدري

في خلاء تطوافها أم ملاء

عندهن القوى العَديدة لكن

لم يجئنا منهنَّ غير الضياء

عَجَبي مِن نسرينِ قد وقع الوا

حدُ والثاني طائرٌ في الفضاء

وَسماكينِ رامحٍ يطعن اللَي

لَ دراكاً وأعزل في اللقاء

لهف نَفسي عَلى بناتٍ حسانٍ

أيّ نعشٍ حملنَهُ في العراء

ويل أَهل السماء من عقرب جا

ءت إليهم تدبّ في الظلماء

وَلَقَد باتَ أَرنَب الجو يَرنو

من بعيد للحيَّة الرقطاء

قَد تَمَنَّى العيوق أَن يسلم الجد

يُ من الذئب ناصتاً للعواء

رجف التوأمان لما تَراءى

أسدٌ ذو براثن عقفاء

عاف للذعر حين أَبصر فهداً

فرس الجو سنبل الخضراء

وَلَقَد باتَ راجفاً حمل الزه

رِ أَمام التنين خوف البلاء

هَل بعين الشعرى الغميضاء لَيلاً

أَخبروني قذى من الأقذاء

ما أَظن الميزان يوزن فيه

بعض ما في الحلوى من الأشياء

أَيُريد الراعي الصديّ ليروى

فَلَقَد أَلقى دلوه في الدلاء

قَد تَرى في السماء بالعين لَيلاً

سرطاناً كمثله في الماء

أَيُّها الحوت قل إلى أَي وقت

هَكَذا أَنتَ سابح في الفضاء

يخطف الثعلب الدجاجَة لَولا ال

كلب قد باتَ حارساً بالدَهاء

هَل تَرى ممسك الأعنة يَدنو

من مجال الشجاع في الهيجاء

قَد رأَيت السماك يطعن بالرم

حِ جيوش الظلماء في الأحشاء

وَرأَيتَ الجبار يحرق أَسنا

ناً على الطالِعات بعد المساء

وَأَرى السعد ذابحاً ذا أَثامٍ

وَأَرى الغول منه غير براء

هَل أَصاب الرامي وَقَد سدد السه

مَ من القوس منكب الجوزاء

قَد أَرى في النجوم دبينِ مازا

لا يدوران بينها في الفضاء

مِن كَبير ومن صَغير وكل

منهما حول القطب ذو تعداء

وَقرود النجوم أَربعة قد

درن منها في غابة غبياء

ما أبص الإكليل يطلع لَيلاً

وَالثريّا مَرفوعة في السماء

خفق القَلب للعناق بليل

وأطال الجاثي زَمان الثواء

تحسب الفرقدين صنوين داما

لإخاء وَما هما لإخاء

وَدت المرأة المسلسلة الإب

حار فوق السَفينة القوراء

وَسهيلٌ وَلَيسَ مثل سهيلٍ

متعب من تنفس الصعداء

في السماء الشبان جم غَفير

ثم ما إن بها سوى عذراء

إن ذاكَ الكرسي بين الدراري

يِ لرب للعزة القعساء

وَلَقَد أَكبر السها في عيوني

ما لنجم السها من العلياء

أَنا أَهوى الشعرى العبور لما قد

جمعت من سنىً لها وَسناء

وإذا عُدَّتِ الكواكبُ شعراً

فهي بيتُ القَصيدة العصماء

إِنَّ هَذا الوجود سر تفشَّى

في سماء وَسيعة الأرجاء

وكأن النجوم فيها قلوب

خفقت في جوانح الظلماء

وإذا الشمس وَالكواكِب جمعا

ء زوت نورها فيا للعماء

وَلعل الحَكيم يقرأ فيها

من مراد الحَقيقة الخرساء

كلمات وَقَد تَكون رموزاً

كتبت في صحيفة زرقاء

أعين الجاهلين مَهما تَساوَت

لا تَراها كأعين العلماء

قَد حَلَلنا طيف النجوم عَلى بع

دٍ بعيد بآلة صماء

فَعَرَفنا مقومات الثريا

وَعلمنا عناصر الجوزاء

إنما النور حين يقدم منها

حامل جملة من الأنباء

وَحدة في الوجود بالرغم عما

وَضَعوه من كثرة الأسماء

لَيسَ للعالم الَّذي نحن نحيا

ضمنه من بداية وانتهاء

ظنه الناس للفناء وإني

مَع نقصي حسبته للبقاء

لَيسَ يفنى فيما علمت من الأش

ياءِ إلا ظواهر الأشياء

ربما تظهر الحَقيقة بيضا

ء لَنا من تصادم الآراء

أَيُّها الجهر بالحَقائِق مني

أنت دائي وَقَد تَكون دوائي

لَست أَدري وقد وقفت مَكاني

أَأَمامي سعادتي أَم وَرائي

هَذه الأرض ذرة قَد توارَت

عَن عيون النجوم في تيهاء

هي إحدى توابع الشمس تَجري

حولها كالفراشة العَشواء

فأَتاها فصولها كالربيعي

نِ عليها وَصيفها وَالشتاء

وَلَها حول نفسها دوران

هُوَ داعي صباحها وَالمساء

دورتان الأولى عَلى النفس والأخ

رى عَلى الشَمس في زَمانٍ سواء

إِنَّ أَرضاً تَمشي عليها وَئيداً

كرة قَد تَدَحرَجَت في السماء

أيُّها العَقل أي بدع تَراه

إن جرت في الفضاء بنت الفضاء

جوفها في نار تئزُّ من الحم

مى أَزيزاً وَسَطحها في ماء

وَعلى الأرض دار في كل شهر

قمر ذو وَجاهَة وَبَهاء

كل ضوء يريكه في صفاح

فمن الشمس مصدر الأضواء

نصفه يستنير منه وَنصف

منه باق في لَيلَةٍ لَيلاء

دل أن لَيسَ كائناً فيه ماءٌ

ما تَرى في سَمائه من صفاء

لا كُسوفٌ وَلا خسوفٌ إذا لَم

يقع النيران في الأفياء

إِنَّما هَذه التوابع يجري

نَ درا كاً في الجو حول ذكاء

أَخبروا أنهن مرتبطات

بِذَكاء من جذبها برشاء

ثم لَم يجزموا أَهن بَنات ال

شمس أَم جئنها من الأنحاء

رشقتها النجوم من كل صوب

بسهام للدفع ذات مضاء

رشقتها من الجوانب لما

وَجدتها تجري بغير وقاء

غير أَنَّ النضال بالنبل مِمّا

لَيسَ يؤذي كالطعنة النجلاء

إنما هذه القوى عند ظَني

نجمت من مَعامل الكيمياء

ما أَرى في جواهر الجسم إلا

قوة قد تكاثَفَت في البناء

وَهيَ تنحل في العَناصر بالبط

ءِ إلى قوة بلا اِستثناء

قوة في الكون اِستقرت وأخرى

ما اِستقَرَّت كالجِسم وَالكَهرباء

ثُمَّ إن الشموس منحلة في

سدم بعد فقدها للماء

لَيسَ يَبني السديم شمساً كَما شا

ع لدى زمرة من العلماء

إن أَدنى توابع الشمس فيما

علموه عطارد في السماء

دار أَطرافها كَما يَلعَب الخش

فُ إلى جنب ظبية أَدماء

بعده الزهرة الجَميلة تأَتي

كَوكباً للصباح أَو للمساء

تسحر العين كلما قابلتنا

في اللَيالي بوجهها الوضاء

لَم يَكُن عند وَصفها حين تَبدو

لا مَديحي شَيئاً وَلا إطرائي

ثم هذي الأرض الَّتي نحن نحيا

فَوقها خاضعين للأهواء

ثُمَّ يأَتي المريخ فهو لنا يب

دو مضيئاً كنقطة حَمراء

بعده تأَخذ النُجيمات يجري

ن درا كاً في الجو كالأقرباء

بَعدَها المشتري وَهَل هُوَ إلا

ملك الزاهرات ذو الخَيلاء

ثم يأَتي وَراءه زحلٌ في

حلقاتٍ عليه ذات ضياء

رب سيّاحة أَتَت مِن بَعيد

تطلب الشمس صبة باللقاء

ذات ذيل تجره كَسَديم

خلفها أَو ذؤابةٍ شهباء

غادة من غيد السماء إلى من

قد أَحبت تَمشي عَلى اِستحياء

وَأَرى إِذ مَشَت عليها اضطراباً

أَهي سكرى بخمرة صهباء

فإذا ما طافَت به مرة عا

دت سَريعاً أَدراجها للوراء

ما هُوَ القصد وَالمزار بَعيد

يا تُرى من زيارة الحسناء

إن للشمس موكباً فيه تَمشي

نَحو نجمٍ ضمن الثريا نائي

وَأَرى في اصطدامها بسواها

وَهُوَ الزعم أَكبر الأرزاء

ثم فاِعلَم يدور في الجو أورا

نوس مخفياً عَن عيون الرائي

ثم نبتون وَهُوَ آخر مادا

ر عَلى الشمس من بنات الفضاء

تِلك سَياراتٌ يحمن عَلى النا

ر تباعاً كالهيم حول الماء

تلك أَجرامٌ لَيسَ يبعثن نوراً

غير ما يقتبسنه من ذكاء

إن كلاً منهنَّ يَجري من الغَر

ب إِلى الشرق حولها في زَهاء

وَهوَ عند الدنو منها سَريع

وَهوَ عند الإبعاد ذو إبطاء

وَلكل سوى القريبين أَقما

ر عليه تدور في الأنحاء

إن أَصابَت إحدى التوابع ضرَّا

ءُ أَحس الجَميع بالضراء

ما تأَذَّى عضو من الجسم إلّا

تتأذى بقية الأعضاء

إن دفع الأثير شد عراها

بذكاء فظن جذب ذكاء

إنه وَالوجود عبءٌ ثَقيل

قائم في الفضاء بالأعباء

ذاكَ أَنَّ الأثير يَجري إِلى الشم

س كأمثالها من الأنحاء

وَلإيضاحه أَقولُ وَقولي

لَيسَ إلا رأَياً من الآراء

حَرَكات الأَلِكْتُروناتِ ضمن ال

جسم تَنفي الأثير في الأثناء

فَيَسيل الأثير رداً لما اختل

لَ به من توازن في البناء

فَهوَ يَزجو بجريه ما يلاقي

هِ إليها من أكرة أَو هباء

وأراها من الأثير الَّذي يَج

ري إليها من حولها في نماء

فَهيَ تَنمو حَتى تَكون شموساً

ذات شعّيْ حرارةٍ وَضياء

وَلَقَد كانَت الشموس قَديماً

تابعات لغيرها في السماء

ثُمَّ لما نمت كَثيراً تَناءَت

بعدُ عنها وأغربت في التنائي

وَلَقَد جئت بالحقائق أَشدو

وَتَركت الخَيال للشعراء

إن بين المَريخ وَالمُشتَري مِن

ها نجيماتٌ هنَّ غير بطاء

لَيسَ في الظن أَن تَكون حَياة

فوق تلك الركائب الأنضاء

وَلَقَد جاءَت الحَياة إلى الغب

راء مَدفوعة من الزهراء

إنَّها مركز النظام الَّذي عُد

دَتُ له أَرضنا من الأجزاء

أدفأتنا وَقَد يَعود إليها

ما لنا من سعادة وَشَقاء

قدحت في السماء بالزند فابيض

ضت من النار فحمة الظلماء

كَم لَها في أَشعة أَرسلتهن

نَ إلى الأرض من يد بيضاء

حسنت في عَيني وَقَلبي لما

بزغت في غلالة صفراء

وَضعت إكليلاً بهياً من النو

رِ عَلى رأَسها يد الكبرياء

أطلعتها يَد الطَبيعَة لما

جَحَدوها كحجة غَراء

كَم عَلَيها يبين من كلف كال

خال قد زانَ وجنة الحسناء

رب ليل للشهب فيه عَلى الأر

ضِ مثال من غارة شعواء

اسبحي في السماء أَيَتُّها الأر

ضُ وَلا تزعجي سماك السماء

ما سَعيد إلا الَّذي عاشَ عمراً

مَع جيرانه حَليف الولاء

وَعَلى خط محور لك دوري

مَع أَطواد سطحك الشماء

يا سَماء العِراق إني مَريض

يا سَماء العراق أَنت شفائي

اِفتَحي في ستار سحبك شقّاً

وانظريني بعينك الزَرقاء

إنما أَخشى أَن أَموت فَتَبقى

حاجةٌ لي لَم تقض في الحوباء

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنت مما تبدينه من صفاء

قصيدة أنت مما تبدينه من صفاء لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها مائةسبعة و ستون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي