أنسيت ما بذلت لك الأخيار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنسيت ما بذلت لك الأخيار لـ سليمان الصولة

اقتباس من قصيدة أنسيت ما بذلت لك الأخيار لـ سليمان الصولة

أنسيت ما بذلت لك الأخيار

لمَ لا بذلت الدمع لما ساروا

ولهٌ عراك أم الدموع تصاعدت

مما دهاك ففي الحشاشة نار

يا صاح بي ولهٌ ونار صبابةٍ

ودموع عيني كلهن بحار

لكنني بين العواذل صابرٌ

فلدى العواذل تكتم الأسرار

لولا التجلد والنهى ما غيرت

عاداتها العبرات والأبصار

أتجود عينٌ والربوع أوانسٌ

وتضن يوماً والربوع قفار

حيا الحيا القوم الذين ترحلوا

ولهم بأعشار القلوب قرار

وسقت دموعُ الورد خدَّ غريرة

يحمر مثل الورد حين تزار

بيضاء تبسم عن شتيت ناصعٍ

فيه الطلا والطلع والنوار

بخضابها بلح النخيل وثغرها ال

طلع الجميل وساقها الجمَّار

تمسي وتصبح والمحاسن جمةٌ

والظرف ظرفٌ والوقار وقار

في وجهها قمرٌ وفوق جبينها

سحرٌ وبين جفونها سحّžار

والخد ورد والشفاه قرنفلٌ

والقد بانٌ والعذار بهار

لم أنسها كالغصن قائمةً وفي

يدها النقية كوكب سيّار

تفتر فيه مدامةٌ ديريةٌ

صفراء يحسد لونها الدينار

تعلو فواقعها وتسقط مثلما

يعلو ويسقط في اللهيب شرار

اللَه أكبر أين ليلتنا التي

كبَّرت فيها والكؤوس كبار

ومن الشباب علي حلة راهب

فيها إمامٌ للصفا جبّار

ونديمتي فُنُقٌ كأن خضابها

شفقٌ تفيض وراءه الأنوار

تعلو على الدرر الكبار نهودها

لكنهن وإن علون صغار

سدِّ الزجاج ففي الزجاج مدامةٌ

لولا سناها ما بدت أسحار

ميعاد زورتها الدجى فإذا بدا

هذا السنى حجب الظلام نهار

وأظن أن معللي بقدومها

ولهي وما وله المتيم عار

كيف المزار وقد تربع أهلها

بمِنىً وما لي غير جلق دار

ويحول ما بيني وبين خيالها

سهر الدجى والمدمع الجرار

يا ربة الراووق لي بك أسوةٌ

دمعي ودمعك رقرقته النار

إن عاد يوم الربوتين يعود لي

طربي وتشرق بيننا الأقمار

ويزول بلبالٌ ويصدح بلبلٌ

ويرن خلخال وينقر طار

ويسر محيي الدين عود سرورنا

فبقرب محي الدين لي استبشار

رجلٌ سعى سعي الحسين فزاده

شمر الزمان وكاده الأعسار

ماذا عليه وقد أتم فروضه

مما يقول حسوده المهذار

إن كان عاد فما يعود عن العلى

حتى يعود عن الشذا النوار

هو خير من خاض العجاج وإنما

حضر الوغى وجنوده أغمار

وسطا وجنات الفتوح هشيمةٌ

لا سامرٌ فيها ولا أثمار

والناس أكبر همها حسو الطلا

لا ضرب كل طلى به استكبار

يا ابن الأعنة والأسنة والظبي

والخائض الغمرات وهي بحار

والحاذق الفطن اللبيب الصادق ال

لسن الأريب البارع القهار

ما كل وقت للمعارك صالحٌ

للسلم عصرٌ والوغى إعصار

لكن أعذار الشباب مزيلةٌ

غيم العتاب فللشباب خمار

والبأس جريال الرجال وطالما

لعبت بألباب الرجال عقار

لا تتقي في اللَه لومة لائمٍ

فعليك يثني اللَه والمختار

بأبيك تفتخر الكماة وأنت نس

خته التي كملت بها الأسفار

تلد الأسود أسود غابٍ مثلها

وابن الحمار كما علمت حمار

والطيب يعرف من شذاه بخاره

وعلى الأصول تدلت الأثمار

أيعيب مثلك في المعامع جابر ال

عثرات وهو الفارس الجبار

وهو الذي يقف اللهيب إذا دعا

وتفيض عند دمائه الأمطار

وإذا تكاثرت الجيوش تخاله

بازاً تخرُّ أمامه الأطيار

وترى الملوك لدى ظباه كأنها

غنمٌ تساق وخلفها جزار

لم لا يعيب زمانك اللحز الذي

لا ناصرٌ فيه ولا أنصار

دع لومه فلحاجةٍ جدعَ اَنفَه ال

غالي قصيرُ وما عراه العار

ولحاجةٍ هجر الحطيم محمدٌ

فبكى الحطيم له وسر الغار

غفر الإله له وجدد ملكه

بسويعةٍ يختارها المختار

تنسيك ما صنع الزمان بسادةٍ

خوض الردى لنفوسهم أوطار

بيض الوجوه تحيط بيض نصولهم

بالمجرمين تماسكوا أو طاروا

فهناك يفصح عن ضمير سكونه ال

صهال والعسال والبتار

ويقول للمحراب قرضاب الوغى

بيني وبينك تقسم الأعمار

فيبش وجه السيف بعد عبوسه

ويلين بعد يبوسه الخطار

ويريك نصر اللَه صولة قادرٍ

يرتج منها الفيلق الجرار

فدع العتاب وقبّح الزمن الذي

نشرت مساويها به الأشرار

وعليك بالصبر الذي افتخرت به ال

أبرار وازدانت به الأخيار

فالبأس خيسٌ أنت فيه عدبَّسٌ

والصبر ليلٌ أنت فيه نهار

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنسيت ما بذلت لك الأخيار

قصيدة أنسيت ما بذلت لك الأخيار لـ سليمان الصولة وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن سليمان الصولة

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية، واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ولزمه مدة ثلاثين سنة، وله فيه قصائد، وسافر إلى مصر سنة 1883م فأقام إلى أن توفي بالقاهرة. له (ديوان -ط) ، وله: (حصن الوجود، الواقي من خبث اليهود - خ) .[١]

تعريف سليمان الصولة في ويكيبيديا

سليمان الصولة (1230 - 1317 هـ / 1814 - 1899 م) ولد في دمشق، وتوفي في القاهرة. تلقى علومه في مصر، وقرأ على علمائها، وبرع في العلوم العربية والآداب، ونظم الشعر وتفرد به.تردد بين دمشق والقاهرة مرتين، فقد ولد في دمشق، ودرس في الأزهر الشريف، وعاد إلى الشام مع حملة إبراهيم باشا، وبقي فيها نحو ثلاثين سنة اتصل فيها بالأمير عبد القادر الجزائري. قصد مصر للمرة الثانية عام 1883، فأقام فيها حتى خاتمة حياته. تقلد عدة وظائف في الدواوين المصرية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليمان الصولة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي