أنفس ما يهدى من الشعر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنفس ما يهدى من الشعر لـ أحمد فارس الشدياق

اقتباس من قصيدة أنفس ما يهدى من الشعر لـ أحمد فارس الشدياق

أنفس ما يهدى من الشعر

مدح العزيز الدائم الفخر

يحلو كلام المادحين له

سيان في النظم وفي النثر

واحسن التشبيب ذكر اسمه

لا ذكر من يمنيك بالهجر

ليس الذي يحيى بالآئه

قلوب راجيه من الفقر

كمن ترى من لطفه انه

يقتل بالاعراض والشزر

تحسبه طالوت في بأسه

وتارة هاروت في السحر

ولا سوال الدار عن ظعن

ولا تجنى ربة الخدر

ولا شجون بقنا قامة

ولا جنون بضنى خصر

ولا اهتداء بسنا طلعة

ولا ضلال بدجى شعر

ولا نواح في الليالي على

طيف اثار الوجد في الصدر

ولا ادكار لزمان اللقا

ورشف ثغر قيل كالخمر

وساوس تذهب رشد الفتى

وتجعل الشعر من الهجر

ما الشعر الا ان تذيع به

حسن صنيع عن فتى غمر

يحرم منه الدر الا لمن

يجود بالعسجد والدر

ان الذي قد سن ذا الفن لم

يجد كاسماعيل في العصر

فاتخذ التشبيب في نظمه

متحذة للذهن والفكر

وليس محتاجا إلى غزل

من حدث الناس عن البحر

بحر يفيض الخير منه على

من كان في بحر وفي بر

ابي الفداء المستعان على

كشف الملمات من الدهر

في مدحه ان كنت ترشد ما

يغنيك عن زيد وعن عمرو

من لم يزل يزداد في بره

ما ازداد في العمر وفي القدر

من اجل ذا زاد الدعاء له

من الورى في السر والجهر

وان يكن من بينهم حاسد

فانه قد باء في خسر

وكل ما وشاه من فرية

وظنه يخلد في الحبر

هفت به الارواح حتى عفا

من دون ما رسم ولا اثر

يا خيبة الحساد من بعدما

باتوا على جمر من المكر

كم جهدوا في الافك في يومهم

وارقوا ليلا بلا فجر

وركبوا زورا فاهوى بهم

من حالق في مصرع الغدر

لا غروان تنكر اصواتهم

فانهم من حمر الفر

سبحان من اوجد في خلقه

ماشاء من نفع ومن ضر

طان من الخير سراة الورى

وسؤرهم طين من الشر

فبعضهم يفسد في ساعة

ما غيره اصلح في دهر

ومنهم من رزقه انه

يدأب في الارجاف والختر

ويظهر النصح وصدق الولا

ويضمر الغش على الغر

بعد القوم لم يحك فيهم

شيء من الانذار والزجر

ستعتريهم في مضاجعهم

وهم سكارى ضغطة القبر

الله قد احبظ اعمالهم

وردهم اخيب من عقر

وكل ما كادوه عاد على

نحورهم انكى من النحر

كادوا يذوبون اسى يوم ان

قيل لهم كونوا على حذر

ان الخديوي امتطى فلكه

وانه اليوم لذو مخر

حتى اتى دار الخلافة في

عز رفيع الجاه والقدر

وان مولانا المعظم قد

لاقاه بالايناس والبشر

ولم يزل يحسبه انه

للملك ذخر ايما ذخر

وانه بالبيض يدفع عن

حقيقة الاسلام والسمر

وانه ركن لدولته

مشيد البنية ذو ازر

وكم له شاهد عدل له على

صدق مساعيه بلا نكر

الم يحل خطب العسير وقد

خيل اعسارا الى يسر

الم يعبئ جحفلا طائلا

على كريد جائب البحر

في سفن شتى رست سبة

في بحرها في البرد والحر

الم يغث بالمال من هاجروا

وهم الوف كأب بر

الم يغث اهل فروق بما

خفف عنهم فادح الضر

الم يغث اهل العريش وقد

جلاهم الجدب الى مصر

الم يكن احسانه شاملا

اهل الزوايا جل عن حصر

وكل محتاج وذي عيلة

وكل ملهوف ومضطر

وان من كبرى صنائعه

عتق بني حام من الاسر

لو عددت آلاؤه كلها

لضاق عنها امد العمر

اصغر ما يوليه من منن

يكبر عن مندوحة الشكر

عن جده ارث المعالي وعن

ابيه والفرع على النحر

امثله يزرى عليه وقد

نزهه الله عن المزرى

انقى من الفضة ما ينتوى

وقربه اقنى من التبر

وعهده امنع من معقل

يقيك من بؤس ومن ذعر

في مصر من كثرى مآثره

ما يفخر الاهرام في الذكر

فانما الاهرام قد شيدت

بالقهر والتسخير والقسر

ولم تزد مصر بها دوحة

ولا نواحيها مدى فتر

فانظر اليها اليوم مستقريا

فهل ترى من موضع قفر

وانظر إلى زهو السويس بما

خليجها حاز من الفخر

قد وصل البحرين وصلا به

زادت معالي ذللاك القطر

فيا له من عمل لم يكن

انجازه يخطر في حزر

لو لم يكن فتحا مبينا لما

قضى له الاقوام بالبهر

وافى اليه كل ملك وذي

رئاسة من امم العصر

وكلهم كانوا ضيوفا لدى

ابي الندى اكرم من يقرى

وكلهم عاد رضيا بما

نال وقد اطنب في الشكر

هذا هو الفضل المبين الذي

تخلد ذكراه مدى الدهر

هذا هو الجود العميم الذي

يجزئ في المحل عن القطر

هذا هو الصنع الجميل الذي

يبقى بقاء المدح في حر

في كل ناد مدحه واجب

يجوز من مصر إلى مصر

سماعه يغنيك عن مزهر

وعرفه عن ارج الزهر

اين الذي ينشئ في الارض ما

يكون تحييرا لذي حجر

ممن اذا انشأ شيا بدا

نفع له اسنى من البدر

واين من شاد مقاما له

مفتخرا بالشيد والصخر

ممن يغيث الناس ان اجدبوا

ويبدل الاعسار باليسر

ولا يزال خيره زاخرا

على الورى يا حسن ما زخر

هذا امير الناس في فضله

وفصله في بهمة الامر

بالعدل يقضى والندى ينتشى

والحق يوصى والظبى يفرى

طابت به مصرفا رجاؤها

تبدو لنا في حلل خضر

فيها بروج وصروح سمت

على اساس الخير والبر

فيها مبان ومغان اوت

الى حماها كل معتر

فيها حياض ورياض زهت

يعبق منها ارج العطر

فيها فنون وعلوم رمت

بشهبها محلولك الكفر

فيها ملاه ما حيات الاسى

وملهبات دون ما وزر

وكم بها من مسجد جامع

تسمع منه حبرة الذكر

ومن خطيب باهر وعظه

لسدف الاوهام كالزهر

ومن اديب ماهر لفظه

لصدف الافهام كالدر

وكل ما ترغب فيه النهى

وتشتهيه انفس السفر

مهما اطل في مدح اوصافها

حسبتني قد جئت بالنزر

ربي ادمها معدنا للعلى

والعلم والافضال والسر

واحفئ بعون منك رب الندى

عزيزها بالعز والنصر

دام مدى الدهر وانجاله

من حوله في الصوم والفطر

رب استجب هذا الدعاء فقد

اخلصته في ليلة القدر

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنفس ما يهدى من الشعر

قصيدة أنفس ما يهدى من الشعر لـ أحمد فارس الشدياق وعدد أبياتها تسعة و تسعون.

عن أحمد فارس الشدياق

أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و (سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و (الواسطة فى أحوال مالطة- ط) ، و (كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط) ، و (الجاسوس على القاموس) ، و (ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.[١]

تعريف أحمد فارس الشدياق في ويكيبيديا

أحمد فارس الشدياق (1804-1887)، هو أحمد فارس بن يوسف بن يعقوب بن منصوربن جعفر شقيق بطرس الملقب بالشدياق بن المقدم رعد بن المقدم خاطر الحصروني الماروني من أوائل الأفذاذ الذين اضطلعوا برسالة التثقيف والتوجيه والتنوير والإصلاح في القرن التاسع عشر غير أن معظم الدراسات التي تناولته عنيت بالجانب اللغوي والأدبي وأهملت الجانب الإصلاحي ولم ينل ما ناله معاصروه من الاهتمام من أمثال ناصيف اليازجي (1800-1871) ورفاعة الطهطاوي (1801-1873) وعبد القادر الجزائري (1807-1883). بالرغم من كونه واحدا من أبرز المساهمين في مسار الأدب العربي ومن أسبقهم. ماروني بالولادة، وتحول أكثر من مرة في أكثر من طائفة في المسيحية إلى أن استقر على الإسلام. عاش في إنجلترا ومالطا ورحل أيضا إلى فرنسا. يعد أحمد فارس الشدياق أحد أهم الإصلاحيين العرب في عهد محمد على وله منهجه الإصلاحي الخفي الذي يبدو فيه أنه فضل التورية والترميز على التصريح والإشهار وذلك لما كان يحويه منهجه من انتقادات لاذعة للقيادات الرجعية ولخوفه من أن يدان من قبلها أو تحرق أعماله ويظهر هذا في كتابه (الساق على الساق فيما هو الفارياق) والذي يعد بمثابة الرواية العربية الأولى على الإطلاق. صحفي لبناني كان يصدر صحيفة الجوائب (1881 م - 1884) في إسطنبول. من ألمع الرحالة العرب الذين سافروا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر. كان الكاتب والصحفي واللغوي والمترجم الذي أصدر أول صحيفة عربية مستقلة بعنوان الجوائب مثقفاً لامعاً وعقلاً صدامياً مناوشاً أيضاً.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي