أنوما وألحاظ الخطوب سواهر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنوما وألحاظ الخطوب سواهر لـ القاضي الفاضل

اقتباس من قصيدة أنوما وألحاظ الخطوب سواهر لـ القاضي الفاضل

أَنَوماً وَأَلحاظُ الخُطوبِ سَواهِرُ

وَسَعياً وَأَفراسُ الحَوادِثِ تَركُضُ

أَيا اِبنَ فُلانٍ وَالنَصيحَةُ آيَةُ

فَما لَكَ مِنها حينَ تُعرَضُ تُعرِضُ

إِذا أَنتَ لَم تَقبِض يَداً مَدَّها العِدا

فَما هِيَ إِلّا لا مَحالَةَ تَقبِضُ

أَمُعتَقِدٌ أَنَّ القُلوبَ صَحيحَةً

فَسَل نَظَرَ الأَقوامِ مالَكَ تَمرَضُ

سَتُعجَلُ عَن فَهمٍ إِذا صَرَّحَ الأَسى

فَدونَكَ ما دامَ الزَمانُ يُعَرِّضُ

أَيَقطَعُ حَدُّ السَيفِ وَالسَيفُ مُغمَدٌ

وَيَفرُسُ نابُ اللَيثِ وَاللَيثُ بَربُضُ

فَإِن لَم تَكُن أَحسَنتَ فِيَّ فَإِنَّني

مُحِبٌّ وَلِلعَليا أُحِبُّ وَأُبغِضُ

وَإِنِّيَ في حُبّي لِمَجدِكَ مُغرِقٌ

عَلى أَنَّني مِن بَحرِهِ مُتَبَرِّضُ

أَغَرَّكَ نَهضُ البِشرِ في صَفَحاتِهِم

أَلَيسَ الرَدى في رَونَقِ السَيفِ يَنهَضُ

فَدِنهُم بِيَومِ الشَرِّ ما دُمتَ قادِراً

وَلَو لَم تَدِنهُم كانَ حَبُّكَ يُفرَضُ

وَكَم شيمَ يَومٌ في يَدِ الصَبرِ أَسوَدٌ

وَأُغمِدَ لَيلٌ مِن يَدِ النَصرِ أَبيَضُ

فَما بَينَ عَينَيهِم وَلا في ضُلوعِهِم

قُلوبٌ تُرَضّى بَل وُجوهٌ تَرَضَّضُ

وَلا يَدُ باعِ الرُمحِ عَنهُم قَصيرَةٌ

وَلا عَينُ جَفنِ السَيفِ عَنهُم تُغَمِّضُ

أَأَومَضَ تَثرٌ لِلتَبَسُّمِ كاشِرٌ

وَسَلِّ لِساناص لِلعَليلِ يُنَضنِضُ

وَقَد تُنقِضُ الأَحلامُ صِبغَةَ لَونِها

كَما يَلبَسُ اللَيلُ النَهارَ فَيُنفِضُ

لَم أَرَ مِثلَ السَيفِ لِلعِزِّ عاقِداً

بِهِ عُقَدُ الأَضغانِ تُرخى وَتُنقَضُ

وَلا مِثلَ أَخبارِ الضَغينَةِ تَختَبي

وَلا مِثلَ آثارِ النَصيحَةِ تُرفَضُ

وَما العِزُّ إِلّا أَن تُقَبِّلَ كَفَّهُ

وَما الحِلمُ إِلّا الذُلُّ يَومَ تُعَضَّضُ

وَلا أَنتَ بِالقَولِ الَّذي قُلتُ جاهِلٌ

وَلَكِن مَقاديرُ الإِلَهِ تُقَيَّضُ

وَما هُوَ إِلّا الحَزمُ يُسرِعُ وَالحِجا

يُحَجُّ وَأَطنابُ المَقالِ تُقَوَّضُ

أَيَظهَرُ في الأَجفانِ عَقدٌ مُصَحَّحٌ

وَيَكمُنُ في الأَجفانِ سَيفٌ مُمَرَّضُ

أَعِد نَظَراتٍ في ثَوِيَّةِ مُقلَةِ

تَجِد فيهِ أَشخاصَ المَنونِ تُحَرِّضُ

وَما الوُدُّ إِلّا في لِسانِكَ ظاهِرٌ

وَلَكِن وَراءَ الغَيبِ قَلبُكَ مُبغِضُ

إِذا لَم يَكُن لِلمُلكِ حَدُّ مَهابَةٍ

فَكَيفَ يُراضُ المُعتَدي وَيُرَوَّضُ

وَيَروي دَماً مِنهُم وَيَحظى بِكَفِّهِ

فَيُصقَلُ حَدٌّ أَو يُعَطَّرُ مَقبَضُ

وَكَيما تَصِحُّ الكيمياءُ بِضَربِهِ

فَتُذهِبُ مِنهُ الصَفحَ وَهوَ مُفَضَّضُ

وَلا نَومَ حَتّى يَنظُرُ السَيفُ روسَهُم

تُبَدَّلُ جِسماً مِن قَناً وَتُعَوَّضُ

صَحائِفُ تَرميها الصَفائِحُ هَذِهِ

تُحَمِّرُ مِن سُخطِ وَهَذي تُبَيِّضُ

وَأَغمِدَ سُخطَ القَلبِ في صَفحَةِ الرِضا

وَعَيني تَرى لَكِنَّ جَفني يُغَمِّضُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنوما وألحاظ الخطوب سواهر

قصيدة أنوما وألحاظ الخطوب سواهر لـ القاضي الفاضل وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن القاضي الفاضل

عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي. أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 هـ‍ أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596هـ‍. له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.[١]

تعريف القاضي الفاضل في ويكيبيديا

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل) وفي رواية لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل.ولد القاضي الفاضل بمدينة «عسقلان» شمال غزة في فلسطين سنة (526هـ). وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة. كان يعمل كاتبا في دواوين الدولة ووزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، وقد برز القاضى الفاضل في صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار. قال عنه العماد الأصفهانى: «رَبُ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. القاضي الفاضل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي