أهاج له ذكر الحمى ومرابعه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهاج له ذكر الحمى ومرابعه لـ محمد بن عثيمين

اقتباس من قصيدة أهاج له ذكر الحمى ومرابعه لـ محمد بن عثيمين

أَهاجَ لَهُ ذِكرُ الحِمى وَمَرابِعُه

لَجاجَةَ شَوقٍ ساعَدَتها مَدامِعُه

فَباتَ بَليلَ الحَبيبِ مُضطَرِمَ الحَشا

كَأَن بِسَفا البُهمى فُرِشنَ مَضاجِعُه

يَمُدُّ إِلى البَرقِ اليَمانِيِّ طَرفَهُ

لَعَلَّ الحِمى وَالخَبتَ جيدَت مَراتِعُه

مَنازِلُ خالَلتُ السُرورَ بِرَبعِها

لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُطاوِعُه

أَرَبَّ عَلَيها كُلُّ مُحلولِكِ الرَجا

أَحَمُّ الرَحى مُستَعجَماتٌ مَطالِعُه

مُلِثُّ القُوى واهي العَزالي إِذا اِنتَجى

بِهِ مُنتِجٌ أَربَت عَلَيهِ دَوافِعُه

يَحُثُّ ثِقالَ المُزنِ فيهِ مُجَلجِلٌ

إِذا ما حَدا سَلَّت سُيوفاً لَوامِعُهُ

إِذا ما بَكَت فيهِ السَحائِبُ جُهدَها

ضَحِكنَ بِنُوّارِ النَباتِ أَجارِعُه

وَقَفتُ بِها وَالصَحبُ شَتّى سَبيلُهُم

عَذولٌ وَمَعذولٌ وَآخَرُ سامِعُه

فَكاتَمتُهُم ما بي وَبِالقَلبِ لَوعَةٌ

إِذا اِضطَرَمَت تَنقَدُّ مِنه أَضالِعُه

وَقُلتُ لِذي وُدّي أَعِنّي فَإِنَّني

أَخو ظَمَإٍ سُدَّت عَلَيهِ مَشارِعُه

أَلَم تَرَ أَظعاناً تُشَدُّ لِنِيَّةٍ

تِهامِيَّةٍ وَالقَلبُ نَجدٌ مَهايِعُه

عَشِيَّةَ لا صَبري يَثيبُ وَلا الهَوى

قَريبٌ وَلا وَجدِي تُفيقُ نَوازِعُه

سَقى اللَهُ رَيعانَ الشَبابِ وَعَهدَهُ

سِجالَ الهَنا ما لَألَأَ الفَجرَ ساطِعُه

فَما العَيشُ إِلّا ما حَباكَ بِهِ الصِبا

وَإِن خادَعَت ذا الشَيبِ مِنهُ خَوادِعُه

وَموحِشَةِ الأَرجاءِ طامِسَةِ الصُوى

تَروهُ بِها الذِئبَ الجَري رَوائِعُه

وَيَبكُمُ فيها البومُ إِلّا نَئيمَهُ

وَيَخرَسُ فيها الطَيرُ حَتّى سَواجِعُه

تَعَسَّفتُها أَفري قَراها بِجِسرَةٍ

أَمونِ السُرى وَاللَيلُ سودٌ مَدارِعُه

إِلى مَلِكٍ يُنبي تَهَلُّلُ وَجهِهِ

لِمَن أَمَّهُ أَنَّ الأَماني تُطاوِعُه

تَفَرَّعَ مِن صيدِ المُلوكِ إِذا اِنتَمى

تَطَأطَأَ إِعظاماً لَهُ مَن يُقارِعُه

سَما صُعُداً لِلمَجدِ حَتّى إِذا اِستَوى

عَلى هامِهِ أَدناهُ مِنّا تَواضُعُه

يُريكَ اِنخِداعاً إِن تَطَلَّبتَ فَضلَهُ

وَأَمّا عَنِ العَليا حَذارِ تُخادِعُه

تَبيتُ العَطايا وَالمَنايا بِكَفِّهِ

لِراجي نَداهُ أَو لِخَصمٍ يُمانِعُه

كَأَنَّ زِحامَ المُعتَفينَ بِبابِهِ

تَزاحُمُ مَن تَرمي الجِمارَ أَصابِعُه

مُنيفٌ إِذا سامى الرِجالَ تَضاءَلوا

لِاَروَعَ تَلهو بِالعُقولِ بَدائِعُه

تُرامِقُهُ الأَبصارُ صوراً خَواشِعاً

لِهَيبَتِهِ وَالأَشوَسُ الرَأسِ خاضِعُه

مَهابَةُ فَضلٍ فيهِ لا جَبَرِيَّةٌ

فَلا رافِعاً حُكماً وَذو العَرشِ واضِعُه

إِذا هَمَّ لَم تُسَدَد مَسالِكُ هَمِّهِ

عَلَيهِ وَلَم تَصعُب علَيهِ مَطالِعُه

إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ

أَصيلُ الحِجى مُستَحكِمُ الرَأيِ ناصِعُه

تَذودُ الدَنايا عَنهُ نَفسٌ أَبِيَّةٌ

وَعَزمٌ عَلى الخَطبِ المُلِمِّ يُشايِعُه

أَقامَ قَناةَ الدينِ بَعدَ اِعوِجاجِها

وَثَقَّفَهُ حَتّى اِستَقامَت شَرائِعُه

وَلَم يَتركِ الدُنيا ضَياعاً لِغاشِمٍ

مُخيفُ سَبيلٍ أَو عَلى الناسِ قاطِعُه

وَلكِن حَمى هذا وَذاكَ بِهِمَّةٍ

يُهَدُّ بِها مِن شامِخِ الطَودِ فارِعُه

تَلاقَت عَلَيهِ مِن نِزارٍ وَيَعرُبٍ

بَنو الحَربِ خُلجانُ النَدى وَيَنابِعُه

أَجاروا عَلى كِسرى بنِ ساسانَ راغِماً

طَريدَتَهُ إِذ غَصَّ بِالماءِ جارِعُه

وَآباؤُهُ الأَدنَونَ شادوا مِنَ الهُدى

مَعالِمَهُ لَمّا تَعَفَّت مَهابِعُه

وَعادوا وَوالَوا في الإِلهِ وَجالَدوا

عَلى ذاكَ حَتى راجَعَ الدينَ خالِعُه

هُمُ ما هُمُ لا الوِترُ يُدرَكُ مِنهُمُ

وَإِن يَطلُبوهُ باءِ بِالذُلِّ مانِعُه

إِذا ما رضوا باخَت مِنَ الحَربِ نارُها

وَإِن غَضِبوا أَلقى الوَليدَ مَراضِعُه

وَأَبناءُ شَيخِ المُسلِمينَ مُحمدٍ

لَهُم فَضلُ سَبقٍ طَبَّقَ الأُفقَ شائِعُه

هُمُ وارَزوكُم حينَ ما ثَمَّ ناصِرٌ

سِوى رَبِّكُم وَالمُرهَفِ الحَدُّ قاطِعُه

عَلى جَدَثٍ ضَمَّ الإِمامَ مُحمدّاً

سَحابٌ مِنَ الغُفرانِ ثُجٌّ هَوامِعُه

فَقَد حَقَّقَ التَوحيدَ بِالنَصِّ قائِلاً

بِما قالَهُ خَيرُ الأَنامِ وَتابِعُه

فَإِن رُمتَ أَن تَأتي الهُدى بِدَليلِهِ

فَطالِع بِعَينِ القَلبِ ما ضَمَّ جامِعُه

عَلى مَن مَضى مِنكُم وَمِنهُم تَحِيَّةٌ

يَجودُ بِها جَزلُ العَطاءِ وَواسِعُه

فَأَنتُم وَهُم مِن رَحمَةِ اللَهِ لِلوَرى

فَلا زِلتُمُ ما صاحَبَ النَسرُ واقِعُه

فَيا واحِدَ الدُنيا وَياِبنَ عَميدِها

وَمَن بَأسُهُ يُخشى وَتُرجى مَنافِعُه

لكُم في رِقابِ الناسِ عِقدُ نَصيحَةٍ

وَبَيعَةُ حَقٍّ أَحكَمَتها قَواطِعُه

فَما قَيَّدَ النُعمى سِوى الشُكرِ وَالتُقى

وَتُنجي الفَتى إِذ يَجمَعُ الخَلق جامِعُه

وَإِنَّ صَريحَ الحَزمِ وَالعَزمِ لِاِمرىءٍ

يُفَكَّرُ غِبَّ الأَمرِ كَيفَ مَواقِعُه

فَيَترُكُ أَو يَأتي مِنَ الأَمرِ بَعدَما

يُقَلِّبُ فيهِ رَأيَهُ وَيُراجِعُه

وَلا يَترُكُ الشورى وَإِن كانَ عاقِلاً

فَكَم سَهم غَربٍ أَحرَزَ الخَصلَ دافِعُه

إِلَيكَ إِمام المُسلِمينَ زَجَرتُها

لَها عَرصَةٌ مَيثُ الفَلا وَجَراشِعُه

إِذا ما شَكَت أَيناً ذَكَرتُكَ فَوقَها

فَزَفَّت زَفيفَ الرَألِ فَأَجاهُ رائِعُه

وَإِنَّ اِمرءً يُهدى المَديحَ لِغَيرِهِ

لَمُستَغبَنٌ في عَقلِهِ أَو فَضائِعُه

وَمَن يَرمِ بِالآمالِ يَوماً لِغَيرِهِ

يَكُن كَأَبي غَبشانَ إِذ فازَ بائِعُه

كَذا المَرءُ إِن لَم يَجعَل الحَزمَ قائِداً

حَصيفاً وَإِلّا اِستَعبَدَتهُ مَطامِعُه

فَنَفسَكَ لا تَطَرح بِها كُلَّ مَطرَحٍ

يُعابُ إِذا ما ذاعَ في الناسِ ذائِعُه

وَإِنَّ فَتى الفِتيانِ مَن إِن بَدَت لَهُ

مَطامِعُ سوءٍ نافَرَتها طَبائِعُه

وَإِنّي بِآمالي لَدَيكَ مُخَيِّمٌ

وَحَسبُ ثُنائي أَنَّ جودَكَ شافِعُه

وَلَم أَمتَدِح عُمري سِواكَ بِدايَةً

وَلكِنَّما خَيرٌ مِنَ الخَيرِ صانِعُه

وَصَلِّ عَلى المُختارِ رَبّي وَآلِهِ

وَأَصحابِهِ ما ناحَ في الدَوحِ ساجِعُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهاج له ذكر الحمى ومرابعه

قصيدة أهاج له ذكر الحمى ومرابعه لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن محمد بن عثيمين

محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]

تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا

محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد بن عثيمين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي