أهجرا كان صدك أم ملالا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهجرا كان صدك أم ملالا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أهجرا كان صدك أم ملالا لـ السري الرفاء

أهجراً كانَ صَدُّك أم مَلاَلا

وبِرّاً كَان وصلُك أم خَيالا

أكانَ فِراقُك المُشجِي زِيالاً

فآمُلُ منك عَطفاً أم زَوالا

إذا ذُكِرَ العقِيقُ لنا نَثَرنا

عَقِيقَ الدّمعِ سَحّاً وانهمالا

طُلولٌ كَلمَّا حاوَلْن سَقياً

سَقَتها العَينُ أدمُعَها سِجالا

تَحِنُّ جِمالُنا صُوراً إليها

فأحسِبها تَرى مِنها جَمالا

ونَسألُ مِن مَعالِمها مُحِيلاً

فنطلُبُ من إجابِته مَحالا

وكَم خَرَقَ الصِّبا بذوي التَّصابي

إلى خُرسِ الحُجولِ بِها الحِجالا

وأطلَقَ من عيونٍ في وجوهٍ

تروحُ لَعقل مُبصِرِها عِقالا

ومعتدلٍ إذا أمضَى القَضايا

رأيتَ الحُسن عدلاً واعتدَالا

يميلُ على الظَّلامِ بكأسِ راحٍ

إذا زَحَمت ظلامَ الليلِ مَالا

إذا نظمَ المِزاجُ لها وِشاحاً

تعرَّضَ في مجاسدِها وجَالا

أرُدُّ كؤوسَها بِيضاً خِفاقاً

وقد صافحْتُها حُمراً ثِقالا

وسَفرٍ يحسَبون البَرَّ سَفراً

يُصافحُهم إذا ما السيرُ طَالا

يقودُهُمُ إليه ضِياءُ بِشرٍ

كأنَّ ضِياءَه بَرْقٌ تَلالا

وعَرْفُ شَمائلٍ كالمِسكِ يَثنِي

أزمَّتَهم يميناً أو شِمالا

أغرُّ إذا الحيا لم يُحْيِ أرضاً

رأيتَ نَوالَه يُحيي الرِّجالا

وأغلبُ لا تُغالبُه الليالي

إذا صالَتْ حوادثُها وَصَالا

يُذِيلُ تِلادَه فيصونُ عِرضاً

أبَتْ غُرُّ المكارمِ أن يُزالا

ويجعلُ بِشرَه يَذِرُ الأعادي

فيبعَثُه جَنوباً أو شَمالا

ولم يُنذِرهُمُ مِقَةً ولكنْ

ترفَّعَ أن يصيبَهمُ اغِتيَالا

يُواصلُهم وما اشتاقَت إليه

نفوسُهُمُ ولا سألوا الوِصالا

بأرعنَ لا تَرى البيداءُ فيه

إذا ما سَدَّ خَلَّتَها اختِلاَلا

يَسُدُّ الجوَّ قسطلُه غُباراً

ويُطفي الشمسَ رونقُه صِقالا

بِأُسْدٍ لاتَحِيدُ عن المَنايا

إذا اعتقَلَت قَنا الخطِّ اعتِقالا

إذا رَكَزَته كانَ لها عَريناً

وإن حَمَلَته كان له ظِلالا

وخيلٍ كالوُعولِ إذا تراءَت

رأيتَ قُرونَها السُّمْرَ الطِّوالا

لها كَرٌّ مَحا الأوضاحَ منها

وخاطَ من العَجاجِ لها جِلالا

وخَوضُ دمٍ إذا جفَّت أعالي

قَوائِمها أتاحَ لها بَلالا

لَبِسَن على الحُجولِ به حُجولاً

وزِدنَ على النِّعالِ به نِعالا

وذابلةٍ كأنَّ الزَّهرَ غَضَا

على أطرافِهنَّ أو الذُّبالا

لها في كلِّ سالفةٍ ونَحرٍ

عِثارُ تَعمُّدٍ لن يُستَقالا

فمِن مُبدٍ بِهِزَّتِه انتِشاءً

ومن مُبدٍ بخَطرتِه اختِيالا

وأزرقَ كالشِّهابِ إذا حَناه

دِراكُ الطَّعنِ غادَرَه هِلالا

رأيتُ عُلا بني حَمدانَ طالَت

فآلت بَرَّةً أن لَن تُنالا

ملوكٌ لا يَمَلُّون العَطايا

ولا يأبَون في الرَّوعِ النِّزالا

فَسَيلُ جَحافلٍ يُفني الأعادي

وسيلُ مَواهبٍ يُغني السُّؤَالا

أُولَئِك مَعشرٌ عَلِقَت يميني

بحبلهِمُ فألقَيتُ الحِبالا

إذا راحُوا بمعركةٍ خُصوماً

سمعتُ لبِيضِهم فيها جِدالا

فإن عدُّوا الأكابرَ من عَدِيٍّ

حَسِبتُهُمُ يعُدُّون الجِبالا

مَدَحناهم فلم نُدرِك بمدحٍ

مآثرَهم ولم نَترُك مَقالا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهجرا كان صدك أم ملالا

قصيدة أهجرا كان صدك أم ملالا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي