أهد الدموع إلى دار وماصحها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهد الدموع إلى دار وماصحها لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة أهد الدموع إلى دار وماصحها لـ أبو تمام

أَهدِ الدُموعَ إِلى دارٍ وَماصِحَها

فَلِلمَنازِلِ سَهمٌ في سَوافِحِها

أَشلى الزَمانُ عَلَيها كُلَّ حادِثَةٍ

وَفُرقَةٍ تُظلِمُ الدُنيا لِنازِحِها

حَلَفتُ حَقّاً لَقَد قَلَّت مَلاحَتُها

بِمَن تُخُرِّمَ عَنها مِن مَلائِحِها

إِن تَبرَحا وَتَباريحي عَلى كَبِدٍ

ما تَستَقِرُّ فَدَمعي غَيرُ بارِحِها

دارٌ أُجِلُّ الهَوى عَن أَن أُلِمَّ بِها

في الرَكبِ إِلّا وَعَيني مِن مَنائِحِها

إِذا وَصَفتُ لِنَفسي هَجرَها جَمَحَت

وَدائِعُ الشَوقِ في أَقصى جَوانِحِها

وَإِن خَطَبتُ إِلَيها صَبرَها جَعَلَت

جِراحَةُ الوَجدِ تَدمى في جَوارِحِها

ما لِلفَيافي وَتِلكَ العيسُ قَد خُزِمَت

فَلَم تَظَلَّم إِلَيها مِن صَحاصِحِها

فُتلٌ إِذا اِبتَكَرَ الغادي عَلى أَمَلٍ

خَلَّفنَهُ يَزجُرُ الحَسرى بِرائِحِها

تُصغي إِلى الحَدوِ إِصغاءَ القِيانِ إِلى

نَغمٍ إِذا اِستَغرَبَتهُ مِن مَطارِحِها

حَتّى تؤوبَ كَأَنَّ الطَلحَ مُعتَرِضٌ

بِشَوكِهِ في المَآقي مِن طَلائِحِها

إِلى الأَكارِمِ أَفعالاً وَمُنتَسَباً

لَم يَرتَعِ الذَمُّ يَوماً في طَوائِحِها

آساسُ مَكَّةَ وَالدُنيا بِعُذرَتِها

لَم يَنزِلِ الشَيبُ في مَثنى مَسائِحِها

قَومٌ هُمُ أَمِنوا قَبلَ الحَمامِ بِها

مِن بَينِ ساجِعِها الباكي وَنائِحِها

كانوا الجِبالَ لَها قَبلَ الجِبالِ وَهُم

سالوا وَلَم يَكُ سَيلٌ في أَباطِحِها

وَالفَضلُ إِن شَمِلَ الإِظلامُ ساحَتَها

مِصباحُها المُتَجَلّي مِن مَصابِحِها

مِن خَيرِها مَغرِساً فيها وَأَوسَعِها

شِعباً تُحَطُّ إِلَيهِ عيرُ مادِحِها

لا تَفتَ تُزجي فَتِيَّ العيسِ سَاهِمِةً

إِلى فَتى سِنِّها مِنها وَقارِحِها

حَتّى تُناوِلَ تِلكَ القَوسَ بارِيَها

حَقّاً وَتُلقي زِناداً عِندَ قادِحِها

كَأَنَّ صاعِقَةً في جَوفِ بارِقَةٍ

زَئيرُهُ واغِلاً في أُذنِ نابِحِها

سِنانُ مَوتٍ ذُعافٍ مِن أَسِنَّتِها

صَفيحَةٌ تُتَحامى مِن صَفائِحِها

ذو تَدرَءٍ وَإِباءٍ في الأُمورِ وَهَل

جَواهِرُ الطَيرِ إِلّا في جَوارِحِها

هَشماً لِأَنفِ المُسامي حَينَهُ فَسَما

لِهاشِمٍ فَضلُها فيها اِبنُ صالِحِها

يا حاسِدَ الفَضلِ لا أَعرِفكَ مُحتَشِداً

لِغَمرَةٍ أَنتَ عِندي غَيرُ سابِحِها

لِكَوكَبٍ نازِحٍ مِن كَفِّ لامِسِهِ

وَصَخرَةٍ وَسمُها في قَرنِ ناطِحِها

وَلا تَقُل إِنَّنا مِن نَبعَةٍ فَلَقَد

بانَت نَجائِبُ إِبلٍ مِن نَواضِحِها

سَميدَعٌ يَتَغَطّى مِن صَنائِعِهِ

كَما تَغَطّى رِجالٌ مِن فَضائِحِها

وَفارَةُ المِسكِ لا يُخفي تَضَوُّعَها

طولُ الحِجابِ وَلا يُزرى بِفائِحِها

لِلَّهِ دَرُّكَ في الخَودِ الَّتي طَمَحَت

ما كانَ أَرقاكَ يا هَذا لِطامِحِها

نَقِيَّةُ الجَيبِ لا لَيلٌ بِمُدخِلِها

في بابِ عَيبٍ وَلا صُبحٌ بِفاضِحِها

أَخَذتَها لَبوَةَ العِرّيسِ مُلبِدَةً

في الغابِ وَالنَجمُ أَدنى مِن مَناكِحِها

لَو أَنَّ غَيرَ أَبي الأَشبالِ صافَحَها

شَكَّت بِمَخلَبِها كَفَّي مُصافِحِها

جاءَت بِصَقرَينِ غِطريفَينِ لَو وُزِنا

بِهَضبِ رَضوى إِذاً ما لا بِراجِحِها

بِهاشِمِيَّينِ بَدرِيَّينِ إِن لَحَجَت

مَغالِقُ الدَهرِ كانا مِن مَفاتِحِها

نَصلانِ قَد أُثبِتا في قَلبِ شانِئِها

نارَينِ أوقِدَتا في كَشحِ كاشِحِها

وَكَذَّبَ اللَهُ أَقوالاً قُرِفتَ بِها

بِحُجَّةٍ تُسرَجُ الدُنيا بِواضِحِها

مُضيئَةٍ نَطَقَت فينا كَما نَطَقَت

ذَبيحَةُ المُصطَفى موسى لِذابِحِها

لَئِن قَليبُكَ جاشَت بِالسَماحَةِ لي

لَقَد وَصَلتُ بِشُكري حَبلَ ماتِحِها

وَقَد رَأَتني قُرَيشٌ ساحِباً رَسَني

إِلَيكَ عَن طَلقِها وَجهاً وَكالِحِها

إِذا القَصائِدُ كانَت مِن مَدائِحِهِم

فَأَنتَ لا شَكَّ عِندي مِن مَدائِحِها

وَإِن غَرائِبُها أَجدَبنَ مِن بَلَدٍ

كانَت عَطاياكَ أَندى مِن مَسارِحِها

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهد الدموع إلى دار وماصحها

قصيدة أهد الدموع إلى دار وماصحها لـ أبو تمام وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي