أهذه سير في المجد أم سور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهذه سير في المجد أم سور لـ القاضي الفاضل

اقتباس من قصيدة أهذه سير في المجد أم سور لـ القاضي الفاضل

أَهَذِهِ سِيَرٌ في المَجدِ أَم سُوَرُ

وَهَذِهِ أَنجُمٌ في السَعدِ أَم غُرَرُ

وَأَنمُلٌ أَم بِحارٌ وَالسُيوفُ لَها

مَوجٌ وَإِفرِندُها في لِجِّها دُرَرُ

وَأَنتَ في الأَرضِ أَم فَوقَ السَماءِ فَفي

يَمينِكَ البَحرُ أَم في وَجهِكَ القَمَرُ

يُقَبِّلُ البَدرُ تُرباً أَنتَ واطِئُهُ

فَلِلتُرابِ عَلَيهِ ذَلِكَ الأَثَرُ

نَأى بِهِ المُلكُ حَتّى قيلَ ذا مَلَكٌ

دَنا بِهِ الجودُ حَتّى قيلَ ذا بَشَرُ

في كُلِّ يَومٍ لَنا مِن مَجدِهِ عَجَبٌ

وَكُلِّ لَيلٍ لَنا مِن ذِكرِهِ سَمَرُ

نَظَرتُ في نَجمِهِ فَالسَعدُ طالِعُهُ

لا يَنقَضي وَعَلى أَموالِهِ سَفَرُ

أَبا الفَوارِسِ وَالآباءُ مُشفِقَةٌ

وَهُم بَنوك وَما تُبقي وَلا تَذَرُ

تَلقى عَروسَ المَنايا وَهيَ حاسِرَةٌ

وَخدُّها فيهِ مِن فَيضِ الدِما خَفَرُ

وَالضَربُ بِالبيضِ مِن آثارِهِ عُكَنٌ

وَالطَعنُ بِالسمُرِ مِن آثارِهِ سُرَرُ

وَرُبَّ لَيلَةِ خَطبٍ قَد سَرَيتَ بِها

وَما سَرى كَوكَبٌ فيها وَلا قَمَرُ

سُمتَ العَويصَ بِعَزمٍ ما لَهُ ضَجَرٌ

أَو البَعيدَ بِباعٍ ما بِهِ قِصَرُ

وَأَنتَ في جَيشِ رَأي لا غُبارَ لَهُ

تَرمي العُداةَ بِقَوسٍ ما لَها وَتَرُ

هِيَ الحُروبُ الَّتي لا السَيفُ مُنثَلِمٌ

فيها وَلا الذابِلُ الخَطِيُّ مُنأَطِرُ

سِرنا وَسارَ شُجاعٌ وَهوَ يَقدُمُنا

وَعَزمُنا آمِرٌ وَالدَهرُ مُؤتَمِرُ

وَكانَ ذِكرُ اِسمِهِ فيهِ الحَياةُ لَنا

وَالذُخرُ إِنَّ الشُجاعَ الحَيَّةَ الذَكَرُ

كانَ الحُسامُ يَمانِيَّ الهَوى مَعَنا

فَما أَضَرَّ بِنا أَن أَصفَقَت مُضَرُ

وَبِتَّ وَالمَوتُ طَيفٌ قَد أَلَمَّ بِنا

فَما ثَنى الطَيفَ إِلّا ذَلِكَ السَهَرُ

سَقى بِكَ اللَهُ دُنيانا فَأَخصَبَها

وَالعَدلُ يَفعَلُ مالا يَفعَلُ المَطَرُ

لَمّا اِستَقَلَّت سُتورُ المُلكِ لاحَ لَنا

مُلكٌ بِهِ الجودُ عَينٌ وَالثَنا أَثَرُ

في كَعبَةٍ لِلنَدى لَو حَلَّها مَلِكٌ

تَهَيَّبَ النُطقَ حَتّى قيلَ ذا حَجَرُ

وَسائِلٍ لِيَ ما العَلياءُ قُلتُ لَهُ

في فِعلِهِ الخُبرُ أَو في قَولِهِ الخَبَرُ

ما أَنصَفَت مَجدَهُ نُظّامُ سيرَتِهِ

إِنَّ الَّذي سَتَروا فَوقَ الَّذي سَطَروا

نالَ السَماءَ بِأَطرافِ القَنا فَبَدَت

مِنَ النُصولِ عَلَيها أَنجُمٌ زُهُرُ

لا يُحدِثُ النَصرُ في أَعطافِهِم مَرَحاً

حَتّى كَأَنَّهُمُ بِالنَصرِ ما شَعَروا

أَجرَو دِماءَ العِدا بَينَ الرِماحِ فَما

يُقالُ عِندَهُمُ ماءٌ وَلا شَجَرُ

تَرى غَرائِبَ مِن أَفعالِ مَجدِهِمُ

يَرُدُّها الفِكرُ لَو لَم يَشهَدِ النَظَرُ

خَلائِقٌ في سَمَواتِ العُلا زُهُرٌ

مِنها تُنيرُ وَفي رَوضِ الثَنا زَهَرُ

الناسُ أَضيافُكُم وَالأَرضُ دارُكُمُ

فَهوَ المُقامُ فَلِم قالوا هُوَ السَفَرُ

ما أَنصَفَ الشُكرُ لَولا أَن تُسامِحَنا

فَأَنتَ تطنبُ جوداً وَهوَ يَختَصِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهذه سير في المجد أم سور

قصيدة أهذه سير في المجد أم سور لـ القاضي الفاضل وعدد أبياتها ثلاثون.

عن القاضي الفاضل

عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي. أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 هـ‍ أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596هـ‍. له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.[١]

تعريف القاضي الفاضل في ويكيبيديا

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل) وفي رواية لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل.ولد القاضي الفاضل بمدينة «عسقلان» شمال غزة في فلسطين سنة (526هـ). وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة. كان يعمل كاتبا في دواوين الدولة ووزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، وقد برز القاضى الفاضل في صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار. قال عنه العماد الأصفهانى: «رَبُ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. القاضي الفاضل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي