أهي الجبال رست بها الغبراء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهي الجبال رست بها الغبراء لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة أهي الجبال رست بها الغبراء لـ محمود قابادو

أَهيَ الجِبالُ رَست بها الغبراءُ

أَم أَنجمٌ حرسَت بِها الخضراءُ

شمٌّ تَهول على نضارةِ حُسنِها

فيح كأنّ رِحابها الدهماءُ

تَبدو عَليها لِلحُصونِ ركانةٌ

ويَروقُ منها لِلقُصورِ رواءُ

قَد أَغربت في وَضعها وَتطوّقت

سوراً وَهل تتطوّق العنقاءُ

لو ضمّها بينَ المحافلِ محفلٌ

وَهَوى الخورنق وَاِستحَت صنعاءُ

وَلَقامَ سندادٌ يسدّد أَمرها

وَالحضر يَشهد فيه والزهراءُ

وَاِهتزّ مِن أهرامِ مِصر قواعدٌ

وَاِبتزّ من إيوان كسرى بهاءُ

هَذي عَلى تَقوى تأسّس مَجدُها

وَعلى الضّرارِ أَشادت القدماءُ

ملئت بآسادِ الكفاحِ وغابُها

وَزَئِيرها البارودُ والهيجاءُ

ومدافعٌ لا يستهلُّ جنينُها

إِلّا إِذا اِهتزّت له الغبراءُ

ما أطرقت لِمَخاضِها إلّا وَقَد

صُعِقَت بنفخةِ صوره الأحياءُ

ما أبرَقت أَو أَرعَدت إلّا رَمَت

شهباً لَهنّ من الدخانِ سماءُ

قُل للّذي جَهلَ الأمير مقامهُ

لكنّ إِفراط الظهورِ خَفاءُ

يَختالُ بينَ طَريفهِ وتليدهِ

وَتَجولُ في أعطافِهِ العلياءُ

جَمع النظامُ مفاخِرَ الدولِ الأُلى

فَتقلّدتها الدولَةُ الحسناءُ

سَتعودُ للإسلامِ كلُّ فضيلةٍ

وَالعودُ أحمدُ ما له شركاءُ

ملك منابرُهُ رؤوسُ عداتهِ

وَسيوفه من فوقها خطباءُ

يُغنيهِ خوفه أَن تسلَّ سُيوفه

لَكِنّها أَغمادها الأحشاءُ

شَرُفت بهِ الخضراءُ واِنبَسَطت له

مُنقادةً فكأنّها الغبراءُ

مَلك أُعزَّ بهِ السلاحُ وأهلهُ

والعِلمُ ثمّ أذيلتِ الأشياءُ

وَرَأت محاسنه الملوكُ فأَذعَنت

لكنّها بِعيونهم أقذاءُ

خَطبوا بهِ فوقَ الدسوتِ وباِسمِهم

فَوقَ المنابرِ تخطبُ الخطباءُ

وَلَه مزايا الملكِ مُنفرداً بِها

وَلِغَيرِه الألقابُ والأسماءُ

وتكاد تنطق في مديح صفاته

عجم وكادت تخرس الفصحاءُ

تكسو محاسنه القريض جمالها

فتكاد لا تتفاضل الشعراءُ

ويكاد يغفر في قوافي مدحه ال

إكفاء والإقواء والإيطاءُ

ويجيء بالمعنى الغريب مشاهد ال

أمر العجيب إذا أعان ذكاءُ

ملك يريه الحزم أن منامه

خطأ فليس لعينه إغفاءُ

ويكاد رأيه أن يباري رؤية

فتلوح قبل وجودها الأشياءُ

ولقد تواضع أن يكون سريره

في الأرض وهو مكانه الخضراءُ

ملك إذا نبت السيوف فحكمه

عزماته وسلاحه الآراءُ

لم تحمل الغبراء قبل وجوده

أحدا تطيق لحمله الخضراءُ

لا تَقربوا الخضراء إنّ رجومها

موصودة وكفتكم الغبراءُ

وإذا أبيتم فابشروا بصواعقٍ

غير الّتي يطفي لظاها الماءُ

تأتي وقد ضاقت بكم أرجاؤها

وتعود لما تقفر الأرجاءُ

أسد توافيكم على أمثالها

شاكي السلاح نهارهم ظلماءُ

من كلّ منطيق بنون وقاية

حفظت به أفعالها العلياءُ

ألف الطلا حتّى تناسى عهده

وأبى البياض فخضبته دماءُ

قاض إذا شهد النزال لغائب

يمضي ولا يمضي عليه قضاءُ

يروي أحاديث الملاحم كلها

عمن يجرحهم وهم خصماءُ

هو مالكي في القتال وحكمه

لكن مواليه من الحنفاءُ

ألفوا السلاح فأنت لو كلفتهم

إلقاءه لتعسر الإلقاءُ

هزّوه حتّى للتحيّة بينهم

وبه غدا إكرامهم إن شاؤوا

واِستَخدموا منه المنايا والمنى

فَكأنّه لِجسومهم أعضاءُ

قوم إِذا اِعتقلوا البنادق طاعنوا

مستلحمين وإن جلت فدماءُ

شوس إذا وردوا غمار كريهة

نهلوا وعلوا والسيوف ظماءُ

الحاسرون شهامة فدروعهم

بيض الظبى لا الزغف والحرباءُ

نظموا البنادق بالزجاج وناضلوا

بالشهب لا قذذ ولا سمراءُ

رصد إذا غضب السلاح تذمروا

حتى يعود إلى السلاح رضاءُ

ثبتوا على الجرد الجياد تقودها

عزماتهم لا القبض والإرخاءُ

دهم إذا ما زمجرت بصهيلها

صعقت بنفخة صوره الأدماءُ

قد سخروا منها الرياح تقلهم

إن حال أخدود ولاح نجاءُ

طرقوكم ركضا عليها وانثنوا

سبحا وصوب دمائكم دأماءُ

لبسوا السواد وأعلموا بأهلة

وعلا الأسود الليلة القمراءُ

فإذا أهيب بهم بصوت واحد

مثلوا ولما ترجع الأصداءُ

متناسقي الحركات في أشخاصهم

روح كما قد قالت الحكماءُ

نظمت قوافي الجاهلين سيوفهم

عقدا زهت بنظامه العلياءُ

ولقد أقروا حاسرين وإنما

أعياهم في نوره الإطفاءُ

جيل على الإفرنج منه ضلة

ولحوزة الإسلام منه حماءُ

أتراه همت أرضنا بتزلزل

مؤذ فأعجلها به الإرساءُ

جيل نسميه النظام فكم به

نظمت ألوفا طعنة نجلاءُ

إن الفرنج على تكاثف عدهم

كالرمل إذ لعبت به النكباءُ

بل كالهباء إذ الرمال لربما

كانت بها في الأعين الأقذاءُ

قل للفرنسيس المجاور أرضنا

ما قبلكم نطحت أسودا شاءُ

لكنها أحلام سلم قد مضت

ستريكم تأويلها الهيجاءُ

ظنوا التغافل غرة فتطعموا

وتوهموا أن الرجال سواءُ

قد كان إرخاء العنان حقارة

منا لهم لكنهم بلداءُ

وعلى التنزل لو نقول كرامة

فلقد أبوها إنهم لؤماءُ

لو كان من قبل الإغارة غيره

قلنا البواعث جرأة وإباءُ

لا للشجاعة يقدمون وإنما

في غير حرب يقدم الجبناءُ

فعليهم حمل السيوف وصقلها

ولنا بهن الفخر والعلياءُ

وفخارنا ما تنتج الهيجاء لا

ما تنتج الآلات والأهواءُ

إن المجاوز طوره يلقى الذي

لاقى يسار غره استهزاءُ

جمدت قرائحكم وسوف يذيبها

نار الوغى فكأنكم عقلاءُ

ولقد تثاقلنا على طغيانكم

عن قتلكم إذ ما بكم أكفاءُ

أقذفتم في البحر جمرة غيظكم

ونفختم هل أنتم عقلاءُ

أيديكم أوكت ومن أفواهكم

نفخ فبئس النفخ والإيكاءُ

سنذيقكم ماء السيوف ممازجا

لدم الطلى فكأنه الصهباءُ

قد كان في حلم الأمير وصفحه

ردع يظن لمثلكم إغراءُ

والآن في بطش الأمير وبأسه

ما يختشي الأموات والأحياءُ

هذا أبو العباس والملك الذي

فخرت به الخضراء والغبراءُ

هذا المجدد قد أعيد بحزمه

للدين والدنيا سنى وسناءُ

محيي رسوم العلم بعد دروسها

ومميت ما قد أحدث الأعداءُ

هذا المؤيد في جنود مهابة

عمرية راياتها الآراءُ

الحازم الفطن الكمي الماجد الس

سفط الأبي المنجد المعطاءُ

فرحابة ومهابة وشجاعة

وفطانة وفراسة ودهاءُ

وشجاعة بسكينة وشهامة

وإغاثة وحماية ووفاءُ

أكملت جامعها فها تاريخه

هو والمقدم في الصنيع سواءُ

من أخيفين لكل نصف منهما

ولمهمل ولمعجم أنباءُ

بالنصف من رمضان نسق جامعا

عملا ببر ذاك فهو علاءُ

دم وارق واسعد وانتصر وافتح وسد

واحكم على الأيام كيف تشاءُ

يا أيها الرائي الغيوب عواقبا

لا تهتدي لصدورها الآراءُ

أنى تفي الأقوال منك بمدحة

ومتى تقوم بوصفك الشعراءُ

إن المديح مناهج مسلوكة

لكن علاك طريقة عذراءُ

ولقد تضاءلت العقول بغاية

فالعي فيها والفصيح سواءُ

وكلت إليك فلو هممت بدفعها

شفعت لها الخضراء والغبراءُ

لا حدّ إلّا ما نرى من مجدكم

وَلَقد تحدّ فَتدرك الأشياءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهي الجبال رست بها الغبراء

قصيدة أهي الجبال رست بها الغبراء لـ محمود قابادو وعدد أبياتها سبعة و تسعون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي