أوراق اسبانية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أوراق اسبانية لـ نزار قباني

(1)
الجسر
إسبانيا ..
جسرٌ من البكاء ..
يمتد بين الأرض والسماء ..

(2)
سوناتا
على صدر قيثارة باكيه
تموت ..
وتولد إسبانيه ..

(3)
الفارس والوردة
إسبانيا ..
مراوح هفهافة ٌ
تمشط الهواء ..
وأعين ٌ سوداء ..
لا بدءٌ لها .. ولا انتهاءْ
قبعة ٌ ترمى أما شرفة الحبيبه .
ووردة رطيبه ..
تطير من مقصورة النساء
تحمل في أوراقها الصلاة والدعاء
لفارس من الجنوب .. أحمر الرداء
يداعب الفناء ..
وكل ما يملكه ..
سيفٌ .. وكبرياءْ ..

(4)
بيت العصــافير
بإشبيليهْ
تعلق كل جميلهْ
على شعرها وردة ً قانيهْ
تحط ُّ عليها مساءً
جميع عصافير إسبانيهْ

(5)
مراوح الاسبانيات
إذا لملمَ الصيف أشياءهُ
ومات الربيع على الرابيه
تفتح ألف ربيع جديد
على ألف مروحة ٍ زاهيه ْ..

(6)
اللؤلــــؤ الأسود
شوارع غرناطة ٍ في الظهيره
حقول من اللؤلؤ الأسود ..
فمن ْ مقعدي ..
أرى وطني في العيون الكبيرهْ
أرى مئذنات دمشقَ
مصورةً ..
فوق كل ضفيرهْ

(7)
دونيا ماريا
تمزقني .. دونيا ماريهْ
بعينين أوسع من باديهْ
ووجه عليه شموس بلادي
وروعة ُ آفاقها الصاحيهْ ..
فأذكر منزلنا في دمشق
ولثغة َ بـِـركته الصافيه
ورقص الظلال بقاعاته
وأشجار ليمونه العاليهْ
وباباً قديماً .. نقشت عليه
بخط رديء .. حكاياتيهْ
بعينيك .. يا دونيا ماريهْ
أرى وطني مرة ً ثانيهْ ...

(8)
القرط الطموح
على أذني هذه الغانيه
تأرجح قرط ٌ رفيعْ
كما يضحك الضوء في الآنيهْ
يمد يديه .. ولا يستطيعْ
وصولاً . إلى الكتف العاريهْ ..

(9)
الثور
برغم النزيف الذي يعتريه ِ ..
برغم السهام الدفينة فيه ِ ..
يظل القتيل على ما به ِ ..
أجل َّ .. وأكبرَ .. من قاتليه ِ ..

(10)
نزيف الأنبياء ..
كوريدا ..
كوريدا ..
ويندفع الثور نحو الرداء
قوياً .. عنيدا ..
ويسقط في ساحة الملعب ..
كأي شهيد ٍ ..
كأي نبي ..
ولا يتخلى عن الكبرياءْ ..

(11)
بقايا العرب
فلامنكو ..
فلامنكو ..
وتستيقظ الحانة الغافيهْ
على قهقهات صنوج الخشبْ
وبحة صوت ٍ حزين ِ ..
يسيل كنافورة من ذهبْ
وأجلس في زاويهْ
ألم ُّ دموعي ..
ألم ُّ بقايا العربْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي