أورضة أهدت شميم ورد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أورضة أهدت شميم ورد لـ محمد شهاب الدين

اقتباس من قصيدة أورضة أهدت شميم ورد لـ محمد شهاب الدين

أورضة أهدت شميم ورد

أم نسمة جاءت بنفح رند

أم ذا ثناء عن رشيق قد

بين الغصون ما له من ند

يروى الحديث عن صحيح الوجد

ساقى ولكن قلبه لي قاسى

يسبى النهى بقده المياس

ووجنتاه فتنة للناس

ما قام نحوي ينثني بالكاس

إلا أرى منه قران السعد

يا صاح هيا طابت المدامه

والدوح وشت برده الغمامه

والزهر قد أبدى لنا ابتسامه

فقم نجد السير لا ملامه

على الذي يسعى لنيل القصد

وادخل بنا ديار انجلتره

فتلك في وجه الزمان غره

منازل تستجلب المسره

وأهلها قوم أؤلو مبره

من شأنهم حسن وفاء الوعد

حلت حلاها في الورى واشتهرت

حيث العلى باهت بها وافتخرت

كأنها جنات عدن ظهرت

وشمس حسن الحور فيها بهرت

وردها الجريال أحلى ورد

فيا لها مملكة مجيده

عصماء في نظامها فريده

ظلالها طول المدى مديده

في سطوة على العدى شديده

ما إن لها يا صاح من مرد

وكيف لا والعز دون مريه

راوي حديث الفخر عن وكتريه

من أحرزت في الملك كل بغيه

ولم تفتها من مناها منيه

والدهر طوع اأرها ذي الرشد

مليكة ليس لها نظير

قد زانها بحليه التدبير

كل عسير دونها يسير

مأمورها حقا هو الأمير

وهزلها في الأمر عين الجد

أيامها مواسم الأعياد

فيها المنى تأتي على المراد

ورأيها في غاية السداد

وكم لها في الملك من أيادي

لها على كل الملوك أيدي

تريك في أفعالها اسكندرا

ودونها في العدل كسرى كسرا

وقيصر قصوره قد ظهرا

شتان ما بين الثريا والثرى

والشمس لم تنظر لعين الرمد

واها لها يا صاح من قواله

حالتها في الملك خير حاله

قد حليت بحلية العداله

وجندها أبهى من الغزاله

لكنهم في الحرب مثل الأسد

بعزها جناب ألبرت سما

وحظه بين الأنام قد نما

أكرم به مملكا يحمى الحمى

من سادة أهل وفاء كرما

إن عوهدوا رعوا ذمام العهد

لا غرو وهو بعلها الحليل

والقرن مثل قرنه جليل

هل للسما غير العلى سبيل

قضية منها لها دليل

ما قاوم الضيغم غير الفهد

فاعجب لبدر بسنا الشمس اقترن

قد سعدت به طوالع الزمن

وضوء يجلو دياجي الفتن

ومن له حضن السعادة احتضن

تخدمه أيدي العلى في المهد

دولته في الفخر أعلى دوله

لها على أهل الزمان صوله

فلم يقل إلا وأمضي قوله

وإن تبدى فالمعالي حوله

تكون تحت الأمر مثل الجند

للوذعي صاحب العقل الغزير

منستروسي بارمر ستون الوزير

من فكرة بكل تدبير خبير

وما يراه رأيه وهو المشير

جواهر مازيفت في النقد

بهمة فوق السما عليه

وطلعة بين الورى جليه

وغيرة في شدة الحمية

حماية لملك والرعية

ما قصرت عن بذل كل الجهد

سياسة تحلو بها الرياسه

وفطنة زانت حلى الفراسه

وشدة في البأس والحماسه

ومن بني على السما أساسه

لم يخش ذا قرب ولا ذا بعد

فالحزم صان ملكهم وزانه

وزاده فخر وأعلى شانه

حتى غدا في ذروة المثانه

مبرأ من شين صد شانه

والضد قد يظهر حسن الضد

شتى الفنون أحرزوها جمعا

وكل شيء أتقنوه صنعا

ووشيهم أزرى بوشي صنعا

تميل يا صاح إليهم طبعا

ميل الصبا إلى الغصون الملد

أما ترى ذات إليها اليزه

في لطفها بالطبع والغريزه

أمثالها نادرة عزيزه

يا حسن ألفاظ لها وجيزه

في السمع أحلى من مذاق الشهد

شمائل تزهو بها اللطافه

مفرغة في قالب الظرافه

ورقة تغني عن السلافه

وفطنة سيالة شفافه

تسبي النهى في حلها والعقد

وزوجها السامي السرادق السرى

القنصل الشهم المسمى بمرى

من روضه حلو مجاني الثمر

ووجهه يزري بوجه القمر

إذا تبدى في سماء المجد

فكاهة تنشيك كالحميا

وبهجة بهية المحيا

في همة تعلو على الثريا

ومن أتى ذاك الحمى وحي

يلق المنى واقت بدون كد

من عصبة أولى حجى أجله

مطلعهم في الغرب كالأهله

مع عزمة في الشرق مشمعله

سيوفها على العدى مستله

قد قل ما شاهدتها في الغمد

لهم على كل الملوك سطوه

قوتها ما مائلتها قوه

وشعبهم لم ينح شعب نحوه

وما حذت أهل الزمان حذوه

أما سمعت صيتهم في الهند

والصين مع ما فيه من صيانه

وخدعة فتاكة فتانه

وشدة في الخبث والخيانه

راضوه حتى طوعوا عنانه

واسكنوا الجموح بطن اللحد

فكم حصون أسفرت عن مانع

يحفظها من سطوة المطامع

قد نزعت من قيضة المدافع

مذ أمطرت من قلل المدافع

صواعقا يبرقها والرعد

ناس هم القوم الكرام في الورى

ديارهم هي البلاد والقرى

ومثلهم بين الأنام لن يرى

من أمهم على عداه انتصرا

هم سادة وغيرهم كالعبد

تفردوا في العصر بالبراعه

ودقة الأشغال والصناعه

ونافسوا في أنفس البضاعه

ساعاتهم إلى قيام الساعه

تبقى وما لحسنها من حد

كم انشأوا في البحر من مراكب

تخالها في سيرها كواكب

وكم لهم في البر من مواكب

تسعى المعالي جنبها جنائب

كأنها من صافنات نجد

عقد العهود عندهم لا يفسخ

وحكم شرع الود ليس ينسخ

لو دمت أفتى والليالي تنسخ

لكان ما أمتيه فيما أرخوا

نظيمه مثل لآلي العقد

هذا وقد تمت بدور مدحى

وأشرقت تزهو بوجه سمح

عساي أن أحظى وألقى نجحى

ختامه مسك ذكى النفح

بعون من له كمال الحمد

شرح ومعاني كلمات قصيدة أورضة أهدت شميم ورد

قصيدة أورضة أهدت شميم ورد لـ محمد شهاب الدين وعدد أبياتها تسعة و تسعون.

عن محمد شهاب الدين

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين. أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي