أو لست من لاك الكلام وصاغه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أو لست من لاك الكلام وصاغه لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة أو لست من لاك الكلام وصاغه لـ لسان الدين بن الخطيب

أوَ لَسْتُ مَنْ لاكَ الكَلامَ وصاغَهُ

قيْدَ الرِّكابِ وطُرْفَةَ الأسْمارِ

فإذا مدَحْتُ هيَ النّجوم قِلادَةً

وإذا نسَبْتُ فنَسْمَةُ الأسْحارِ

وظلِلْتُ أطْلُبُ في الكِرامِ نَشيدَتي

حتّى أنَخْتُ بعَقْوَةِ الأنْصارِ

فحطَطْتُ رَحْلي بيْنَ نيرانِ القِرى

ورَميْتُ بيْنَهُمُ عَصا التّسْيارِ

للّهِ مثْوى جنّةٍ يمّمْتُهُ

حِزْبُ الرّسولِ وأُسْوَةُ المُخْتارِ

يا وافِدَيْ بَرٍّ وبَحْرٍ لُذْتُما

بمَريع مرْتَبَعٍ وعِزِّ جِوارِ

نصَروا الرّسولَ وقد دَجا ليْلُ الهَوى

والرّوعُ دامي النّابِ والأظْفارِ

ورَعَوا لهُ بعْدَ الوَفاةِ حُقوقَهُ

فمَرتْ سُيوفِ اللهِ كلَّ مَمارِ

قومٌ منَ العَرَبِ اليَمانِينَ الأُلى

نصَروا الهُدى وتبوّأوا بالدّارِ

قامُوا بأمْرِ اللهِ والإسْلامُ ما

بيْنَ العدوِّ ومُزْبِدٍ رخّارِ

واسْتَرْهَفوا البيضَ العِضابَ كأنّما

تُمْضى بكَفَّيْ خالِدٍ وضِرارِ

أَخليفَة الرّحْمانِ وابْنَ عَميدِهِمْ

والمُرْتَجى لجِلائلِ الأخْطارِ

حيّاكَ بالإرْشادِ والإسْعادِ مَنْ

أحْيا بكَ الإسلامَ بعْدَ تَبارِ

وحَباكَ بالنّصْرِ العَزيزِ مُهَيْمِنٌ

نَعَشَ الوَرى بكَ بعْدَ طولِ عِثارِ

أرْعاكَ أمْر عِبادِهِ فرَعَيْتَهُمْ

في حالي الإعْلانِ والإسْرارِ

ونهجْتَ طُرْقَ العَدْلِ مُهْتَدياً بِما

شهِدَتْ علَيْهِ صَحائِحُ الأخْبارِ

وافَيْتَ والإسلامُ صوّحَ نبْتُهُ

فأتَيْتَهُ بالدّيمَةِ المِدْرارِ

وصدَمْتَ بحْرَ الخَطْبِ دونَ ذِمامِهِ

ما بيْنَ غرْبِ مثقّفٍ وغِرارِ

للّهِ يا للّهِ سيرَةَ يوسُفٍ

مُحْيي العُفاةِ وقاتِلِ الإقْتارِ

رُحْمى بِلا مَنٍّ أمْنٌ دونَما

رهَبٍ وحِفْظُ أذِمّةٍ وذِمارِ

نورٌ كما متَعَ الصّباحُ لناظِرٍ

وخَلائِقٌ كالرّوْضِ غِبَّ قِطارِ

إنْ راعَ خطْبٌ أو عَرا جَدْبٌ تُرى

كفّاهُ تدْرأُ ذا وذاك تُداري

لوْ كانَ في جَفْرِ الهَباءَةِ ماثِلاً

لَعَدا على النّقْدِ الهَزَبْرُ الضّاري

أو كانَ في قَنْصِ بْنِ مَعْدٍ ثاوِيّاً

دَهَمَ العَفا رَبيعةَ بْنَ نِزارِ

ولَما تلاشَوْا جُفَّلاً ورَمتْ بهِمْ

أيْدي النّبيطِ أقاصيَ الأنْبارِ

أو كانَ في يومِ الصّريمِ لَما غَدا

حَكَمُ ابْنُ زِنْباعٍ رهينَ إسارِ

أو أمّةُ عَمرُو بنُ ذُهْلٍ ما طَفَتْ

مُهْجاتُ صِبْيَتِهِ على ذي قارِ

ولوَ انّ حِمْيَرَ أغْفَلَتْ أيّامُها

لشَكَتْ إلَيْهِ عِياثَ ذي الأذْعارِ

يا ابْنَ الخَلائِفِ والذينَ إذا احْتَبوْا

أبْصَرْتُ في النّادي هِضابَ وَقارِ

حامينَ يوْمَهُمُ الذِّمارَ ونارُهُمْ

باللّيْلِ تَهْدي في الظّلامِ السّاري

خُذْها كما شاءَ الخَلوصُ بَديعَةً

تُزْهى بِشارَتها على بَشّارِ

سكَنَتْ مَعانيهَا سَوادَ مِدادِها

إنّ المُدامَةَ سِرُّها في القارِ

ما ضرّني أنْ لمْ أجِئْ متقدِّماً

السّبْقُ يُعْرَفُ آخِرَ المِضْمارِ

ولَئِنْ غَدا رَبْعُ البلاغَةِ بلْقَعاً

فلرُبَّ كنْزٍ في أساسِ جِدارِ

وعلى احْتِفالِ المدْحِ فيكَ فإنّما

هيَ نُقْطَةٌ منْ بحْرِكَ الزّخّار

شرح ومعاني كلمات قصيدة أو لست من لاك الكلام وصاغه

قصيدة أو لست من لاك الكلام وصاغه لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي