أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي لـ عمارة اليمني

اقتباس من قصيدة أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي لـ عمارة اليمني

أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي

لنفشة مصدور وأنة موجع

وعي كل صوتٍ تسمعين نداءه

فلا خير في أذن تنادي فلا تعي

تقاصر بي خطب الزمان وباعه

فقصر عن ذرعى وقصر أذرعي

وأخرجني من موضع كنت أهله

وأنزلني بالجود في غير موضعي

بسيف ابن مهديٍّ وأبناء فاتكٍ

أقض من الأوطان جنبي ومضجعي

قيممت مضراً أطلب الجاه والغنى

فنلتهما في ظل عيشٍ ممنع

وزرت ملوك النيل إذا نيلهم

فأحمد مرتادي وأخصب مرتعي

وفزت بألفٍ من عطية فائزٍ

مواهبه للصنع لا للتصنع

وكم طرقتني من يدٍ عاضديةٍ

سرت بين يقظي من عيون وهجع

وجاد ابن رزيكٍ من الجاه والغنى

بما زاد عن مرمى رجائي ومطمعي

وأوحى إلى سمعي ودائع شعره

لخبرته منى بأكرم مودع

وليست أيادي شاورٍ بذميمةٍ

ولا عهدها عندي بعهد مضيع

ملوكٌ رعوا لي حرمة صار نبتها

هشيماً رعته النائبات وما رعى

وردت بهم شمس العطايا لوفدهم

كما قال قوم في على وتوسع

مذاهبهم في الجسود مذهب سنةٍ

وإن خالفوني في اعتقاد التشيع

فقل لصلاح الدين والعدل شأنه

من الحكم المصغي إلى فأدعي

سكت فقالت ناطقات ضرورتي

إذا حلقات الباب علقن فاقرع

فأدللت إدلال المحب وقلت ما

أبالي بعفو الطبع لا بالتطبع

وعندي من الآداب ما لو شرحته

تيقنت أني قدوةابن المقفع

أقمت لكم ضيفاً ثلاثة أشهر

أقول لصدري كلما ضاق وسع

أعلل غلماني وخيلي ونسوتي

بما صغت من عذر ضعيفٍ مرقع

ونوابكم للوفد في كل بلدةٍ

تفرق شمل النائل المتوزع

وكم ومن ضيوف الباب ممن لسانه

إذا قطعوه لا يقوم بإصبع

مشارع من نعمائكم زرتها وقد

تكرر بابكم منه ملاذي ومفزعي

فيا راعي الإسلام كيف تركتها

فريقي ضياع من عرايا وجوع

دعوناك من قرب وبعدٍ فهب لنا

جوابك فالبازي يجيب إذا دعي

إلى اللَه أشكو من ليالي ضرورة

رجعنا بها نحو الجناب المرجع

قنعنا ولم نسلك صبراً وعفةً

إلى أن عدمنا بلغة المتقنع

ولما أغص الريق مجرى حلوقنا

أتيناك نشكو غصة المتوجع

فإن كنت ترعى الناس للفقة وحده

فمنه طرازي بل لثامي وبرقعي

ألم ترعى للشافعي رائم

أجل شفيع عند أعلى مشفع

ونصري له في حيث لا أنت ناصر

بضرب صقيلاتٍ ولا طعن شرع

ليالي لافقه العراق بسجسج

بمصر ولا ريح الشآم بزعزع

كأني بها من أهل فرعون مومنٌ

أصارع عن ديني وإن حان مصرعي

أمن حسنات الدهر أم سيآته

رضاك عن الدنيا بما فعلت معي

ملكت عنان النصر ثم خذلتني

وحالي بمرأى من علاك ومسمع

فما لك لم توسع علي وتلتفت

إلى التفات المنعم المتبرع

فإما لأني لست دون معاشرٍ

فتحت لهم باب العطاء الموسع

وإما لما أوضحته من زعازعٍ

عصفن على ديني ولم أتزعزع

وردي ألوف المال لم ألتفت لها

بعيني ولم أحفل ولم أتطلع

وإما لفن واحد من معارفي

هو النظم إلا أنه نظم مبدع

فإن سمتني نظماً ظفرت بمفلق

وإن سمتني نثراً ظفرت بمصقع

طباعٌ وفي المطبوع من خطراته

غنىً عن أفانين الكلام المصنع

سألتك في دين لياليك سقنه

وألزمتنيه كارهاً غير طيع

وهاجرت أرجو منك إطلاق راتب

تقرر من أزمان كسرى وتبع

وليتك فيمن أطلق الشرق مطلعي

لتعلم نبعي إن عجمت وخروعي

وما أنا إلا قائم السيف لم يعن

بكسفٍ ودرٍّ لم يجد من مرصع

وياقوتةٍ في سلك عقد مدارةٍ

على خرزات من عقيق مجزع

وكم مات نضناض اللسان من الظما

وكم شرقت بالماء أشداق ألكع

فيا واصل الأرزاق كيف تركتني

أمد إلى نيل المنى كف أقطع

أعندك أني كلما عطس امرؤٌ

بذي شممٍ أقني عطست بأجدع

ظلامة مصدوع الفؤاد فهل له

سبيلٌ إلى جبر الفؤاد المصدع

وأقسم لو قالت لياليك للدجى

أعد غارب الجوزاء قال لها اطلعتي

غدا الأمر في إيصال رزقي وقطعه

بحكمك فابذل كيف ما شئت وامنع

كذلك أقدار الرجال وإن غدت

بحكمك فاحفظ كيف شئت وضيع

فيا زارع الإسلام في كل تربةٍ

ظفرت بأرض تنبت الشكر فازرع

فعندي إذا ما العرف ضاع غريبه

ثناءٌ كعرف المسكة المتضوع

وقد صدرت في طي ذا النظم رقعةٌ

غدا طمعي فيها إلى خير مطمع

أريد بها إطلاق ديني وراتبي

فأطلقهما والأمر منك ووقع

وبيني وبين الجاه والعز والغنى

وقائع أخشاها إذا لم توقع

وما هي إلا مدة نستمدها

وقد فجت الرزاق من كل منبع

إلى ها هنا أنهي حديثي وأنتهي

وما شئت في حقي من الخير فاصنع

فإنك أهل الجود والبر والتقى

ووضع الأيادي البيض في كل موضع

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي

قصيدة أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي لـ عمارة اليمني وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن عمارة اليمني

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط) ، و (أخبار الوزراء المصريين- ط) ، و (المفيد في أخبار زبيد) ، و (ديوان شعر- خ) كبير.[١]

تعريف عمارة اليمني في ويكيبيديا

نجم الدين أبو محمد عمارة بن أبي الحسن بن علي بن زيدان بن أحمد الحكمي المذحجي (515 هـ/ 1121 م - 2 رمضان 569 هـ/6 أبريل 1174 م) هو كاتب ومؤرخ وشاعر يمني من تهامة عاش في القرن السادس الهجري، واشتهر بارتباطه بالحكام الفاطميين في مصر. أوفده أمير مكة قاسم بن هاشم رسولاً إلى الفاطميين بالقاهرة، وفي بعثته الثانية قرر البقاء في القاهرة، وبها توفي. مآثاره «أرض اليمن وتاريخها» (وقد ترجمها هنري كسلز كاي إلى الإنكليزية) و«النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية»، نشرهما المستشرق هرتويغ درنبرغ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمارة اليمني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي