أيا حسن وجدي لو خلوت عن النوى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيا حسن وجدي لو خلوت عن النوى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

اقتباس من قصيدة أيا حسن وجدي لو خلوت عن النوى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

أَيا حُسنَ وَجدي لَو خلَوت عَنِ النّوى

ويا حَرَّ وَجدي لو كَوَتني لَظى الجَفا

أَهيمُ على الأَشجانِ في كلِّ مَهمَهٍ

أُسامِرُ وَحشَ القَفرِ وَالظبيَ وَالمَها

أُساهرُ نَجمَ اللَّيلِ وَالنَّجمُ سائِرٌ

كَسَمعِيَ بِالعَنقاءِ سَمعِيَ بِالكَرى

أُقَدِّم لِلسّلوانِ رِجلاً فَأَنثَني

وَما زالَ يُثنيني الغَرامُ إِلى الوَرا

أَجوبُ الفَيافي وَالدِّيارُ بَعيدَةٌ

وَإِنَّ بَعيدَ القَصدِ يُتعِبُهُ السُّرى

أَطوفُ وَلا مَأوى يَكونُ لِهائِمٍ

وَأَمشي وَلا أُهدى لِمُنعرجِ اللِّوى

فَيا خَيبَةَ المَسعى ويا ضَيعَةَ السُّرى

وَيا شقوةَ السّاعي إِذا فاتَهُ المُنى

أَدورُ وَأَمشي لا أُجاوِزُ مَوضِعي

وَإِنّي بِهذا الحالِ تُشبِهُني الرّحى

وَلَيسَ أَنيسٌ تَنجَلي فيهِ وَحشَتي

وَلَيسَ سَميرٌ بِالحَديثِ عَنِ الهَوى

وَقَد كانَ لي قَلبٌ وَكانَ مُسامِري

وَقَد طارَ قَلبي حينَ مَزَّقهُ الجَوى

فَجِسمي بِلا قَلبٍ وَعَيني بِلا ضِيا

وَأُذني بِلا سَمعٍ وَصَدري بِلا حَشا

فَهَل مِن دَليلٍ يَغنمُ الأَجرَ وَالدعا

وَيَكتَسِبُ الحُسنى بِدارٍ بِها الجَزا

يَدلُّ أَخا تِيهٍ على دار جِلَّقٍ

فَتِلكَ بِها الأَفراحُ وَالأُنسُ وَالصّفا

مَتى شِمتُها يَشفى فُؤادي وَمُهجَتي

وَتَكحلُ عَيني بِالسُّرورِ وَبِالهَنا

شِفائي بِمَرآها حَياتي بِمائِها

وَأَثمد عَيني ما حَوَتهُ مِنَ الثّرى

فَإِنَّ بِها شَمساً عَلى أَبرجِ العُلى

تَجلَّتْ فَلا تَخفى وَما نالَها الخَفا

يُقارِنُها سَعدُ السعودِ بِمَطلَعٍ

مِنَ الشّرفِ الأَعلى عَلى المَجدِ وَالعُلى

تُضيءُ وَلا يُؤذي العُيونَ ضِياؤُها

وَلَيسَ يَكِلُّ الطّرفُ مِن ذَلِكَ الضِّيا

وَما هيَ غير النّدْبِ وَالجَوهَرِ الّذي

تَحلَّى بِهِ جيدُ المَكارِمِ وَالنّدى

عَديلُ اِبنِ إدريسٍ شبيهٌ لمالكٍ

شَقيقٌ لِنُعمان وَلا رَيبَ وَاِمتِرا

عَديمُ مِثالٍ بَل عَديمُ مُشابِهٍ

فَريدُ وُجودٍ فَهوَ كَالشَّمسِ في السّما

حَديقَةُ مَجدٍ تُثمِرُ الجودَ وَالنّدى

وتُسقى بِماءِ الفضلِ وَالحُسنِ وَالحَيا

وَلَم يَكُ غُصنُ العَدلِ فيها بِمُلتَوٍ

وَلَكِنَّ غُصنَ العَطفِ مِنها قَدِ اِلتَوى

هُوَ النَّجمُ لَو ضَلَّت فُهومٌ بِمشكلٍ

لَكانَت كَمَن بِالنَّجمِ لَيلاً قَدِ اِهتَدى

أَضاءَت بِهِ الأَيّامُ بِعدَ ظَلامِها

وَلا بِدْعَ أَنَّ البَدرَ يُجلى بِهِ الدُّجى

إِمامٌ بِهِ يَأتَمُّ كلُّ مُفضّل

وَما اِئتَمَّ أَهلُ الفضلِ إِلّا بِذي هُدى

إِذا تُلِيَتْ بِالفَتحِ آياتُ فَضلِهِ

تَرى الفجرَ يَتلو الشّمسَ بِالحَمدِ في الضُّحى

وَحَدَّثني عَن فَضلِهِ كُلُّ عارفٍ

فَحَدَّث عَن بَحرٍ يَجِلُّ عَنِ اِنتِها

يَجِلُّ عَلى الأوصافِ وَهيَ حَميدَةٌ

بِأَن تُدركَ الأَفهام غيرَ الَّذي بَدا

يَعِزُّ عَلى العَلياءِ وَهيَ مَطِيَّةٌ

إِذا حَلَّ فَوقَ الشَّمسِ أَن يقطعَ السُّرى

إِذا شِمتَهُ في مَحفَلٍ شِمتَ جامعاً

كَمالاً وَحُسناً يَسلبُ العقلَ وَالحِجى

وَلَو شِمتَ فيه ما حَوى مِن مَهابَةٍ

حَكَمتَ عَلَيهِ أَنّه أَسَدَ الثّرى

فَحِلمٌ وَعَزمٌ والمضاءُ يزينهُ

وَفَهمٌ وَرَأيٌ بِالسّداد قَدِ اِكتَسى

تَرعرَعَ في مَجدٍ تَربّى بِمفخرٍ

تلغّمَ في حُسنٍ تبرقع في سَنا

لَهُ نَسبٌ حيكَت بِهِ أَنجُمُ الهُدى

فَأَسدَت لَهُ مَجداً عَلى العزِّ وَالعُلى

لَهُ حَسَبٌ فيهِ المَفاخِرُ نُضِّدت

فَجالَ لِسانُ الشُّكرِ بِالحمدِ وَالثّنا

وَصِيتٌ يَفوقُ المِسكَ بِالطيبِ نافِحاً

عَلَيهِ عَبيرُ المَدحِ قَد جادَ بِالشّذى

مَدحتُكَ يا اِبنَ الكزبريِّ بِغادَةٍ

مُهفهفةٍ غَيداءَ مَعسولةِ اللّمى

وَقَد زانَها عِقدٌ على جيدِها لَقَد

تَنَضَّدَ مِن مُرجانِ وَصفِكَ فَاِرتَقى

فَخُذها حُفِظتَ الدّهرَ مِن كلِّ آفَةٍ

وَكَم في الهَدايا يَندُب الأَخذَ وَالعَطا

وَأَرجو لَها مِنكَ القَبولَ مَعَ الرّضا

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن خَيرِ مَن يَقبَلُ الرّجا

وَدُمْ سالِماً لا تعتَرى بِمكدِّرٍ

مَدى الدّهرِ ما هَزَّ الغصونَ يدُ الصَّبا

وَحَيثُ اِبن فَتحِ اللّهِ أَصبَحَ خاتِماً

مَديحَك بِالمِسكِ اِبتداءً وَمُنتَهى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا حسن وجدي لو خلوت عن النوى

قصيدة أيا حسن وجدي لو خلوت عن النوى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن المفتي عبد اللطيف فتح الله

المفتي عبد اللطيف فتح الله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي