أيا خلج المدامع لا تغيضي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيا خلج المدامع لا تغيضي لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة أيا خلج المدامع لا تغيضي لـ ابن حمديس

أيا خُلُجَ المدامعِ لا تغيضي

وَذُوبي غَيْرَ جامدةٍ وَفيضي

فقد قُلِبَ التّأسِّي بالرّزايا

أسىً ملأ التراقِيَ بالجريضِ

أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ

فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريضِ

فَدَعْ أشَرَ الجَموحِ وكُنْ ذليلاً

لعِزِّ اللَّه كالعَوْدِ المروضِ

فلستَ مُنَعَّماً بيَدَيْ حبيبٍ

ولا بِمُعَذَّبٍ بيدي بغيضِ

وأشقى الناس في الأُخرى ابن دنيا

يقول لِنَفسِهِ في الغيِّ خُوضي

أَما شَرَحَتْ له عِبَرُ اللَّيالي

معانِيَ بَعْدَ مُلْتَبِسِ الغموضِ

وناحتْ هَذِهِ الدُّنْيا عَلَيه

فظنَّ نياحَها شَدْوَ القريضِ

فلا يَغتَرَّ بالحدثانِ غَمْرٌ

لذيذُ النوم في طَرْفٍ غضيضِ

فقَد يُصْمي الرَّدى في الوكدِ فَرخاً

فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريضِ

وَيُبلْي غَيْرَ مُستَبقٍ حيَاةً

لِقَشْعَمِ شاهِقٍ مَيْتِ النهوضِ

ويُلْحِمُهُ ابنُهُ ما اختار نهساً

بِمِنْسَرِهِ المُدَمّى من أنيضِ

وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ

تُرَحِّلُ سُودَ لِمّتِهِ ببيضِ

يذوقُ المرءُ في مَحْياهُ موتاً

جفُوفَ الزّهْرِ في الروضِ الأَريضِ

وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى

كما يَخْفَيْنَ في تُرْبِ الحضيضِ

عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيداً

بها بينَ القشاعِمِ والبَعوضِ

رأيتُ الخلقَ مرْضى لا يُداوَى

لهم كَلَبٌ مِنَ الزّمَنِ العضوضِ

وَلا آسٍ لهم إِلّا مريضٌ

فهل يُجْدي المريضُ على المريضِ

يواصلُ فيهمُ فتكُ ابن آوى

وهم في غَفْلَةِ البَهَمِ الرّبيضِ

وما ينجو امرُؤٌ من قَبضَتَيهِ

يُدِلّ بِسَبق مُنْجَرِدٍ قبيضِ

وقالوا الزكرَمِيُّ أُذيقَ كأساً

يحولُ بها الجريضُ عن القريضِ

فقدتمْ في المُعَلّى كِبْرَ حَظٍّ

له بالفائزين ندَىَ مُفِيضِ

يطيرُ به جَنَاح الطّبْع سَبقاً

مِنَ الإحسانِ في جوٍّ عَريضِ

ولو مُزِجَتْ حلاوَتُهُ بنفطٍ

لسَاغَ وَجَلّ عن خَصرِ الفَضيضِ

لقد عَدِمَ المُعَمّى منه فكّاً

ومات لِمَوتِهِ عِلْمُ العَروضِ

أبا حَفصٍ تَرَكتَ بِكُلِّ حَزْنٍ

عَليكَ الفضلَ ذا قلبٍ مهيضِ

يُرَوّي اللَّهُ ترباً نِمْتَ فيه

فباكي المُزْنِ مُبْتَسِمُ الوميضِ

فَقد أبقَيتَ ألِسنَةَ البرايا

بفخرِكَ في حديثٍ مستفيضِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا خلج المدامع لا تغيضي

قصيدة أيا خلج المدامع لا تغيضي لـ ابن حمديس وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي