أيا سكر الزمان متى تفيق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيا سكر الزمان متى تفيق لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة أيا سكر الزمان متى تفيق لـ مهيار الديلمي

أيا سكرَ الزمان متى تفيقُ

ويا سَعة المطالبِ كم تضيقُ

ويا نَيل الحظوظِ أما إليها

بغير مذلّةٍ لفتى طريقُ

أكلُّ فضيلةٍ كانت عليها

تعين هي التي عنها تعوق

قضى عكس الزمان الحقّ ألّا

يفوقَ بحاله من لا يموق

ولا يحمِي رقيقَ العيش فيه

سوى حرٍّ له وجهٌ صفيقُ

قضاءٌ ضلَّ رشدُ الرأي فيه

وكاذَبَ دونه الظنُّ الصدوقُ

وعتبٌ طال والأيامُ صُمٌّ

كما يشكو إلى الموج الغريقُ

تهشِّمه الخزائمُ وهو صعبٌ

وتخفضه الخصاصةُ وهو نِيقُ

ألا بأبي يفارقني أبيٌّ

عظاتُ الدهر فيه لا تحيقُ

ونفس لم يبت حادي الأماني

يسوقُ رجاءَها فيما يسوقُ

إذا روَّضتُها حملَ الأيادي

فقد كلفتُها مالا تُطيقُ

عصت حتى مخادَعةَ الغواني

وطاعات الشباب بها تليقُ

أحسّت في الهوى هوناً فأضحت

تُراع من الحسان بما يروقُ

وذي خصر دقيق لا جليلٌ

غذاه من الجمال ولا دقيقُ

هجرتُ وغير أدمعيَ الجواري

عليه وغير أضلعيَ الخُفوقُ

سأسلك طُرقَها البيضاءَ فرداً

وأين إن ارتفعتُ بها الرفيقُ

لأحرز كابن أيّوب صديقاً

ألا طالت على الساري الطريقُ

تركتُ العالمين له وإني

بتركهمُ لواحدِهم خليقُ

خليلي من بني الوزراء خِرْقٌ

تصحُّ بفرعهم منه العروقُ

شهيد أن مجدَهُمُ مُقامٌ

على أقدامِ غيرهمُ زليقُ

لأيّوبٍ مخايلُ فيه دلّت

كما دلّت على الغيث البروقُ

ومنه الفضل إسماعيل خالٌ

كما إكمال موقِ العين مُوقُ

مناسبُ ساقُ دوحتها طويلٌ

عريضٌ في مفاخرهم عميقُ

بأحسابٍ يزلُّ العارُ عنها

وأموالٍ مشت فيها الحقوقُ

ذوي لَسَن وأفواهٍ رطابٍ

إذا يبست من العِيِّ الحلُوقُ

أولئك ما هُمُ وفضُلتَ شيئاً

كأنك لاحقاً بهمُ سَبوقُ

فداؤك مكمَدٌ بك لا تُداوَى

برتقٍ بين جنبيه الفُتوقُ

إذا رماك من حسدٍ فأقصَى

مكايدِ سهمه فيك المروقُ

يريد علاك وهو بها غريبٌ

وأنتَ مدرّبٌ فيها لبيقُ

إذا جاراك بان لمن يداف ال

سوادُ ومن لجبهته الخَلوقُ

رآك وأنت حسرتهُ بعينٍ

كعين الطِّرفِ ماطلها العليقُ

بقيت لكبْتِهِ ولنا سروراً

فكم حسَنٍ يغيظ كما يشوقُ

يعود العيدُ دارَك ألفَ شمسٍ

عليك غروبُها وبك الشروقُ

إذا هرِمَ الزمانُ أتاك وهو ال

مهفهف في غضارته الرشيقُ

حديث العزِّ ما وافى حديثٌ

وحُجَّ لمثله البيتُ العتيقُ

عدَلتُ بك النوائبَ فاضمحلّت

وهل يبقى على السيل الحريقُ

وسُدَّ بفضلِ همّتك اختلالي

وقد جلَّت عن النَّصْح الخروقُ

فككتَ توحشي وأسرتَ ودّي

فهاأنا ناشطٌ بك بل ربيقُ

جعلتَ الدهرَ يملك لي جواباً

إذا ناديتُه أين الصديقُ

ليسقِ مكارماً لك واصلتني

سكوبٌ من حيا شكري دَفوقُ

تَناقلُه الرواةُ فكلّ بيتٍ

له رَهجٌ كما هدرَ الفنيقُ

تسهَّلَ في فمي الصعبانِ منه ال

كلامُ الحلوُ والمعنى الدقيقُ

سبى الأبصارَ والأسماعَ حتى

لطال به اللسانُ المستذيقُ

ولو قد لاكه غيري لأعيا

عليه فمات وهو به شريقُ

يبُثُّ علاك في النعم اللواتي

نسيمُ المكرمات بها عبيقُ

فلو كُتمتْ أبتْ إلا انتشاراً

كما يتضوَّع المسك الفتيقُ

وِقاؤك مهجةٌ قُسمتْ ثلاثاً

فريقاها إليك ولي فريقُ

وثقتُ بحسن ظنّي فيك ألا

يقومَ لغير ودّي فيه سوقُ

وخفت عليك عينَ الدهر غُضَّتْ

فأزرقها بأغراضي عَلوقُ

فما أرجو فَمِنْ أنّي مُدِلٌّ

وما أخشى فَمِنْ أني شفيقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا سكر الزمان متى تفيق

قصيدة أيا سكر الزمان متى تفيق لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي