أيا ليل جو من بشيرك بالصبح
أبيات قصيدة أيا ليل جو من بشيرك بالصبح لـ مهيار الديلمي
أيا ليلَ جوٍّ مَنْ بشيرُك بالصبحِ
وهل مِن مَقيلٍ بعدُ في ظُلَل الطَّلحِ
وماؤكم استشفيتُ زمزمَ بعده
فما بَرَدَتْ لُوحِي ولا رفَدتْ جُرحي
سَرقتُ على سؤرِ البخيلة نهلةً
بها لم أكن أدرى أتُسكر أم تُصحي
قضت ساعةً بالجوّ أن ليس عائداً
بها الدهرُ في يومٍ بخيلٍ ولا سَمحِ
فما لكَ منها غيرُ لفتةِ ذاكرٍ
إذا قلتُ بَلَّتْ أوقدتْ لوعةَ البَرْحِ
أيا صاحِ والماشي بخير موفَّقٌ
ترنَّم بلَيلَى إن مررتَ على السفحِ
وقامرْ بعينِي في الخليط مخاطراً
عست نظرةٌ منها يفوز بها قِدحي
وسلْ ظبيةَ الوادي أأنتِ أم التي
حكتكِ على قلبي بلحظتها تُنحي
رَمتْ فجَنت واستصفحتْ هي عامدٌ
ألا أين جُرم العامدين من الصفحِ
وليلٍ لبسناه بقربكِ ناعمٍِ
بطائنَ ما بين القلائد والوُشحِ
ويُضحي ويُمسي ضوءُ وجهكِ بيننا
سراجاً وضوءُ البدر يُمسي ولا يُضحي
ولما استوى قسمُ الملاحةِ فيكما
تكلّمتِ حتى بان فضلُك بالمِلْحِ
تذمُّ اطراحي وُدَّ قومٍ ومدحهَم
وما مسَّها حملي الهوانَ ولا طرحي
تعاوت على سَرح القريض تقصُّهُ
ذئابٌ لها من عجزها نَقَدُ السَّرحِ
تَجانَفُ عن حُلوِ الكلام وصفوِه
إذا ولِعت جهلاً وتكرعُ في المِلحِ
إذا كان للتقبيل والشمِّ أصبحت
تماضغه ما بين أنيابها القُلْحِ
ترى كلَّ علج يحسبُ المجدَ جَفنةً
تُرَاوحُ أو قَعْباً يخمَّرُ للصَّبحِ
إذا رشحَت من بَهْرِه وانتفاخه
أياطلهُ ظنَّ الفصاحةَ في الرشحِ
إذا معجزاتُ الشعر عارضن فهمَه
حَلبنَ بكيئاً لا تدرُّ على المسحِ
لكلِّ غريبٍ نادرٍ في فؤاده
وأحقادِهِ فعلُ النكاية في القَرْحِ
إذا الغيظُ أو جهلُ الفضيلة عاقه
عن المدح في شيء تجمّلَ بالقَدحِ
وكم دون حُرّ القولِ من جِنح ليلةٍ
إذا أظلمتْ لم يورِ فيها سوى قَدحي
وقافيةٍ باتت تحارب ربَّها
فنازلتُها شيئاً فألقت يدَ الصلحِ
وصلتُ إليها والأنابيبُ حولها
تَكسَّرُ لمّا كنتُ عاليةَ الرمحِ
إذا شئتَ أن تبلو امرأً أين فضلُهُ
من النقصِ فاسمع منه إطرايَ أو جَرحي
وكم ملكٍ لو قد سمحتُ أريتُه
بوجهِ قريضي طلعةَ النصر والفتحِ
إذا ما ترامت عالياتُ المنى به
بعيداً تمنَّى موضعَ النجم أو مدحي
وخِلٍّ أتى من جانب اللين عاطفاً
فياسره عُودي ولانَ له كَشحي
وفَرتُ له قِسماً كفَاه وزادَه
فمالَ به الإسفافُ في طلب الرِّبحِ
وساومَ غيري المدحَ يُرخِص عرضَهُ
فلم يُغنني بخلي عليه ولا شُحّي
فأصبحتُ كالبيضاء ضرّت فغاظها
بسوداءَ والعجزاءِ غارت من الرُّسْحِ
ولكنّ ماسرجيسَ من لا تردُّه
عن الجِدِّ حنَّاتُ الطباعِ إلى المزحِ
ولا تُقتضَى ممطولةُ الحقِّ عنده
ولا يُكسَبُ الإنصاف بالكدِّ والكدحِ
إذا نال بيضاتِ الأَنوقِ ميسَّراً
له وَكرُها لم تَسبِه بَيضةُ الأُدحي
كريمُ الوفاء أملسُ العرض طاهرٌ
إذا دَنَسُ الأعراضِ عولج بالرَّضحِ
تضيقُ صدورٌ بالخطوب وصدرُهُ
إلى فُرُجاتٍ من خلائقه فُسْحِ
يُشير بصغَرى قولتيهِ فيُكتَفَى
بها وذُبابُ السيفِ يَقطعُ بالنفحِ
غزير إذا استملى البلاغةَ فكرُهُ
سقى بقليبٍ لا يُغوَّرُ بالنزحِ
تدبَّرَ من بيت الوزارة باحةً
له السبق فيها والجِذاعَ من القُرْحِ
إذا زلِقتْ يوماً بأقدامِ معشرٍ
فمالت مَشى فيها قويماً على الصَّرحِ
أُخِذتم بأحقادٍ قديمٍ وَقُودُها
علكيم ونارُ الضِّغن تُحرِق باللفحِ
وغاظت علاكم حاسديكم فنفَّرتْ
فُتوقَ كُبود لا تُعالجَ بالنَّصْحِ
وجوهٌ إليكم ضاحكاتٌ وتحتها
دخائلُ نِيّاتٍ معبَّسةٍ كُلْحِ
ودِدتُكَ لم أذخر هواكَ نصيحةً
أروح بها ملء الفؤادِ كما أُضحي
حببتُكَ من سَلمِي وأغدو بشفرةٍ
على عُنْقِ مَن أبغضتُ مِن مَنطقي أُنحي
وكم من فتاةٍ قد منحتُك رقَّها
على العزِّ لم أمننْ عليك بها مَنحي
لها بين يوم المهرجان مواقفٌ
لديك وبين الصوم عندك والفِصْحِ
أدلَّت بحسنٍ فهي تبرُزُ سافراً
إذا اختَمرتْ أخرى حياءً من القُبحِ
إذا المنشدُ الراوي بها قام خِلتهُ
يناوبُ ترجيعَ الحَمامة بالسَّجحِ
وإن أبطأتْ عاماً عليك سماؤها
فعندك سَلْفٌ من مَرازمها الدُّلْحِ
ولا ذنبَ لي إن أعقمتني عوائقٌ
من الدهر يوماً أن يُقصِّر بي لَقحي
شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا ليل جو من بشيرك بالصبح
قصيدة أيا ليل جو من بشيرك بالصبح لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها واحد و خمسون.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا