أيتيما آويت حسبك أجرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيتيما آويت حسبك أجرا لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة أيتيما آويت حسبك أجرا لـ أحمد تقي الدين

أَيتيماً آويتِ حسبُك أجرا

وغبياً هديتِ حسبُك ذِكرا

حلية النفس بِرُّها فإذا ما

عطلت أشبهت يباباً قفرا

ربِّ هَبنيَ خُلقاً ابر به الخَلق

ولا تُعطيني ذكاء وتِبرا

ما افتخاري إذا أَسأْت فِعالاً

واجدت المقال نظماً ونثرا

يا خليليَّ خلّياني وهمّي

فالليالي كست فؤاديَ خُبرا

واسمعا قصة بها عِبر الدهر

وذكِّر فقد تُفيد الذِكرى

وصغيرين قد خلقنا فاعطينا

لهذا كوخاً وذلك قصرا

وجعلنا من ذاك عبداً لهذا

وهو حرّ والأُم أَلقته حرّا

والمساواة أين تلك المساواة

فتُعطي غنىً وتعطيَ فَقرا

قسمةٌ للحظوظ استغفر القسّام

ضِئزى لعلَّ في الأمر سرَّا

شبَّ هذا الصغير في قصر مَلْكٍ

فأَتته رغائب العيش أَسرى

وحداه أَبوه طفلاً فأَضحى

مَلِكاً لا يعي من الأمر أمرا

حسبَ العرشَ مِلكَهُ فتعامى

عن حقوق العباد عُسفاً ونُكرا

ودعا ظلمُهُ الرعيةَ للثورة

فاجتاح قصره المشمخرا

فهوى العرشُ العروش إذا لم

تتحصن بالعدل لن تستقِرا

ونشأ ذلك الفقير بمهد

البؤس وهو البريء لم يأت وِزرا

ورث الفقر عن أَبيه وهل تحمل

نفسٌ بريئةٌ وزر أُخرى

فشكا والأنام صُمٌّ وهل تسمع

ذكر الفقير أُذنٌ وَقرى

كن إنِ اسطعت في الحياة قوياً

فتجيءَ الحقوقُ نحوك قَسرا

وتولّى الردى أَباه وخلاَّه

يتيماً يذوق صاباً ومُرّا

بين أترابه تراه ذليلاً

فاقداً للذي يشدّ الأَزرا

ويرى المتخمينَ من جيرة الحيِّ

فيشكو طوىً ويشبَع قهرا

وأَتى أُمَّه من الهمِّ يبكي

فحبته عطفاً حباه بِشرا

ثم قالت لا تبك فاللّه خيرُ

حافظاً والشقاءُ لن يستمرَّا

إن هذي الحياة حرب فخذ عدّتها

الصدقَ والهدى والصبرا

والمعالي حسناءُ فاخطب وَلاها

واعطها من فضائل النفس مَهرا

فالغنى يا بنيَّ في النفس والفقرُ

من المال وحده ليس فقرا

فإذا ما أحرزتَ علماً وتهذيباً

دعتك الدنيا حبيباً وصِهرا

وإذا ما كسلتَ بتّ يتيماً

تشتكي والزمان يشكوك غِرَّا

أدخلته دار اليتامى فآوته

وأَنُستهُ يتمَه والعُسرا

فنشا ذلك اليتيم عصاميّاً

وأَعطى له النبوغُ السّرا

فمشى في الحياة جنديَّها الواهبَ

للمجد قلبَه والصَّدرا

ذاكراً نُصحَ أُمه وإذا الأُمّ

ارتقت أَرضعت بنيها الكِبرا

والتظت ثورةٌ بها حائطُ المُلك

تداعى والشعبُ حاز النصرا

فرأينا هذا اليتيمَ مَليكاً

أَترى الكوخَ كيف ساد القصرا

إنما اليتيمُ في النفوس فإن هانت

أَضاعت إرثاً وأَلفت خُسرا

والرسولُ العظيمُ كان يتيماً

ملأ الكون بالهِداية فخرا

عِبَرٌ كلها الحياة ولكن

أَين من يفتح الكتاب ويقرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيتيما آويت حسبك أجرا

قصيدة أيتيما آويت حسبك أجرا لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي