أيرجع عهد بالشقيقة سالف
أبيات قصيدة أيرجع عهد بالشقيقة سالف لـ أبو المحاسن الكربلائي
أيرجع عهد بالشقيقة سالف
سقى العهد منهل من الغيث واكف
خليلي هذا موقف الوجد والأسا
وخير الخليلين المعين المساعف
فعوجا عليه بالدموع فانما
تحيته منا الدموع الذوارف
منازل كانت للنعيم معرّسا
وكانت بها للعاشقين مواقف
ترف الأقاحي وهي فيها مباسم
وتثنى بها الاغصان وهي معاطف
فلا تنكرا بالدار فرط صبابتي
فما كل قلب بالصبابة عارف
فلا ذعرت يا دار ارامك التي
بها المظباء الآنسات معارف
الفن الحسان الغانيات فأكرمت
وتكرم من اجل الأليف الألاف
لئن جرعتني الحزن اطلال دارهم
فكم ارشفتني الراح فيها المراشف
وان تعف بعد الظاعنين ربوعهم
فقلبي منها آهل الربع آلف
وقفت به والدمع يجري كأنني
وان جل رزء الطف بالطف واقف
على مربع روت دماء بني الهدى
ثراه ولم ترو القلوب اللواهف
فكم غيبت فيه نجوماً وحجبت
بدو رعلا فيها المنايا الخواسف
إلى الطف من أرض الحجاز تطلعت
ثنايا المنايا ماثنتها المخاوف
ترحل أمن الخائفين عن الحمى
مخافة ان لا يأمن البيت خائف
وقد كان شمساً والحجاز بنوره
مضئ فامسى بعده وهو كاسف
وصوح بعد الغيث نبت رياضه
وقلص ظل بالمكارم وارف
قد استصرخته بالعراق عصابة
تحكم فيها جائر الحكم عاسف
فانجدهم غوث اللهيف وشيمة
الكريم إذا داع دعاه يساعف
سرى والمنايا تستحث ركابه
إلى موقف تنسى لديه المواقف
تحف به الخيل الكرام وفوقها
من الهاشميين الكرام الغطارف
بنو مطعمي طير السماء سيوفهم
لهن مقاري في الوغى ومضائف
إذا اعتقلوا سمر الرماح تضيقت
يعاسيبها العقبان فهي عواكف
بهم عرف المعروف والبأس والندى
وفاضت على المسترفدين العوارف
وقد نازلوا الكرب الشديد بكربلا
وكل بحد السيف للكرب كاشف
فدارت بابناء النبي محمد
عصائب ابناء الطليق الزعانف
وما اجتمعت الا لتطفئ عنوة
مصابيح نور الله تلك الطوائف
وما كان كتب القوم الا كتائبا
تمج دماً فيها القني الرواعف
وقد اخذ الميثاق منهم فما وفى
أخو موثق منهم ولا برّ حالف
ابى الله والنفس والأبية ضيمه
فمات كريماً وهو للضيم عائف
ونفس علي بين جنبي سليله
فلله هاتيك النفوس الشرائف
وراموا على حكم الدعي نزوله
فقال على حكم النزال التناصف
نفوس أبت إلا نفائس مفخر
إليها انتهى مجد تليد وطارف
بنفسي من احيى شريعة جدّه
على حين قد كادت تموت العواطف
أبوه الذي قد شيد الدين سيفه
وهذا ابنه والشبل لليث واصف
أمير المنايا ذو الفقار بكفه
إذا ما قضى أمراً فليست تخالف
ويجري به بحر وفي الكف جدول
تمر على من ذاق منه المراشف
طوى بصفيح الهند نشر جموعهم
كما طويت بالراحتين الصحائف
وقل البغاة الماردين كأنه
سليمان لكن المهند آصف
يكر على جمع العدى وهو بينهم
فريد فترفض الجموع الزواحف
جناحهم من خيفة الصقر خافق
وقلبهم من سطوة الليث راجف
يفل قراع الدارعين حسامه
فيحمل فيهم وهو بالعزم سائف
وقائمه ما بارح الكف في الوغى
إلى ان خبا برق من السيف خاطف
صريعا يفدى بالنفوس وسيفه
كسير تفدّيه السيوف الرهائف
قضى عطشا دون الفرات فلا جرى
بورد ولا بل الجوى منه راشف
وظمأن لكن من نجيع فؤاده
تروى المواضي والرماح الدوالف
ومرتضع بالسهم اضحى فطامه
فذاق حمام الموت والقلب لاهف
اتى ابن رسول الله مستسقياً له
فما عطفت يوماً عليه العواطف
فاهوت على الجيد المخضب أمه
تقبّله والطرف بالدمع واكف
جعلتك لي يا منية النفس زهرة
ولم ادر ان السهم للزهر قاطف
فلله مقدام على الهول ماله
سوى المرهف الماضي عضيد محالف
إذا اشتد كرب زاد بشراً وبهجة
كان المنايا بالأماني تساعف
وفي الأرض صرعى من بنيه ورهطه
وفي الخدر منه المحصنات العفائف
فلا هو من خطب يلاقيه ناكل
ولا هو فيما قد مضى منه آسف
واعظم ما قاسى خدور عقائل
بها لم يطف غير الملائك طائف
وعز عليه ان تهاجمها العدى
وهن بحامي خدرهن هواتف
ينوء ليحمي الفاطميات جهده
فيكبوبه ضعف القوى المتضاعف
لأن عاد مسلوب الثياب مجردا
فللحمد ابراد له ومطارف
فلم ير احلى من سليب قد اكتسى
من الطعن ما تكسو الجروح النوا
وفي السبي من آل النبي كرائم
نمتها إلى المجد الاثيل الخلائف
يسار بها من منهل بعد منهل
وتطوى على الاكوار فيها التنائف
وليس لها من رهطها وحماتها
لدى السير الا ناحل الجسم ناحف
تمثلها العين المنيرة للعدى
ويسترها جفن من الليل واطف
وهن بشجو للدموع نواثر
وهن بندب للفريد رواصف
هواتف يبكين الحسين إذا بكت
هديلا حمامات الغصون الهواتف
وفوق القنا تزهو الرؤس كأنها
ازاهير لكن الرماح القواطف
وما حملت فوق الرماح رؤسهم
ولكنما فوق الرماح المصاحف
شرح ومعاني كلمات قصيدة أيرجع عهد بالشقيقة سالف
قصيدة أيرجع عهد بالشقيقة سالف لـ أبو المحاسن الكربلائي وعدد أبياتها سبعة و ستون.