أيقظني للبرق وهو نائم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيقظني للبرق وهو نائم لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة أيقظني للبرق وهو نائم لـ مهيار الديلمي

أيقظَني للبرقِ وهو نائمُ

جهالةً والعربيُّ حازمُ

لو هاج من دائك ما هيَّج لي

علمتَ أني للبروق شائمُ

حدَّثني عن الغضا وأهلِهِ

فانكشفَ السِّترُ ونمَّ الكاتمُ

للبارقاتِ مطَرٌ وهذه

مُزنتُها دموعِيَ السواجمُ

في كلِّ ذات صبوةٍ من عَبْرتي

ما يشكُرُ الراعي ويَرضَى السائمُ

رعايةً وإنه من شيمتي

عهدٌ حصينٌ وحِفاظٌ دائمُ

سلا المحبّون وعندي زفرةٌ

عسراءُ لا تنقضها العزائمُ

كم خطَرٍ دونَكِ يا ذات اللَّمي

خِيضْت له الفِجاجُ والمخارِمُ

ووقفةٍ ترمُقُني مرتابةً

فيها ظُبا قومِكِ واللهاذمُ

أساند الدوحَ فتمتارُ الجوَى

من نزَواتِ صدرِيَ الحمائمُ

وباللوى من نظرةٍ ضائعةٍ

لم تغرَميها والزعيمُ غارمُ

إنّ الظباءَ بالغضا ضياغمٌ

والأَجَمُ الكِناسُ والصرائمُ

أَصُدّ عن سَلْع بقلبٍ كلّما

أُطيرَ خوفا عاد وهو حائمُ

كما يُطيعُ اليأسُ ثم يلتوِي

طماعةً مع الشميم الرائمُ

كم أُنفقُ العمرَ على رعيِ المُنَى

وهي خبيثاتُ الثرى هشائمُ

وحاجتي إلى الزمان صاحبٌ

مساعدٌ وقدَرٌ مسالمُ

أكلُّ من كاشَرني بوجههِ

بِشْراً فوجهُ قلبِهِ مُجاهِمُ

ما أغضبَ الناسَ عليّ هل سوى

أني بدنياهم خبير عالمُ

عندي الغنَى عنها على خَصاصةٍ

وعندَهم حظوظُها الجسائمُ

والفضلُ والعفَّةُ عنهم قسمةٌ

أُعطيتُها كما أراد القاسمُ

وليسَ كلُّ شفَةٍ مبلولةً

وإن سخَتْ بمائها الغمائمُ

لله في طُرْقِ المعالي فِتيةٌ

رفيقُهم على الزمان حاكمُ

تعرَّفوا ريحَ الهجيرِ فغدَتْ

نسيمَ أنفاسِهِمُ السمائمُ

يضيقُ رحبُ الأرضِ في أزحامهم

فأرضُهم تحت السُّرَى العزائمُ

صوَّحَ كلُّ نابتٍ في عامهم

حتى الجِمَامُ السودُ واللهازمُ

تحمِلُهم منتقَياتٌ سُوقُها

تَحِلُّ منها للرُّبى المحارمُ

تزقو بأصواتِ الحصا أخفافُها

كل تحُصّ الوَبرَ الجوالمُ

كأنما الأرضُ لها مَهارِقٌ

يُملي السّرى وتكتبُ المناسمُ

مثل السهام فوقها بصائرٌ

مُبيضَّةٌ وأوجُهٌ سواهمُ

إذا استغاثت تحتها تعريسة

تقاصرت ليلاتُها التمائمُ

كأنما الليلُ سوادُ لِمَّةٍ

سُلَّ من الصبحِ عليه صارمُ

قل للذي يحصِب ظهرِي ريبةً

زِدْ سَفَها إني امرؤ محالمُ

لا تطمِس الشمسَ يدٌ مُدَّتْ ولا

يغمِزُ في الصَّعدةِ نابٌ عاجمُ

قد كان أبدَى لك دهري صفحتي

شيئا وبانت منّيَ المراجمُ

فمن لك اليومَ ونصري حاضرٌ

وحظِّيَ الغائبُ عني قادمُ

والقمرُ الآفلُ قدْ أعيدَ لي

بدرا وأنفُ الظلُمات راغمُ

رُدَّ الندى إلى الثرى ورجَعتْ

فملأتَ غمودَها الصوارمُ

لكلِّ شاكٍ غَدرةً من دهره

عندَ بني عبدِ الرحيم راحمُ

الأنجُمُ الزُّهرُ فمنها ثاقبٌ

مستسلَفُ النورِ ومنها ناجمُ

والعِترة البيضاءُ لم يعلَقْ بها

من دنَس الُهجنة عِرقٌ واصمُ

اِستَبقوا الجودَ فكلُّ دافعٌ

عن ضيفِهِ أخاهُ أو مُزاحمُ

وانتصفَ الفضلُ بهم مذ جُعلت

منه إلى حُكمهم المظالمُ

قل لأبي سعدٍ على ما جرَّهُ ال

شوقُ عليّ والفراقُ الغاشمُ

قد كنتُ أرضَى أمسِ من أمنيّتي

بأن يقال عادَ وهو سالمُ

فاليومَ يا طيرةَ قلبي فرَحاً

بأن يقالَ سالمٌ وغانمُ

قد قلَّدوا منه زمامَ أمرهم

أغلبَ لا تُخضِعه العظائمُ

إن الكُفَاة لم يكن عميدَهم

في دائهم إلا الطبيبُ الحاسمُ

ألقابُ قوم نافراتٌ شُمُسٌ

تنبو وألقابُكُمُ ميَاسمُ

وما رأتْ عينُ العلا لنفسها

فيما يسدّي المجدُ أو يلاحمُ

كخلعٍ رحتَ بها مكتسياً

عزّاً وتُكسَى اللِّبَدَ الضراغمُ

خاطوا السحابَ حُلَّةً فضُمِّنَتْ

جسمَك فلتفخرْ بمن تجاسمُ

بيضاء أو صبيغة وَشَّى لها

زُهرَ النجومِ راقشٌ وراقمُ

ظاهرة الفخرِ ومن باطنِها

أخرى وخير المِنَحِ التوائمُ

وتوَّجوك عِمَّةً وإنما

تيجانُ أمثالكم العمائمُ

وختَّموا ملساء لم يخدِشْ بها

سنٌّ على إثر العطايا نادمُ

وسائل الغُرّةِ وافٍ ردفُهُ

أُدِّبَ أن يُشفِقَ منه الحازمُ

أحوَى إذا قام إليه ماسحٌ

قام إلى وجه الوجيه لاطمُ

بَنيَّة لا يدَّرِي صَفاتَها

يومَ الرِّهان من لُغوبٍ هادمُ

مُنطلِقٌ بأربع قوائمٍ

كأنهنّ خفةً قوادمُ

مع الرياح لم يكن من قبلها

تهزأ بالأجنحة القوائمُ

يمرح في مِقوده ذئبُ الغضا

وتوعِد الوحشَ به القشاعمُ

ويتَّقي ما تتَّقي برُسغِهِ

وهي على بطونها الأراقمُ

أُركِبْتَه بدراً وقد حُطَّت لك ال

جوزاءُ فهي العُذْر والشكائمُ

نظائمٌ من النّضار عُقْنَهُ

بَهْرا بما أثقلَهنّ الناظمُ

ورحبة الصدر على ضيقٍ به

مفصِحة وقومُها أعاجمُ

لمياء تعطيك فماً أشدقَ لا

يغبُّه الدهرَ لسانٌ لاثمُ

يُحْمَدُ منه ما تُذَمُّ أبدا

بمثله الشِّفاهُ والمباسمُ

تُزهَى بصُفرٍ من بني الروم لها

آباؤها الأحابشُ الأداهمُ

لها من الشمس وشاحٌ تحته

جيدٌ أغمُّ والبنانُ فاحمُ

افتضَّها الحَلْيُ ففي أحشائها

أجنَّةٌ لم تحوِهم مشائمُ

ليس لهم ما بقِيتْ وما بقُوا

عما أدرَّت من رَضاعٍ فاطمُ

تمضِي حدودَ القتلِ والقطعِ يدٌ

فيهم وليست لهمُ جرائمُ

لا ينطِقون لغةً وكلُّهم

بين الأنام رُسُلٌ تَراجمُ

إمرَتُها دَسْتُك تستخدمها

يدٌ لها صَرفُ الزمان خادمُ

دُوِيُّكم جفونُ أسيافكُمُ

وكُتبكم لملككم دعائمُ

وكنتمُ متى عَصَت قبيلةٌ

وأخذتْ بالكَظَم الخصائمُ

أطرتمُ منها إلى أعدائكم

أجادلا أوكارُها الجماجمُ

قم بمساعيك فنل أمثالَها

إن المساعي للعلا سلالمُ

يَفديك مشمولٌ بظلِّ غيره

يسعَى سواه وهو كاسٍ طاعمُ

نامَ على هذي الصفاةِ غفلةً

وأنت من نبذ الحصاةِ قائمُ

عاقدَ في حبّ الهوينا عجزَه

أن لا يبالي ما يقول اللائمُ

إذا نضا سِربالَه كلَّمَهُ

من حسدٍ في كلِّ عضوٍ كالمُ

بكم بني عبد الرحيم يامنت

إلى المنى وطيرها أشائمُ

زوّجتُ آماليَ من أيْمانكم

فولدَتْ بطونُها العقائمُ

باعُ رجائي بكُمُ موسَّعٌ

وغصنُ عيشى في ذَراكم ناعمُ

أسمنَ قومٌ ملأتْ عرينَهم

مثلَ الحصون الإبلُ السوائمُ

وعندكم جَذيمُ مالٍ أبدا

تعرِفهُ الحقوقُ والمغارمُ

تلتزمون كَرَما ما تدّعِي

فيه العدا ويستحلُّ الظالمُ

إنكُمُ من معشرٍ عندهُمُ

فيما استفادَ ربُّهم مساهمُ

وقد لبستم فاخلعوا إن الندى ال

عادلَ أن تُقَسَّمَ المغانمُ

بنتم بها فبيِّنوا واصفَها

بمثلها فهكذا المكارِمُ

خُصُّوا بها تكرِمةً مَن لم يزل

تُهدَى لكم بناتُه الكرائمُ

معرِبةً بمدحكم فيها رِضَى

قومٍ وفي قومٍ لها سخائمُ

متَى تكن سَلُولُ أو باهلة

آباءَ شعرٍ فأبوها دارمُ

سوائرٌ مع النجوم ترتمي

بها نجودُ الأرض والتهائمُ

تودّ أكبادُ العدا إن صغتُها

أسورةً لو أنّها مَعاصمُ

تُدويهمُ غيظا وتشفيهم بما

تُفصح فهي المسُّ والتمائمُ

يُحبَى بها يقظانُ منكم حاضرٌ

وغائبٌ عن البلاد حالمُ

ضاجعَكم طيفي بها فأُوِّلَتْ

صادقةً وقد يُغَرّ النائمُ

يَشهدُ لي مِفتاحها وخَتمها

بأنني للشعراءِ خاتمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيقظني للبرق وهو نائم

قصيدة أيقظني للبرق وهو نائم لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها مائة.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي