أين أذهب ؟

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أين أذهب ؟ لـ نزار قباني

لم أعد دارياً .. إلى أين أذهب
كل يوم .. أحس أنك أقرب

كل يوم .. يصير وجهك جزءاً
من حياتي .. ويصبح العمر أخصب

وتصير الأشكال أجمل شكلاً
وتصير الأشياء أحنى وأطيب

قد تسربت في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى .. تتسرب

إعتيادي على غيابك صعب ..
واعتيادي على حضورك أصعب

كم أنا .. كم أنا أحبك .. حتى
أن نفسي من نفسها .. تتعجب

يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك .. لا شعر يكتب

منذ أحببتك الشموس استدارت
والسماوات .. صرن ألقى وأرحب

منذ أحببتك .. البحار جميعاً
أصبحت من مياه عينيك تشرب

حبك البربري .. أكبر مني
فلماذا .. على ذراعيك أصلب ؟

خطأي .. أنني تصورت نفسي
ملكاً , يا صديقتي , ليس يغلب

وتصرفت مثل طفل صغير ..
يشتهي أن يطول ابعد كوكب ..

سامحيني .. إذا تماديت في الحلم
وألبستك الحرير المقصب ..

أتمنى .. لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟

أخبريني من أنت ؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب

أنت أحلى خرافة في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعب ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي