أين تريد يا مثير الظعن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أين تريد يا مثير الظعن لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة أين تريد يا مثير الظعن لـ مهيار الديلمي

أين تريد يا مثيرَ الظُّعُنِ

أوطنٌ من رامةٍ بوطنِ

حبسا ولو زادك من مضمضةٍ

بَينَ الغِرارِ خائفا والوسنِ

لعلَّها أن تشتفي بائحةً

بالعبراتِ أعينٌ من أعينِ

كم كبدٍ كريمةٍ في بُرةٍ

خزَمتَها ومهجةٍ في رسَنِ

ومن دمٍ تخوضه بلا دمٍ

على ثنايا البين أيدي البُدُنِ

قد ضمِنَ البارحُ عنهم فوفَى

ما ساءني إذ مرَّ غيرَ أيمَنِ

وماظننتُ الطيرَ وهي بهُمٌ

على مواقيت الردى تدُلُّني

ونَفحَةٌ من الهوى تلُفُّنا

يومَ الوَداع غُصُنا بغُصُنِ

يا قاتَلَ اللهُ العُذَيبَ موقفا

على ثبوت قدمي أزلَّني

وسرَّ حيّاً بالغضا إن سرَّهم

ذلُّ وقوفي بعدَهم في الدِّمَنِ

فقيَّلوا ظِلالَ كلّ روضةٍ

وهجَّروا بي للجوى والحزَنِ

وما عليهم ولتذكارهُمِ

عفوُ الصَّبا وصفوُ ماء المزُنِ

لو أسأروا من جسدي بقيّةً

بذكرِ آثارهمُ تُنهِضُني

لقد أساءوا الملك لما ملكوا

قلبي فهلَّا أحسنوا في بدَني

طاللتُ من رامةَ أشرافَ اللوى

لنظرةٍ لعلّها تَصدُقني

فما رفعتُ والمنى شعشعة

إلا على ليتيَ أو لو أنني

يا زمني بالخَيفِ بل يا جيرتي

فيه وأين جيرتي وزمني

ليت الذي كان وطار شَعَثا

به الفراقُ بيننا لم يكنِ

أوليت ما باعد من أحبّتي

من الكرام إخوتي قرّبني

مَن حاملٌ عنِّي تمطَّتْ تحته

وافيةُ الذَّرع رحيبُ العطَنِ

طاويةٌ ما أبصرتْ وسمِعتْ

فالأرضُ بين عينِها والأذُنِ

ترى المراحَ والنجاءَ ما سرت

شخصيْنِ بين عَجْبِها والذَّقَنِ

تُعطي الطريقَ عفوَها وجهدَها

حتى تعود مُضغةً ولا تني

لا تتقي الأرض بساقٍ منتقىً

ولا تشكَّى لذراعٍ يفَنِ

بزلاءُ عاميْن فإن أثرتَها

فثورةُ الغِرِّ وقمصاتُ الثَّني

كأنما راكبُها تهفو به

طائرةً أمُّ فراخِ الوُكُنِ

قل للعميدِ ووصلتَ غانما

شكوى حنينٍ وحدِيثَ شجنِ

علَّ الذي استرهنتَني بحبّه

ثمّ نأى عنّيَ أن يفكَّني

ملَكتَني بالودِّ فوهبتَني

للشوق ألّا قبل أن تملِكني

أَعجَبُ من ليني وأنتَ معرضٌ

عني ولو قلبُك لي لم ألِنِ

كم الجفاء لا أجازيكم به

والصدُّ والوجدُ بكم يعطِفُني

وكم تبيتون طُروحَ الشكّ في

ودّكمُ ورجمِ سوءِ الظِّننِ

دعوَى هوىً كأننا لم نفترق

وغفلةٌ كأنما لم ترَني

هبِ النوى مدَّت لنا أقرانَها

فما لأيدينا وفتلِ القَرَنِ

وحَكَم الزمانُ بافتراقنا

فما لنا نعينُ صَرفَ الزمنِ

أشكو إليك مهجةً عَلوقةً

تودَّ لو تُودي ولمَّا تخنِ

وكبِدا متى أَسُمْها سَلوةً

عنك تَنَزَّى ناشزا وتزبُنِ

وعادة من الوفاء خيرُها

لمخبري وشرُّها لبدني

تعلِقُني في حبلِ من أضاعني

عَلْقتَها في حبل من يحفظني

فكيف ترضى والعلا دينُك أن

أهواك في المجدِ ولا تسعِدني

ذاك وقد قبلتَ من سريرتي

في الودِّ خيرَ ما ترى في العلَنِ

وأنك استظهرتَ مِنّي بيدٍ

لم تؤتَ من ضعفٍ ولا من وهنِ

قلتُ لدهري وهو قد نيَّبَ لي

رُقَى العميدِ دون أن تنهشني

أروع بعتُ الناسَ والدنيا به

فما صفَقتُ في يمين الغَبَنِ

وملتُ في الراجح من ميزانه

على الورى إذ قلتُ للفضل زِنِ

وكنتُ باللُّمعةِ من تجريبهِ

على يقين المستمرِّ المدمنِ

فاجتمعتْ معي على توحيده

شتَّى القلوبِ وفُروقُ الألسنِ

وإن جفا بوصله فقد وفَى

بماله وفاءَ عَدلٍ محسنِ

وقام والأيامُ ينتشِلْنني

فكان لي حَصْداءَ أمَّ الجُنَنِ

وطالَعَ الخَلَّةَ حتى سدَّها

وافٍ من الجود بما لم يضمَنِ

محكِّمٌ في ماله أمرَ الندى

بما قضى من معوزٍ أو ممكنِ

مكارمٌ محسوبةٌ أرقُبُها

وفاجئاتٌ بغتةً تبدَهُني

لم يلتحمْ بِعذرةٍ معروفُها

ولا أتت مكدودةً بالمننِ

غريبةٌ حازَ بها فرضَ الندى

سبْقاً إلى أنفاله والسُّنَنِ

ولم يكن كمبرقينَ غُرِّرتْ

منهم رجالٌ ببناتِ الدِّمنِ

أرسلتُه سَجْلا إلى غُدرانهم

فأيبسوا وفاضَ حتى بَلَّني

تُشبُّ نيرانُهمُ لا للقِرى

بل شَرَهاً إلى انتشاق الدَّخَنِ

لا ينزلُ الضيفُ وإن تموَّلوا

بمتمِرٍ منهم ولا بمُلبِنِ

لهم من الأعراب كلُّ ما ادّعوا

غيرَ الوفاء والندى واللَّسَنِ

لا شرَفٌ في مُضرٍ يجذِبُهم

إلى العلا ولا نُهىً في اليمنِ

لا رقّةُ البَدوِ جَنتْ إخلافَهم

لِمدَحي ولا حُلومُ المدُنِ

أهنتُ في أبياتهم كرائما

لو أُنكحتْ أكفاءَها لم تَهُنِ

تقلّدوا منها عقودَ حمدهم

وهي على أجيادهم تذمُّني

إذا استُضيمتْ صاح بي ذليلُها

ألم تكن يا أبتي تُعِزّني

أذلتَني في أنفس مغمورةٍ

وأوجهٍ حُمسٍ وأيدٍ خُشُنِ

فمن لها منّي وإن عقَّت أباً

بناتُهُ فالحقُّ أن تعُقَّني

إلا فتاةً بينهنّ حظِيتْ

عند العميد بالأريب الفَطنِ

صرنا إلى ضنكٍ وصارت وحدَها

إلى مَراحٍ ما اشتهتْ ودَدَنِ

وولدَتْ من جُوده أياديا

شرطَ المنى وقُرّةً للأعينِ

في كلِّ يومٍ قادمٍ يَصبِحُني

به بشيرُ الخير أو يغبِقُني

ما ضرَّني منهم أصمُّ لَحِزٌ

وأنت من كسورهم تجبرُني

كنتَ إليهم سُلَّما فقعدوا

فهدَموا المجد وقمتَ تبتني

فمن رأى قبلَ صداي شفةً

جفَّ القَليبُ فارتوت بالشَّطَنِ

فغمرتنا ولأعراضِهمُ

ما ساءها في فالقٍ ومدجِنٍ

كلُّ مُشِيهٍ للوجوهِ فاضح

للذكر في شِراده والعطنِ

وعندك المرصوع من حُليِّهِ

والمصطفَى من سرّه المكتمنِ

والسارياتُ بعلاك ما انتهتْ

بوعُ المهارى وقلوعُ السفُنِ

لا تأتلي تحفِرُ عن كنزٍ لها

تُنفِقُ منه عاجلا وتَقتَني

شرح ومعاني كلمات قصيدة أين تريد يا مثير الظعن

قصيدة أين تريد يا مثير الظعن لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثمانية و سبعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي