أيها الخدر مرحبا وشكورا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيها الخدر مرحبا وشكورا لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة أيها الخدر مرحبا وشكورا لـ أحمد تقي الدين

أيها الخدرُ مرحباً وشُكورا

فلقد جئتَ مصلحاً وبشيرا

ترسل النورَ من وراء حِجاب

شفَّ عن خاطر يريد النّورا

إنما الخدر كيف علّلت اسرٌ

غيرَ أن العادات تأبى السُّفورا

لم يكن قبلَ أن وضعوه

غيرةٌ إذ فشا الفسادُ كثيرا

وضعته يدُالتحفّظ قِدماً

يوم كان الفتى ظلوماً غيورا

ظن في الخدر للمليحة حِفظاً

فرمى دون من يحبُّ سُتورا

واستبدّ الجَهول في حبسه المر

أةَ حتى غدا التحجُّبُ نيرا

كان أمراً دون الحَياء يسيراً

فغدا بالظّنون أمراً عسيرا

كان سِتراً دون الرجال فأَضحى

حائطاً ثم صار بالجهل سُورا

كان لا يمنعُ النساءَ من العل

مِ فأَحرزنَ منه قِسطاً كبيرا

كم مضى من شواعرٍ راقياتٍ

ليس بدعٌ فالشعر يهوى الحُورا

وبشعر الخنسا ترثي به صخراً

أَخاها شجوٌ يُلين الصخورا

ثم بنتُ الحسين كم بسطت للعلمِ

في خدرها مِهاداً وثيرا

كم أجازت من شاعر وأَديب

فإذا ما جهلتَها سَلْ جريرا

هذه المرأة القديمة كانت

ذاتَ علم به تُباهي العصورا

أَين منها نساؤنا في زمان

زانت الكهرباء فيه الخُدورا

كان عصر للجاهلية فيه

وأَدوا البنتَ عزةً ونُفورا

ثم جاء الإسلام في صدره الرح

بِ فأَضحى طرفُ النساء قَريرا

ثم مرت على الرسالة أجيا

لٌ أحبت للمرأة الدّيجورا

فعدا العلم ربعهنَّ فأَصبحن

عِيالاً على الفتى وَوُقورا

وعدا الشرقَ نورُه فغدا العا

لِمُ في أهله غريباً فقيرا

ومشى الغرب في الحضارة شوطاً

شاسعاً وانبرى يضاهي الطيورا

وترقتْ بناتُ حواءَ فيه

فتملكن بالرؤوس الصّدورا

وارتقتْ حالةُ العيال فأَضحى

كل فرد لوالديه سُرورا

فغدا البيت جنّة بعد أن كا

ن ذووه بالجهل قوماً بُورا

عُجْ ببيت الشرقيّ تلقَ نزاعاً

وأتِ بيتَ الغربيّ تلقَ حبُورا

ذاك بالجهل زاد همّاً وهذا

زاد بالعلم بهجةً وَوُفورا

كلُّ هذا أَساسُه ربة المنز

لِ فهي التي تُدير الأُمورا

أيها الخدر أَنت باكورةُ النهضة

فالفوزُ أن تكون صَبورا

سترى دون ما تريدُ صِعاباً

وترى في الخدور أَنْ لا نصيرا

غيرَ نزر من اللواتي تهذّبن

فأَحببْ بهنّ نزراً يسيرا

ضِعْنَ ما بين قومهنّ ولكن

كن للمصلحين فينا بُذورا

أَيّها القوم ساعدوا ربّةَ الخد

رِ ولا تُفسدوا عليها المَسيرا

فهي تدعو النساء للعلم

لا تبتغي لآداب دينها تغييرا

هي تدعو للعلم وهو ضمين

أن يُرقِّي الحِجى ويُحيي الشعور

انظروا البنت كيف يجعلها التهذ

يبُ والعلم كائناً منظورا

إن علم الفتاة خيرُ حِلاها

وتُقاها خيرٌ وأَبقى كثيرا

إنما العلم يصلح النفسَ

والتهذيبُ يُحيي ولا يميتُ الضّميرا

فأَنيروا الفتاة بالعلم تُمسِ البن

تُ في بيتها سراجاً منيرا

هل يصون الجهلُ الفتاة وهل يس

لُبها العلم كنزَها المَذْخورا

هي في الخدر زهرةٌ في كِمامٍ

أَترى الشمسَ خصمَها الموتورا

أَترى النورَ عابثاً بسناها

أَم تراه يُضيعُ منها العَبيرا

أَيُرى للزهور شكوى من الشم

س التي تُنعش الورى والزُّهورا

فإلى العلم أَيها البنت فالعلم

يزيد الفتاةَ حباًّ ونورا

وإلى الدين أَيها البنت فالآ

داب أَغلى من العلوم مُهورا

حبذا جامعٌ لدينٍ وعلمٍ

ذا يرقِّي وذاك َينفي الشّرورا

حبذا غادةٌ أصابت من العلم

نصيباً فاختارت التحريرا

لا يراها الفتى بغير نِقاب

ويرى فكرها يجوب السُّطورا

فهو في أسره طليق يرى الن

ور فأَحببْ به طليقاً أَسيرا

أنشأت خِدرَها يبشّرُ بالع

لمِ فأَهلاً به بشيراً نَذيرا

وسلام على يراعِ فتاةٍ

أَسمعتنا بين الخُدرو صَريرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيها الخدر مرحبا وشكورا

قصيدة أيها الخدر مرحبا وشكورا لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي