أيها الشاكي ولا ناصر له

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيها الشاكي ولا ناصر له لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة أيها الشاكي ولا ناصر له لـ ميخائيل خير الله ويردي

أَيُّها الشَّاكي وَلا ناصِرَ لَه

تُنشِدُ الشِّعرَ وَتَهوى رَمَلَه

خَبِّرِ الأَصحابَ ماذا فَعَلَت

بِفُؤادي كَلِماتٌ مُرسَلَه

كانَ جَهلاً طَلَبي الماءَ مِنَ النَّارِ

وَالطُّهرَ مِنَ المُبتَذَلَه

عِندَما أُولِعتُ بِالحُسنِ الَّذي

قيلَ في شَرعِ الهَوى ما أَجمَلَه

وأَنا الكارِهُ تَقبيلَ فَمٍ

يُنكِرُ الحُبَّ وَيُعطي قُبَلَه

يا عَذاباً أَشتَهي سُلوانَهُ

فَإِذا نِلتُ المُنى عادَ الوَلَه

كَنَشيدٍ كُلَّما أَنهَيتُهُ

صَفَّقَ القَلبُ وَغَنَّى أَوَّلَه

أَتُرى أَبرَأُ مِن داءِ الهَوى

وَالَّذي أَلقاهُ يُذكي شُعَلَه

عَبَثاً تَأسِرُ لُبّي غادَةٌ

ذاتُ قَلبٍ كَيفَما مالَ ادَّلَه

عَشِقَت مِنّي لِساناً ذَرِباً

وَتَغاضَت عَن فُنوني المُنزَلَه

تِلكَ روحي وَأَغانِيَّ الَّتي

خَلَّدَت ذِكري وَشاقَت رُسُلَه

فَهيَ تُغنيني عَنِ النَّسلِ وَمَن

يَعتصِم بِالفَنِّ يَحمِل مَشعَلَه

وَلئِن طالَ بِهِ اللَّيلُ فَقَد

يَنجلي الصُّبحُ وَيَمحو مَلَلَه

طالَ لَيلى وَتَداعى جَلَدي

يا لَصَبٍّ لَم يَقُل ما أَطوَلَه

خَضَّبَت أَدمُعُهُ أَحلامَهُ

مُذ بَكى آمالَهُ المُرتَحِلَه

حَسِبَ المَحبوبَ طُهراً مائِلاً

فَإِذا بِالطُّهرِ دضورٌ مَثَّلَه

وَإٍذا بِالعَقلِ كَالحادي شَدا

أَيُّها المَفتونُ دَع عَنكَ البَلَه

أَيُّ زَهرٍ لَم يُلامِسهُ النَّدى

أَيُّ رَوضٍ ما رَشًفنا جَدوَلَه

يا بَني الإِنسان ما أظلَمَكُم

لا تُرَجُّوا عَسَلاً مِن حَنظَلَه

حاسِبوا أَنفُسَكُم عَمّا جَنَت

كُلُّ ظُلمٍ سَيُلاقي أَجلَه

كُلُّنا أَخطَأَ لِلّهِ فَمَن

يَلقَ سُوءاً فَليَقُل ما أعدَله

كُلُّنا سِلسِلَةٌ واحِدَةٌ

وَالفَتى يُسأَلُ عَمَّا فَعَلَه

فَإِذا أَفسَدَ فَردٌ جارَهُ

كَهرَبَ الحادِثُ كُلَّ السِّلسِلَه

لا تَقُل نَقضي عَلَى خاطِئَةٍ

جَمَّلَ الإِنسانَ عَدلٌ ظَلَّلَه

فَبِهِ نَسمو وَلا خَيرًَ لَنا

إِن تَتَبَعَّنا سَبيلَ الجَهَلَه

وَانحنَيَنا لِثرِيٍّ ماكِرٍ

وَشَرِبنا بِكُؤوسِ القَتَلَه

إِنَّما أعداؤُنا أَنفُسُنا

وَلآتينا بِماضِينا صِلَه

فَارشِفا الماءَ الَّذي كَدَّرَهُ

بَعضُكُم حَتَّى تُحَلَّ المُشكِلَه

جَسَدٌ عَذَّبَهُ أَعضاؤُهُ

وَكَفاهُ أَلَماً ما احتَمَلَه

تَلعَبُ الأهواءُ في صَدرِ الفَتى

رَيثَما تَطوي المَنايا أَمَلَه

يا لِهذا العُمرِ ما أَقصَرَهُ

وَلِذاكَ المُنتَهى ما أَرذَلَه

دارُ مَن عاشَ وَلِيًّا أصبَحَت

مَوطِئًا لِلآثِمينَ السَّفَلَه

كَيفَ لا تُنقِذُها أَجنِحَةٌ

رَفَعَتهُ وَأَحبَّت مُثُلَه

أَمعَنَ المَفتونُ في فِتنَتِهِ

وَادَّعى البَغيُ زوالَ المُعضِلَه

وَالوَرى يُمعِنُ في غَفلَتِهِ

أُمَمٌ في غَيِّها مُستَرسِلَه

قادَةٌ تَقتادُهُم أَهواؤُهم

وَرَعايا كَالبَقايا المُهمَلَه

يَنشُدونَ الخَيرَ مِن مُفسِدِهِم

وَضَحايا الشَّرِ تَمشي مُعوِلَه

عالَمٌ أَودى بِهِ البَغيُ فَإِن

تُصلِحوهُ تَأمَنوا مُستَقبَلَه

لَيتَ عَيني أَبصَرَت نَعماءَهُ

ساعَةً وَاحتَلَّ جِسمي مَوئِلَه

فَلَقَد تَلقى الدَّراري حَتفَها

قَبلَ أَن يَلقى الفَتى ما عَمِلَه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيها الشاكي ولا ناصر له

قصيدة أيها الشاكي ولا ناصر له لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها أربعون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي