أيها الظبي كنت غير بعيد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيها الظبي كنت غير بعيد لـ ديوان الشيخ محسن الخضري

اقتباس من قصيدة أيها الظبي كنت غير بعيد لـ ديوان الشيخ محسن الخضري

أَيُّها الظبي كنت غير بَعيد

تقضم الشيح من بطوح زرود

تتسنى الرَبيع والعيش غض

صفوه لا يشاب بالتنكيد

لست تنفك بين غض ورود

تَتَهادى وبين عذب برود

وَبتلك الشعاب سقيا ورعيا

طالما نلت غاية المقصود

يا لِقَومي لذي سوالف بيض

وَلحاظ مثل المحابر سود

البسته الرياض حلة ملك

ثم زرت جيوبها بالورود

يتخطى مشي النَزيف اذا ما

ميلت رأسه ابنة العنقود

وَغَزال امضى من السهم روقا

كاد يفري القلوب قبل الجلود

ما اِلتَقى والسرحان في القفر الا

كان ذا عزة وبطش شديد

حذرا يشرئب من غيلة القانص

يَرعاه مشرفا كالسيد

يسلك الغور منجدا فاذا

غور يعدو محقوقفا في النجود

واذا كاده العدو اغتيالا

نشق الريح من مكان بعيد

لم يرد موردا من الماء الا

آخر الليل خيفة البارود

فاذا ما تغورت انجم الليل

نحا الماء ممنعا في الورود

حبذا ذلك الغزال المفدى

من غزال ما مثله في الوجود

ناعم الخد والاديم نحيل الخصر

ضخم الصلا صقيل الجيد

شاق قَلبي وليته كان يرعى

من سويداه مثل حب الحصيد

يا عشيق الملوك اذ كل ملك

بات منه بليلة المعمود

لم يزل في طلابه ساهر الليل

وحيدا وكان جم العديد

فاذا ما اِنثَنى وصفت له الخيل

رأَيت المَليك بين الجنود

حالف الكلب في هواه وعاف

الصحب وانثال هائما في البيد

فهو طاوى الحشى ضئيل من

الجوع وصاد شرابه من صديد

يتحراه في الظهيرة لا يعرف

ما الموت مستظلا بعود

ايُّها الشادن الَّذي ظل يأوى

لحمى كل اريحي مجيد

هو من جملة الوحوش ولكن

انست نفسه بعفراء خود

ذات عز وسؤدد فاذا ما

حددوها جلت عن التَحديد

ظل يأوى لدارها فهو منها

ابدا لم يزل بعيش رَغيد

أي دار على المكارم شيدت

وكذا اربع الكرام الصيد

فهو طورا في ساحة الدار يختال

وَطورا من فوق قصر مشيد

انست نفسه بها فهو يعطو

عندها في مخصر املود

يتحرى القصور قصرا فقصرا

ليس شيء عليه بالمرصود

لا طفته ابنة النبي فامسى

وهو في حجرها مثال الوَليد

والى جنبها يروح ويغدو

لم ترعه بجفوة وصدود

تتحراه بكرة وعشيا

غير مأمورة بريف وجود

فهو منها في منعة وامان

لم يخف كيد مارق وعنيد

فاذا سامه القَريب هوانا

نال منها القَريب ذل البَعيد

مستطيلا على بنيها مدلا

فالموالي لديه مثل العَبيد

لهف نفسي عليه حين رآها

تسبل الدمع فوق صحن الخدود

ضاق ذرعا مِمّا رآه فاهوى

لاطما في يديه وجه الصَعيد

فَقَضى نحبه الغداة شهيدا

مستضاما على الحسين الشَهيد

ايُّها الظَبي لا رأَيت هوانا

بعد ذا اليوم يانقي العود

انتَ لا شك من سلالة ظَبي

فضله قط ليس بالمجحود

قد عرفنا به ضريح علي

وَهدينا به الى الملحود

اوحشت يوم فقده الدار حزنا

حر قَلبي عليه من مفقود

ساورته عين الحسود فاردته

صريعا عمى لعين الحسود

لست ارضى سوى الجوانح قبرا

لك يا خير من ثوى في اللحود

وَلَقَد عز ان تقطع ايديك

جهارا من بعد حز الوَريد

سلخوا جلده فما ظل قوم

حَرموا في القديم طعم الجلود

اكلوا لحمه وكان شواء

لاعدت آكليه ذات الوقود

كسروا عظمه الا ان قوما

كسروه قلوبهم من حديد

قطعوا صلبه الا ان قوما

قطعوه اقسى من الجلمود

فلقوا رأسه فبعدا لقوم

فلقوا ام رأسه بعمود

ضيعوا عهده وقد حفظته

حرة من بَني الاماجد صيد

حفظت عهده وان كثيرا

من رجال تنسى قديم العهود

لم تزل تدريه حيا وميتا

شيمة ليس بعدها من مَزيد

عكس الامر للجميل نساء

وَرجال لقصمة وَثَريد

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيها الظبي كنت غير بعيد

قصيدة أيها الظبي كنت غير بعيد لـ ديوان الشيخ محسن الخضري وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن ديوان الشيخ محسن الخضري

ديوان الشيخ محسن الخضري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي