أيها الكاسف أقمار السما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيها الكاسف أقمار السما لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

اقتباس من قصيدة أيها الكاسف أقمار السما لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

أَيُّها الكاسِفُ أَقمارَ السّما

وَهوَ شَمسٌ في الضُّحى والغلَسِ

في ثُريّا الحُسنِ كَالبَدرِ سَما

فَمَحا ضَوءَ الجَواري الكُنّسِ

خَدُّهُ الجنّةُ تَزهو بِالوُرودْ

حَرَّكَت رَيحانَها كَفُّ النّسيم

وَهوَ نارٌ لَيت لي فيها الخُلودْ

لا أَرى فيها سِواها مِن نَعيم

كُلُّ مَنْ عُذِّبَ عَنها بِالصّدود

حالُهُ أَسوَأُ مِن أَهلِ الجَحيم

لا تَلُمْهُ لَو بَكى الدّهرَ دَما

ضَائِعُ العَقلِ خَفوقُ النفَسِ

فَصدودُ الصبِّ نارٌ فَاِعلَما

لا تَقِسْ فيها لَظى لا تقسِ

طَرفُه بِالسّحرِ يوحي مُنذرا

وَشَقيقُ الخدِّ نعمانُ الكَمالْ

خالُهُ المِسكُ تَسمّى عَنبرا

عِندَ رَيحانٍ هما شَمس الجَمال

ثَغرُهُ الباسِمُ يَحوي جَوهَرا

وَرُضاباً مِن سُلافٍ وَزُلال

يَخطِفُ العَقلَ إِذا ما بَسما

بَرقُهُ الماحي ظَلامَ الحِنْدسِ

إِنْ تَبَدّى مِنهُ شقَّ المَبسما

كهِلالين شديدَيْ قبسِ

أَزهَرُ الجبهَةِ وَالشّمس الجَبينْ

أَبيَضُ الغُرَّةِ تزري بِالصّباحْ

شَنْفُهُ مِثل الثّريّا إِذ تبين

تَحتَها النّحرُ كَمِثلِ الصّبحِ لاحْ

قَدُّه الغُصنُ اِعتِدالاً ثمّ لين

كُلّما قَد ماسَ أَزرى بِالرّماحْ

قَسَماً بِالحُسنِ مِنهُ قَسما

وَجَمالٌ هُوَ فيه مُكتسي

إِنَّ وَجدي بِمُحيّاهُ نَما

كَهُيامي بِالعِذارِ السّندُسي

كامِلُ الأَوصافِ حاوي الهَيَفِ

خُصَّ بِالحُسْنِ تَعالَى مَنْ حَباهْ

أَشيَبُ الثَّغرِ وَعَذبُ المرشفِ

قَد جَرى في ثَغرِهِ ماءُ الحَياهْ

فاتِرُ الأجفانِ ذاتُ الوَطفِ

وَهيَ لِلنبلِ لَمِن أَقوى الرّماه

كَم أَصابَت وَأَبادَت مُغرَما

مِثلُهُ الآسادُ لَم تَفتَرِسِ

يا أُهَيْلَ العِشقِ في هَذا الحِمى

أَكَذا فِعلُ عُيونِ النّرجسِ

يا لَقَومي في هَوى الظّبيِ الأغَنْ

مَن تَجنّيهِ عَلى المُضْنى الكَئيبْ

أَعَجيبٌ لِمِثالي أَن يُجَنْ

في هَواهُ وَهوَ في الحُسْنِ غَريب

ما رَآهُ ناسٌِ إِلّا اِفتَتنْ

وَاِعتَراهُ في الهَوى أَمرٌ عَجيبْ

مِن نُحولٍ وَجُنونٍ أَحكما

وَعمَى مَع صَممٍ في خَرسِ

وَجَوىً ما اِزدادَ إِلّا أعدما

وَبِهِ آلٌ لِنَحوِ الفطسِ

كَيفَ حالي حينَما عنّي اِحتَجَبْ

كَيفَ أَسلو كَيفَ عَنهُ أَصبرُ

يا لَقومي هَل لِهَجري مِن سَبَب

أَخبِروا بِاللَّهِ عنهُ أَخبروا

إِنْ أَعِشْ مَع هَجرِهِ حالي عَجَبْ

وَهوَ مِمّا قَد يُحيلُ البشرُ

خَبِّروهُ لو وِصالي حَرَّما

أَنَّني مِن وَصْلِهِ لَم أَيْأَسِ

وَبِهِ راضٍ كَما قَد حَكَما

لَستُ في ذَلِكَ بِالمُبتَئِسِ

آهِ مِن لاحٍ لَحاني وَعَزل

بِمَلامٍ دونَهُ حدُّ الحُسامْ

في غَريبٍ ونَسيبٍ وَغَزَلْ

في غَزالٍ في هَواهُ القَلبُ هامْ

وَمَديحٍ لا يُدانيهِ خَلَل

مِن بَديعِ النّظمِ في حُسنِ اِنتِظام

مِن لَآلي الحمدِ عِقداً نَظما

بَهجَة الأعيُنِ ثمَّ الأنفُسِ

في مَزايا مَن لَهُ المَجدُ اِنتَمى

وَبِهِ أَضحى أشمَّ المِعطَسِ

قَمَرُ العَلياءِ مِن أَوجِ السّعودْ

في ثريّا العزِّ فَوقَ الشَّرفِ

مَنْ بِهِ أَصبَحَ إِشراقُ الوُجودْ

وَهوَ بَدرٌ لَيسَ بِالمُنخَسِفِ

مِن ذُرى الفَخرِ عَلى رَغمِ الحَسود

في كَمالٍ طالِعٍ لا يَختَفي

جاعِلاً رَأسَ المَعالي سُلّماً

يَرتَقيهِ لَيسَ بِالمُنتَكِسِ

صاعِداً في فَرحٍ مُبتَسِماً

وَطَليقاً وَجهُهُ لَم يعبِسِ

الشَّريفُ الأصل جَدّاً وَأبا

الكَريم النَّفس في كُلِّ كَمالْ

النّقي النّاس طرّاً حَسَبا

الحَميدُ الصيتِ في كلّ الخِصال

الرّفيعُ الشّأنِ فيما اِكتَسَبا

مِن وَقارٍ لا يُضاهَى وَجَمال

هَكَذا الفَخرُ الَّذي في الكُرَما

مِن جَليلٍ وَشَريفٍ كَيِّسِ

وَهوَ أَمرٌ فيهِ رَبّي أَنعَما

لَم يَطُلْه طائِلٌ عَن هَوَسِ

يا رَعاهُ اللَّهُ مِن شَهمٍ وَجيهْ

وَأَريبٍ في البَرايا أَلْمعي

وَنَبيلٍ مُتَسامٍ وَنَبيه

وَهُمامٍ وَأَديبٍ لَوذَعي

حُقَّ لِلآدابِ فيهِ أَن تَتيه

حَيثُما في مِثلِهِ لَم يسمع

أَمُحالٌ مِثلُه أَن يعدما

أَيراهُ جاهِلٌ في الأنسي

إِذ نَظيرُ الشّمسِ حَقّاً عَدما

هَل تَرى مَثلاً لَها في الخنسِ

مُهجَةُ الآدابِ روحُ الحِكَمِ

أَحنَفُ الحِلم وَقسُّ الكلِمِ

وَإِياسُ الرّأي بَينَ الأُمَمِ

آصِفُ العَزمِ عَليُّ الهممِ

عَنترُ الهَيجاءِ أَجرا ضَيغَمِ

حَاتمُ الجودِ وَمَعنُ الكَرَمِ

مُخجِلٌ في راحَتَيهِ الدِّيَما

وَبِما يَبذُلهُ البحرُ نُسي

كَم بِهِ في كَثرةٍ قَد عمّما

لا تَرى شَخصاً سِوى مُنغَمِسِ

أَيّها النَّدْبُ الفَخيمُ الأمجدُ

يا حميدَ الذاتِ في كلّ الصّفاتْ

أَنتَ وَاللَّهِ عَلَينا السيّدُ

مَنْ لَهُ كلُّ المَعالي خادِمات

فَلَكمْ فيكَ تَسامَى السؤددُ

وَحَماكَ اللَّهُ مِن كلِّ الجِهات

هاكَ عِقْداً مثلَه لَم أَنظما

وَهوَ كَالدّرِّ الثّمينِ الأنفسِ

رقَّ مَعنىً وَأَتى مُنسَجِما

مِن بَديعٍ في الكَلامِ السلسِ

صُغتُهُ في مَدحِكَ الحالي الرّقيقْ

فَأَتى تَحتارُ فيه الفِكَرُ

وَغَدا في حُسنِهِ السّامي الرّشيق

دُرَّةً تَنحَطُّ عَنها الدُّررُ

وَحَلا لَفظاً فَأَزرى بِالرّحيق

وَبِهذا صحَّ عنهُ الخَبرُ

وَبِهِ مَدحُك كانَ المَغنَما

لَيتَني آتٍ بِعشرِ الخُمُسِ

لَيسَ لي هَذا وَإِنّي في الحِمى

عاجِزٌ عَن عُشْر ثُمْنِ السدُسِ

دُمتَ في عِزٍّ وَمَجدٍ وَسُرورْ

طَيِّبَ العَيشِ طَويلَ الأجلِ

وَصَفاءٍ وَسُعودٍ وحُبور

وَهَناءٍ فَوقَ ما في الأَمَلِ

وَلِسانُ الكَونِ مُثْنٍ وَشَكور

لَك يا اِبنَ الأَكرَمينَ الكُمَّلِ

ما نَسيمٌ سَحَراً قَد نَسما

وَتَغطَّت مُقلةٌ بالنعَسِ

ما بِمَدحٍ قَد تَحلَّى النظم ما

قَد تَحلَّت شفَةٌ باللّعَسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيها الكاسف أقمار السما

قصيدة أيها الكاسف أقمار السما لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله وعدد أبياتها مائة و أربعة عشر.

عن المفتي عبد اللطيف فتح الله

المفتي عبد اللطيف فتح الله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي