أيها النائح المبكر مهلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيها النائح المبكر مهلا لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة أيها النائح المبكر مهلا لـ إبراهيم اليازجي

أَيُّها النَّائحُ المبكِّرُ مَهلاً

جاوزَ الأَمرُ دَمعَكَ المُستَهِلاّ

شَقَّ مِن قَبلِنا الوَرى كُلّ قَلبٍ

وَلَقَد كانَ لَو شَفى سَهلا

إِنَّما نَحنُ ثاكِلٌ وَصَريعٌ

ذاكَ يَشقَى وَذاكَ في التُربِ يَبلى

لَيسَ أَرضٌ لَم يَسقِها صَوب دَمعٍ

أَو سَماءٌ لَم يُشْجِها نَوحُ ثَكلى

نَشرَ البَينَ في البَرايا لِواءٌ

فَوقَ هاماتِنا دَنا فَتَدَلَّى

كُلُّ نَفسٍ في دَهرِها رَهنُ يَومٍ

يَترُكُ الدَهرَ بِالَّذي فيهِ بُطلا

وَيل هَذي القُلوبِ كَم تَتَلقَّى

جَمَراتٍ بِلَوعَةِ البين تُصلى

نَحسَب المَوتَ ظالِماً وَلَعَمري

يُحسبُ الظُلمُ في الوِلادة قَبلا

ما بِماءٍ في حَوضِهِ وَتُرابٌ

أَثَرٌ صَحَّ دَهرٌ أَم أُعِلاَّ

شَغَلتَني الحَياةُ عَنها بِما فيها

ها مِنَ الغَمّ وَاِستَوى ليَ شُغلا

وَذَوَت نُضرَتي بِماءِ جُفونٍ

كُلَّما سالَ زادَ جِسميَ مَحلا

دون شَكواي ما يَجلُّ عَن الشَك

وَى وَما عَنهُ ضاقَ صَبري وَمَلّا

وَلَعَمري كَيفَ الرِّثاءُ وَعِندي

ما يَذودُ الرِثاءَ عَنيَ ذَهلا

ضاقَ بي مَذهَبُ الكَلامِ وَنَفسي

مِن مَجال الكَلام أَضيقُ سُبلا

وَعَصاني نَظْمُ القَريضِ فَأَمسى

كُلُّ بَحرٍ وَرَدتَهُ مِنهُ ضَحْلا

يا سَقى اللَهُ مِن بُطونِ الغَوادي

مَضجَعاً فيهِ ذَلِكَ البَدرُ حَلا

قَد تَوارى في جانِبَيهِ فَكادَ النْ

نجمُ يَهوي في إِثرِهِ حينَ وَلَّى

طالَ فيهِ النُّواحُ مِن كُلِّ باكٍ

لِمُصابٍ بِالوَيل حَلَّ فَجلاَّ

يَقطرُ الدَمعُ في المَحاجِرِ ماءً

فَإِذا اِنهَلَّ صارَ في الخَدِّ نَبلا

حسرَةٌ في القُلوبِ مِنهُ تَليها

وَحشَةٌ في العُيونِ لا تَتَجلَّى

كانَ رُكناً لِمَعشَرٍ فيهِ ثَلّت

ذِروَةَ العِزِّ مِنهُم حينَ ثَلَّا

وَحُساماً في النائِباتِ بَراهُ

سَيفُ حُكمٍ مِن جانبٍ العَرشٍ سَلاَّ

إِن طَرْفاً بَكى عَلى هِبةِ اللَا

هِ حَرٍ بِالدِّماء يُسفَحن بَذلا

وَإِذا جادَتِ الصُدورُ عَلَيهِ

بِقُلوبٍ فَقَد وَهَبنَ الأَقلاَّ

طَوَتِ الأَرضُ مِنهُ أَكرَم ذاتٍ

طَهُرتْ في الكِرامِ فَرعاً وَأَصلا

وَحَوَت مِنهُ في الفَضائلِ رَوضاً

قَد سَقَتهُ سَحائبُ الحِلم وَبلا

أَحزمَ البارعينَ عَقداً وَحَلاًّ

وَأَجَلُّ الكِرامٍ وَصفاً وَحَملا

دَأبُهُ النَفعُ للِبرايا فَإِن لَم

يَكُ يَوماً فَدفْعُ ضُرٍّ تَولَّى

لَم يَزَلْ صافي الفُؤادِ نَقيّاً

لَم تَصلْ عِندَهُ الخَبائثُ حَبلا

سالمُ العِرضِ عَفّ قَلباً وَعَيناً

طاهرُ النَفسِ برَّ قَولاً وَفِعلا

أَيُّها القَبرُ قُم بِحَقِّ نَزيلٍ

بِكَ ما زالَ لِلكَرامةِ أَهلا

قَد عَرَفناكَ خَيرَ تُربٍ فَهَل تَعْ

رِفُ فَضلاً في جانِبَيكَ وَنُبلا

ظَلَّ قَطرُ الغَمامِ فوقَكَ يَجري

وَعَلى مَن بِكَ المَراحمُ تُتلى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيها النائح المبكر مهلا

قصيدة أيها النائح المبكر مهلا لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي