إذا السحاب حداه البرق مجنونا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا السحاب حداه البرق مجنونا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة إذا السحاب حداه البرق مجنونا لـ السري الرفاء

إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُونا

وحَثَّ منه وَميضُ البرقِ شُؤْبُوبا

وحنَّ حتى أجابَ النَّبْتُ حَنَّتَه

كأنه مذكِرٌ أشجانَها النِّيبا

وحمَّلَ الريحَ حِمْلاً لا كِفاءَ له

يُعيدُ مَنكبَه بالثِّقْلِ مَنكوبا

وسارَ جَحفلُه في الجوِّ وانتشرَتْ

أعلامُه فحبَاها البرقُ تَذهيبا

وخِيلَ بينَ ضِرامٍ ساطعٍ وَحَيَاً

أبو الفوارسِ مَرجُوّاً ومَرهوبا

فجاد حَيّاً أُرَوِّي في زيارتهِم

خوفاً وظّناً أوَرِّي عنه تغييبا

وإن حَمى البينُ عَذْبَاً من مواردِه

إلا خيالاً يَزيدُ القلبَ تَعذيبا

وربَّما جَنَّبتْ ريحُ الجنوبِ حَيَاً

رَدَّ الجَوى فيه حتى عادَ مَربوبا

وشبَّ لي في سوادِ الليل بارقُه

فخِلْتُه في سوادِ القَلبِ مَشبوبا

أقولُ والرّيحُ تَثْني من أعنَّتِه

على الثَّنيَّةِ هَلاَّ رُحْتَ مَسلوبا

أرضٌ إذا نُسِجَتْ فيها مَطارِفُها

زادَتْ لطيبِ الثَّرى أطرافُها طِيبا

لا تستغيثُ إلى الأنواءِ تُربتُها

إذا استغاثَ إليها التَّرْبُ مَكروبا

دَساكِرٌ ورياضٌ حينَ ساعدَني

دِينُ البَطالَةِ كانت لي محاريبا

وما تَنَمَّرَ جِلبابُ الغَمامِ بِها

إلا كسا الرَّوْضَ من نَهرٍ جَلابيبا

كأنما الغيثُ مُرفَضّاً بعَقوتِها

نُعْمى الأمير إذا رفضَّتْ شآبيبا

الواهبِ النْفسِ للأرماحِ في نَشَبٍ

يُعيدُهُ في طلابِ الحَمْدِ مَوهوبا

بينا تراه وأسلابُ الملوكِ له

رأيْتَه بسِجالِ العُرفِ مَسلوبا

كالغيثِ يَبسِمُ للرُّوَّادِ بارِقُه

وربّما عادَ في الأعداءِ أُلهُوبا

أقامَ للرِّفدِ سُوقاً من مَكارِمِه

يُضحي الثَّناءِ إليها الدَّهرَ مَجلوبا

ودَرَّتِ الجُودَ وَعْداً صادقاً يَدُه

وكان ظَنّاً على الأيامِ مَكذوبا

حِلمٌ ومَكرُمَةٌ ما دارَ بينَهما

إلا أراكَ هِضابا أو أهاضيبا

يُقابلُ الخَصْمُ منه مَنْطِقاً ذَرِباً

والقِرْنُ أزرقَ ماضي الحدِّ مَذْرُوبا

أَغَرُّ لا تَخْضِبُ الصَّهباءُ راحتَه

حتى يَرُدَّ القَنا رَيَّانَ مَخضوبا

أقولُ للمُبتغي إدراكَ سُؤددِهِ

خَفِّضْ عليكَ فليسَ النجمُ مطلوبا

إنْ تسألِ السِّلمَ تَسْلَمْ من صَوارِمِه

أو تُؤثِرِ الحربَ تَرجِعْ عنه مَحروبا

كم من جَبينٍ أنارَ السيفُ صفحتَه

فعادَ طرْساً بحدِّ السَّيفِ مَكتوبا

وكم له في الوغى من طَعنةٍ قَتلتْ

عِداه أو نَثرت رُمحاً أنا بيبا

قومٌ إذا جَرَّدوا البيضَ الرِّقاقَ حَوْوا

جُردَ الصَّواهلِ والبِيضَ الرَّعابيبا

بَادون للعِز يَبدو ضَوءُ نارِهمُ

لَيلاً إذا باتَ ضَوءُ البرقِ مَحجوبا

يُعِدُّ من تَغِلبَ صِيداً غَطارِفةً

أضحى مُغالِبُهُم في الحربِ مَغلوبا

أرسَوا قِبَابَهمُ في البرِّ واتَّخذوا

سُوراً عليه من الأرماحِ مَضروبا

إليكَ وافَتْ بنا الآمالُ مُهدِيةً

دُرّاً إلى لُجَجِ الأفكارِ مَنسوبا

من كلِّ مخدومةِ الألفاظِ خادمةٍ

على نَفاسَتِها الغُرَّ المَناجيبا

وكم لأفكارِنا من سِلْكِ قافيةٍ

أصابَ دُرَّ مَساعٍ منك مَثقوبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا السحاب حداه البرق مجنونا

قصيدة إذا السحاب حداه البرق مجنونا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي