إذا جاءت الأرسال من عند مرسل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا جاءت الأرسال من عند مرسل لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة إذا جاءت الأرسال من عند مرسل لـ محي الدين بن عربي

إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ

إلى كلِّ ذي قلبٍ بوحيٍ مُنزَلِ

علمتُ به ما لم أكن قد علمته

وعللته بي وهو خيرُ معلل

فلولا وجودي لم يكن ثَم نازلٌ

كما أنه بي كان عينُ التنزُّلِ

وقد علمتْ أسماؤه أنّ ذاتنا

بعلمٍ صحيحٍ أنها خيرُ منزل

تخيلتُ أني سامعٌ وحيَ قولِه

فشاهدتُ من أوحى السميع لمقولي

فقلت أنا عين المقولِ فقال لي

تأمل فليس المقولُ عني بمعزِل

فثبت عندي أنه القول مثلما

هو السمع فالأمران منه له ولي

وإني وإنْ كنتُ المبلغَ وحيه

إلى كل ذي سمعٍ فلستُ عرسل

ولكنني في رتبةِ القومِ وارث

بحال وعقدٍ ثم قولٌ مفصّل

وقل تابع إن شئت فالقولُ واحد

ولا تبتدع قولاً فلستُ بأفضل

به ختم الله الشرائعَ فاعلمن

ولا تعملن يا صاح في غير معمل

وما انقطع الوحي المنزلُ بعدَه

ولكن بغير الشرعِ فاعلمه واعمل

تصرَّفتِ الأرواح بيني وبينه

بشرقٍ وغربٍ في جنوبٍ وشمأل

وما أنا ممن قيَّد الحب قلبَه

بليلي ولبنى أو دخولٍ ومأسلِ

ألا إنَّ حبي مطلق الكونِ ظاهرٌ

بصورةِ مَنْ يهواه منه تخيلي

وما لي منه ما أقيده به

سوى ما شهدنا منه عند التمثل

كمريم إذ جاء البشير ممثلاً

على صورةٍ مشهودةٍ في التبعل

فألقى إليها الروح روحاً مقدّساً

يُسمى بعيسى خيرِ عبدٍ ومُرسَل

فلم أدر هل بالذاتِ كان وجودُ ما

رأيت بها أو كان عند تأمل

أنا واقف فيه إلى الآن لم أقل

بما هو إلا أنْ يقولَ فينجلي

وقلت له لا بدّ إن كنت قاطعاً

وجودي على التحقيقِ منك فأجمل

فإني ورب البيتِ لستُ من الذي

إذا قال قولاً كان فيه بمؤتل

كمثلِ ابنِ حَجرٍ حين قال بجهله

لمحبوبةٍ كانت له عند حوملِ

وإنْ كنتِ قد ساءتكِ مني خليقةٌ

فسُلِّي ثيابي من ثيابِكِ تنسلِ

وهيهاتِ كيف السل والثوبُ واحدٌ

فممن وعيني ليس غير مؤمل

بذلتُ له جهدي على القربِ والنوى

وكانت حياتي بالمنى والتعلل

وهذا مُحالٌ أنْ يكون فإنني

حقيقة من أهواه من غير فيصل

توليت عنهم حين قالوا بأنهم

سواي فما أعطيتهم في تململي

أغرّك إقبالي بصورة مُعرضٍ

كذلك إعراضي بصورةِ مُقبل

فمكري كمر الله إنْ كنت عالماً

فمهما تشا فأمر فؤادي يفعل

أبيتُ لعز أنت فيه محقق

على كلِّ عقدٍ كان إلا تذللي

فو الله ما عزي سوى عين ذلتي

فإن شئتَ فاعلم ذاك أو شئت فاجهلِ

و و الله ما عزي سوى ذلتي التي

يكون لها فضلٌ لكلِّ موصل

كذا قال بسطامينا في شهوده

بعلمٍ صحيحٍ ما به من تحيُّل

فإنْ وصالي ليس لي بحقيقة

وإنَّ فصالي حاكم بالتوسُّل

فما لي من وصلٍ سوى ما ذكرتُه

ففقري وذلِّي فيه عينُ التوصُّل

دليلي على ما قلت في ذاك أنني

إذا جئتُ أسكنُ قيل لي قم ترحل

وما هي إلا من شؤونك رحلتي

وما الشانُ الأغلى قدر بمرجل

فأسفله أعلاه والعلو سافلُ

فقل ما تشاء واحمله في كلِّ محملِ

يسع حمله فالحالُ حالي وإنه

بريء فلا تعدل به غيرَ معدل

ونزِّه وجودَ الحقِّ عن كل حادثٍ

فإن وجودَ الحق كوني فضلل

فما علمنا بالله إلا تحيرٌ

كذا جاءنا في محكم الذكرِ واسأل

فكن عبدَ قنٍّ لا تكن عبدَ نعمةٍ

وإنْ هو ولاّك الأمورَ فلا تل

فما ثَم إلا العرضُ ما ثم فيصَلٌ

فقد أغلقَ البابُ الذي كان للولي

أراح به الأتباعَ أتباعَ رُسْله

فكم بين معلولٍ وبين معللِ

فما العلةُ الأولى سوى العلةِ التي

هي القمر العالي على كل معتلي

أنا أكرم الأسلافِ في كل مشهدٍ

أعين فيه من مُعمٍّ ومُخولِ

فوالدنا من قد علمتم وجودَه

ولم تعملوا ما هو لمنصبه العلي

وأميِّ التي ما زلتُ أذكرها لكم

من النفس العالي النزيه المكمل

بهم كنت في أهل الولاية خاتماً

فكلُّ وليّ جاء من بعدنا يلي

فيحصل فيه نائباً عن ولايتي

بذا قال أهل الكشف عن خير مرسل

كعيسى رسول الله بعد محمد

فأنزله الرحمنْ منزلةَ الولي

فيحكم فينا من شريعةِ أحمد

ويتبعه في كلِّ حكمٍ مُنزلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا جاءت الأرسال من عند مرسل

قصيدة إذا جاءت الأرسال من عند مرسل لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي