إذا دارت الأقداح رجسا عليهم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا دارت الأقداح رجسا عليهم لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة إذا دارت الأقداح رجسا عليهم لـ محمد توفيق علي

إِذا دارَتِ الأَقداحُ رِجساً عَلَيهِمُ

فَما أَنا مِنهُم يَبرَأُ اللَهُ مِنهُمُ

فَصَفِّق أَباريقَ الغمام وَهاتِها

زلالاً فَنَفسي أَوشَكَت تَتَضَرَّمُ

إِذا رَقرَقَت في الكوبِ أَلفَيتَ فِضَّةً

تَدَفَّق أَو ذَوباً مِنَ الدُرِّ يُسجَمُ

يُقَطِّرُها الدَنُّ الحَلالُ كَأَنَّما

تَتابُعُها عِقدٌ مِنَ الدُرِّ يُنظَمُ

يَرِنُّ رَنينَ العَودِ في كُلِّ قَطرَةٍ

كَأَنَّ قِياناً تَحتَهُ تَتَرَنَّمُ

فَيا ماءُ سِرُّ الحُسنِ أَنتَ وَمَنشَأُ ال

جَمالِ وَنورُ الدَهرِ وَالدَهرُ مُظلِمُ

وَأَنتَ حَمَلتَ العَرشَ وَاللَهُ فَوقَهُ

وَلَم تَكُ أَفلاكٌ وَلَم تَكُ أَنجُمُ

وَشَتّانَ بَينَ الماءِ وَالخَمرِ في فَمٍ

وَلَكِنَّ ذا حِلٌّ وَهَذا مُحَرَّمُ

مَضى الحَقُّ إِلّا ساعَةَ المَوتِ إِنَّها

سَتَنقُضُ ما يَبني الضَلال وَتَهدِمُ

فَمَن شاءَ أَن يَلقى جَهَنَّمَ قَبلَ أَن

يَموتَ فَفي حانِ المُدامِ جَهَنَّمُ

تُجاذِبُ روحَ الشارِبينَ بِنَشوَةٍ

تَبيتُ لَها أَحشاؤُهُم تَتَصَرَّمُ

وَمَن خافَ نابَ الأُفعُوانِ وَسُمَّهُ

فَفي كَأسِها نابٌ خَفِيٌّ مُسمَّمُ

يُمَزِّقُ أَستارَ النُفوسِ لُعابُهُ

وَيلطِمُ أَنيابَ النَدامى فَيَهتمُ

مَنابِعُ أَدواءٍ مَوارِدُ مِحنَةٍ

تطولُ بِها البَلوى وَيَشقى بِها الفَمُ

وَطابَ لِأَصحابي مِنَ الخَمرِ نَتنُها

وَأَوهَمَهُم شَيطانُها فَتَوَهَّموا

يَقولونَ شُربَ الخَمرِ باتَ فَريضَةً

عَلَينا فَلَسنا إِن تَرَكناهُ نهضِمُ

فَهَل لا تَرى أَنَّا نَموتُ بِتَركِها

فَقُلتُ لَهُم موتوا فَلا خَيرَ فيكُمُ

أَلَم يَكفِكُم وَرداً كُؤوسٌ مِزاجُها

مِنَ الذُلِّ وَالحِرمانِ صابٌ وَعَلقَمُ

وَتَضييعُكُم عِزَّ البِلادِ وَهَدمُكُم

بِناءً خَليقاً أَنَّهُ لا يُهَدَّمُ

أَقامَتهُ أَطرافُ العَوالي وَصانَهُ

قُروناً عَلى الدُنيا الوَشيجُ المُقَوَّمُ

إِذا مالَت الدُنيا بِهِ قامَ رُكنُهُ

يُناطِح رَوقَ النَجمِ وَالدَهرُ مُرغَمُ

أَلا أَبلِغوا أَهرامَ مِصرَ تَوَجُّعي

وَإِن تَكُ لا تَرثي وَلا تَتَرَحَّمُ

وَإِن جُزتُمُ بِالبَدرشينِ فَعَرِّجوا

هُديتُم عَلى تِلكَ الطَّلولِ وَسَلِّموا

وَعوجوا عَلى الفُسطاطِ تَقضوا حُقوقَهُ

وَقولوا لِعمرٍو قُم أَنَشقى وَتَنعَمُ

أَتَعوي ذِئابٌ في عرينٍ تَحلُّهُ

رُفاتُكَ كَلا إِن بَأسَك أَعظَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا دارت الأقداح رجسا عليهم

قصيدة إذا دارت الأقداح رجسا عليهم لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي