إذا لم يقرب منك إلا التذلل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا لم يقرب منك إلا التذلل لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة إذا لم يقرب منك إلا التذلل لـ مهيار الديلمي

إذا لم يقرِّبْ منك إلا التذلُّلُ

وعزَّ فؤادٌ فهو للبعد أحملُ

سلوناك لما كنتَ أوّلَ غادرٍ

وما راعنا في الحبِّ أنكَ أوّلُ

إذا أحدُ الحِبَّين كان ممرَّضاً

فأوفى الحبيبين الذي يَتَبدّلُ

وقالت مشيبٌ والجمالُ عدوُّهُ

فقلت خضبناه فأين التجمُّلُ

سوادان لكن مؤنسٌ ومنفِّرٌ

وما منهما إلا يحولُ فينصُلُ

وساترتُها سِنَّ الكمال بِصبغةٍ

رأتها فقالت صِبغةُ الله أفضلُ

وبغَّض خدّاً بالمشيب معنبراً

إليها عِذارٌ بالشبابِ مغلَّلُ

وكان بعيني شُعلةً وهو مظلمٌ

فصار بقلبي ظلمةً وهو مُشْعَلُ

سمحتُ ببذل العيش يا حارِ بعدكم

وكنت بكتمان النصيحة أبخلُ

وبتّ أرى أن الجفاء سَجيّةٌ

لكلّ خليلٍ والوفاءَ تعمُّلُ

وحَرَّم عزُّ الموسويِّ جوانبي

على الضّيم حتى جازها ما يحلِّلُ

أحقُّ بآمالي أخو كرمٍ أرى

بعينِ يقيني عنده ما أؤمِّلُ

ولما أتاح الدهرُ لي من لقائه

بشائرَ عَجلَى بالذي أتأجَّلُ

جلا ليَ وجهاً طالعاً من أُحبُّه

ومدّ يميناً حقُّها ما تُقَبَّلُ

فقلت أمصباحٌ أم الشمس أفتقت

وهذي اليد البيضاءُ أم فاضَ جدولُ

وناشرني ودّاً شككتُ لطيبه

أفغمةُ مسكٍ أم رداءٌ ممندَلُ

أبا القاسم استمتع بها نبويَّةً

تراجَعَ عنها الناسُ فيما توغَّلوا

محاسنُ إن سارت فقد سار كوكبٌ

بذكرك أو طارت فقد طار أجدلُ

تحدَّثَ عنها الناطقون وأصبحتْ

بها العيسُ تُحدَى والسوابقُ تصهَلُ

سما للعلا قومٌ سواك فلم تُنَلْ

سماؤك حتماً إن باعك أطولُ

وأغرى الكمالُ الحاسدين بأهله

قديماً ولكن داءُ شانيك أعضلُ

ألستَ من القوم استخفّت سيوفهم

رقابَ عِداً كانت على الموت تثقُلُ

طلوبين لحَّاقين عُصْمُ يلملمٍ

تَزاورُ عن أرماحهم ثم تنزِلُ

مشت فوق أنماط الملوك جيادُهم

وباتت بأعواد الأسرَّة تُعقَلُ

غلامُكمُ في الجحفل ابنُ عَجاجةٍ

مغيِّمةٍ من دَجْنها الدمُ يهطِلُ

يعانِقُ منه الموتَ عريانَ تحتها

شجاعٌ بغير الصبر لا يتنثَّلُ

وشيخُكُم في المحفِل ابنُ مهابةٍ

يوقَّرُ عزّاً بينكم ويبجَّلُ

غَنيٌّ ببادي رأيه عنه تَلِيِّهِ

صموتٌ كمكفىٍّ قؤولٌ فيفصِلُ

وكهلُكُمُ في فتكه وانبساطه

فتىً وفتاكم في الحجا متكهِّلُ

وأنتم ولاة الدِّين أربابُ حقّهِ

مُبِينُوه في آياته وهو مشكِلُ

مساقطُ وحيِ الله في جُحُراتكم

وبينكُمُ كان الكتاب يُنزَّلُ

يذادُ عن الحوض الشقيُّ ببغضكم

ويورَدُ من أحببتموه فينهَلُ

ختمتم على حرّ الخواطر أنه

لكم ما انتهى فكرٌ وأسمح مِقوَلُ

تؤدَّى فروضُ الشعرِ ما قيل فيكُمُ

وفي الناس إما جازَكم يتنقّلُ

نحمِّسُ من آثاركم وعلاكُمُ

وننسبُ من أحلامكم ونُغزِّلُ

لك الخير ظنّي في اعتلاقك عاذري

فلا تتركنْ يا حُرُّ وعدَك يُعذَلُ

لعمري وبعضُ الرَّيثِ خيرٌ مغبّةً

ولكن حسابُ الناس لي فيك أعجلُ

تشبَّثْ بها أكرومةً فيَّ إنها

كتابٌ يوَفَّى في يديك مسجَّلُ

وصبراً مضى شهر الصيام وغودرت

مغانيه حتى الحولِ تعفو وتعطُلُ

علمتُك حرّاناً عليه وبعضُهم

بفُرقته مستبشرٌ متهلِّلُ

تعفَّفتَ فاليومان عندك واحدٌ

وأحظاهما ما كان بالدِّين يُشغَلُ

تناهت بك الأيام حتى قد اغتدى

مهنِّيك عجزاً من مداهُنَّ ينكُلُ

فوالله ما أدري هل الدهر عارفٌ

بفضلك إلهاماً أم الدهرُ يَغفُلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا لم يقرب منك إلا التذلل

قصيدة إذا لم يقرب منك إلا التذلل لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي