إذا ما أردنا أن ننال الرغائبا
أبيات قصيدة إذا ما أردنا أن ننال الرغائبا لـ الطاهر الحداد

إِذا ما أردنا أن ننال الرغائبا
فليس لنا غير العلوم مطالبا
بها بدد الغرب الضلال وجيشه
وقاد بها نحو الحياة النجائبا
بها ذلل الغرب السَّماءَ لعزمه
وعمر أرجاءَ البحارِ مراكبا
وغاص بقلب الأرض يطلب سرها
وشاد بها ملكاً يشق السَّحائبا
وساد على الدُّنيا وسخر أهلها
عبيدا رأوا فيه عظيماً وغالباً
وما زال في ذا الكون يكشف مضمرا
به ظل في جوف الطبيعة حاجبا
يهب له بالنفس والمال مسرعاً
ولو أنه كان الرَّدى والمعاطبا
هنيئاً لمن نالَ العلومَ بها اِهتَدى
وَتعساً لمن أَهوى بِهِ الجَهل راسِباً
جَهالَتنا يا قوم أَحنَت رُؤوسنا
وَأَهلكَت العقبى وَصبَّت مَصائِبا
سكنا لعيش الغبن طول حَياتِنا
عَلى أَن سَنَلقى في المَماتِ الرَّغائِبا
وَعمدتنا في ذاكَ طبل وَقبة
نؤمل مِنها أَن تصد النَّوائِبا
وَنحيي بِها في كُلِّ عام مَواسِما
وَفي كُلِّ أُسبوع مِنَ الرَّقصِ أَضربا
وَنَرجو بُلوغَ المَجدِ من سعي غَيرِنا
كَأن بلوغ المَجدِ يُعطي مَواهِبا
تَقدمت الأَقوامُ بِالعلم وَاِهتَدوا
لما فيهِ مِن بَأس يرد الكَتائِبا
وَنَحنُ بِأَحكامِ القَضاءِ وَقهرِه
نُريدُ العُلا عَفوا وَنَأبى المَتاعِبا
إِلى اللَّهِ من حال تَلازَمَ ظلنا
وَتلزمنا عارا يهد المَناكِبا
شعرنا بِها مِن بَعد ما اِغتيلَ عزنا
وَأَنشَب باس الغَرب فينا المَخالِبا
وَضاعَ تراث الأَولين وَأَصبحت
مَشارِقنا مِن بَعد صبح مَغارِبا
فَقُمنا عَلى جَهل نعالج أَمرنا
فَشَتت هذا الجَهل منا التَّقاربا
وَحكم فينا الاختِلاف يزيدنا
مِنَ الكربِ هُو لا بادي الشر أحدبا
فهدّا مشاريعاً وحطم منية
وَأَخمَد روحاً كان لَولاهُ دائِبا
وَأَجج حرباً في البِلادِ شَنيعَة
بِها اِزداد حكم الغالِبين تصلبا
هَنيئاً لَهُم قَد أَيد العِلم سَعيهم
وَخَيبنا جَهل حبانا المَثالِبا
فَهُم عمروا بِالعِلمِ كل مَفازَة
وَنَحنُ بِجَهل قد أَضَعنا المَكاسِبا
أَلا نَهضَة يا قوم لِلعِلمِ كلكم
بِبَذل وَأَعمال تزيل العَواقِبا
نجانب فيها الاختلاف الَّذي غدا
لَنا خلقاً نزداد فيهِ تقلبا
فَلَيسَ لَنا في العَيشِ حبة خردل
إِذا لم نذلل بِالثباتِ المَصاعِبا
مَدارِس نبنيها وَنشء نعده
إِلى الغَربِ يَرتادُ العُلوم مَشاربا
فَفيها شفاء مِن جراح عَميقَة
وَفيهِ الهُدى نلقى وَنلقى المَآرِبا
تُريدون مالا أَو تُريدون قوة
وَمَجداً يُضاهي في السَّماء الكَواكِبا
فَلَيسَ لكُم غَير العُلوم تَقودكم
إِلَيها وَتَجتاح الأذى وَالمَصائِبا
بِها مُستَحيل الأَمر يُصبح جائِزا
وَمن دونِها الاثبات يغدو سَوالِبا
وَنَحن إِذا كنا نُريد حَياتنا
فَلَيسَ لَنا غَير العُلوم مَطالِبا
شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا ما أردنا أن ننال الرغائبا
قصيدة إذا ما أردنا أن ننال الرغائبا لـ الطاهر الحداد وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.
عن الطاهر الحداد
طاهر الحداد التونسي. شاعر أديب وباحث إصلاحي من طلائع النهضة الحديثة في تونس، ولد نحو سنة 1899 في حامة قابس بتونس من عائلة متواضعة، التحق بجامع الزيتونة سنة 1911 ألف كتاباً عن العمال في تونس سنة 1927 م سماه (العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية في تونس) حلل فيه الأوضاع الاجتماعية بتونس وأرخ لأكبر حركة اجتماعية وقعت في تونس منذ الاحتلال وواجه رجال الدين والسلطة بموضوعية وجرأة ومن أقواله: (الاسلام ثورة على القديم ونداء للتحرر من تقليد الآباء والأجداد وبعث لحياة التجديد والتوليد ولكن المسلمين هم الذين حولوه بتقديس أسلافهم واحتقار أنفسهم إلى سد يفصل بينهم وبين الحياة) وقد كتب الشعر لخدمة آرائه الإصلاحية وتمجيد الوطن مدح كتبه وشعره كثير من النقاد مثل زين العابدين التونسي وعبد العزيز جعيط.. منها: امرأتنا في الشريعة والقانون، العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية في تونس، خواطر.[١]
تعريف الطاهر الحداد في ويكيبيديا
طاهر بن علي بن بلقاسم الحداد (1317 هـ - 1353 هـ /1899 - 7 ديسمبر 1935) مؤلف ونقابي ومنظر تونسي. الطاهر الحداد، هو من مواليد 4 ديسمبر 1899 وتوفي في 7 ديسمبر 1935 ، هو مفكر، نقابي وسياسي تونسي. وقام بحملة لتطور المجتمع التونسي في مطلع القرن العشرين. ومن المعروف أنه خاض نشاطا من أجل حقوق العمال النقابية التونسية، وتحرير المرأة التونسية ومنع تعدد الزوجات في العالم المسلم. الطاهر الحداد هو صديق للشاعر أبو القاسم الشابي والنقابي محمد علي الحامي.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ الطاهر الحداد - ويكيبيديا