إذا ما انبرت هوج المهارى بمعشر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا ما انبرت هوج المهارى بمعشر لـ داود بن عيسى الأيوبي

اقتباس من قصيدة إذا ما انبرت هوج المهارى بمعشر لـ داود بن عيسى الأيوبي

إذا ما انبرت هوجُ المهارى بمعشرٍ

يُؤمِّمنَ بيت اللَهِ مشياً على القَدم

سَرت بي مَهارى الفكرِ في مهمهِ التُّقى

إلى اللَهِ رَبِّ البيتِ جَرياً على القِمم

يلوحُ لنفسي مشرقاً بيتُ قدسهِ

كما لاحَ ضوءُ الفجرِ في غيهبِ الظُلَم

بنورٍ جلالٍ لم يزل متألقاً

لدى كلِّ سيارٍ اليهِ مِن القِدم

اذا ما أتت ميقاتَ لقياهُ أَحرمت

ملبِّيةً تَستنزِلُ الجودَ والكرم

تُلبِّي بلفظٍ يقرعُ الذّهنَ سُجعُهُ

فينقذُ أَسماعَ العقولِ مِن الصَّمم

ولهَو الذي يَشفي اذا انهلَّ فائِضاً

على لُبِّ ذي الآدابِ من عارضِ البكم

إذا قابلت بابَ المهابةِ سبَّحت

بأسماءِ ذي الطَّولِ الممجَّدِ والعِظم

فتستلمُ الركنَ الذي هو كائنٌ

وما انفك بالعلمِ اليقينِّي مُستلم

وطافت بهِ سبعاً بِخُسَّرِ أَيدِها

محيطَ القُوى عن ذلكَ المنكبِ العَمم

مجرَّدةً طافت بهِ مستكينةً

فأدهشتها اجلالُ ذلكمُ الحَرم

فلما انثنت مِن مروةَ القربِ بالرَّوا

تريدُ الصّفا أصفى لها الموردَ الخِضم

بسبعةِ أشواطٍ أتمَّت بها السُّرى

الى مِلكٍ سيلُ المواهبِ منه جم

وفي عرفاتٍ عرَّفَتها معارفٌ

بأنَّ لها من علمِها طلعةَ العلم

وفي رميها الحصباءُ من جَمراتها

أتت بعدَ خوفِ الخَفيفِ في سَلمِ السّلم

رمت بحصاةِ العالمين تكبُّراً

على كلّ موجودٍ سواهُ وإن أتَم

وأضحت تُضحِّي بالهُدى أينقُ الهوى

تَمنَّى مناها بالتنعُّمِ في النِّعم

وتُخِلقُ عنها كلَّ خُلقٍ يَشِينُها

بشَينٍ فلم تندم هناكَ ولم تدم

تفيضُ جلابيبُ الحِجا بيدِ النُّهى

عليها من الفيضِ المُجلّلِ بالحِكم

وعادت لتطوافِ الزّيارةِ تَرتجي

بهمتّها عُقبى التيمُّنِ بالهِمم

فذاكَ هو الحجُّ الذي هو غايةٌ

لمن لاذَ بالبابِ الإِلهيِّ واعتصم

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا ما انبرت هوج المهارى بمعشر

قصيدة إذا ما انبرت هوج المهارى بمعشر لـ داود بن عيسى الأيوبي وعدد أبياتها واحد و عشرون.

عن داود بن عيسى الأيوبي

داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين. صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر. جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي