إذا ما دجا ليل الحوادث في الدهر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا ما دجا ليل الحوادث في الدهر لـ صالح السويسي القيرواني

اقتباس من قصيدة إذا ما دجا ليل الحوادث في الدهر لـ صالح السويسي القيرواني

إِذا ما دَجا لَيلُ الحَوادثِ في الدَهرِ

فَسُرعان ما يَمحوهُ فَجرٌ مِنَ الصَبرِ

فَلا يَجتَني ثَمرَ السَعادةِ وَالهَنا

بِدون مُقاساةِ الشَدائدِ وَالضُّرِ

تَكوَّن هَذا الجسمُ مِن تربِ أَرضِنا

وَلا بُد لِلفَخّار مِن مَوقدِ الجَمرِ

فَصَبراً فَإِنَّ الخَطبَ صاعٌ مَوزعٌ

عَلى ساكنِ الأَكواخ مَع ساكنِ القَصرِ

إِذا صَبَرَ المَكسورُ عِندَ عِلاجِهِ

فَعاقِبَةُ الأَيّام جَبرٌ إِلى الكَسرِ

وَأَمّا عَدِمتَ الصَبرَ ما أَنت فاعلٌ

أَتَبكي كَما تَبكي العَوانسُ في الخِدرِ

لَئِن يَبِسَت أَرضٌ مِنَ الجَدبِ حقبةٌ

سَتَنعَمُ بَعدَ الجَدبِ مِن وابلِ القَطرِ

لَقَد صِرتَ مِثلَ الطَير في الجَوِّ هائِماً

وَقَد صَدَّهُ عَن مَكرِه ِجارحُ النّسرِ

وَفي الوكرِ أَفراخٌ فَهَل مِن مُدَبِّرٍ

سِوى القاهرِ المَرجوِّ في ساعةِ الضُّرِ

فَنَحنُ كركابٍ بِباخرةِ القَضا

عَلى بَحرِ هَذا الدَهرِ في غَسَقٍ تَجري

إِذا اِستَيقَظ الرُبّانُ نالَت سَلامةٌ

وَأَلقَت مَراسيها عَلى ساحلِ الخَيرِ

فَيا جازِعاً وَالخَوفُ ملءَ فُؤادِهِ

أَهلّا يَزيدث الخَوف في فُسحَةِ العُمرِ

وَيا صابِراً قَد حُزتَ خَيرَ ذَخيرةٍ

تُسَمى لَدى التاريخِ محمدةُ الذكرِ

يَديرون في الدُنيا أُموراً كَثيرةً

بِأَنظمةٍ فاقَت عَن الحَدِّ وَالحَصرِ

وَلَكِنَّ مُديرَ الكَون الله رَبُنا

لَهُ مُنتَهى التَصريفِ في الحكم وَالأَمرِ

سَأَسلُكُ نَهجَ الحَقِّ وَالصَبرِ عامِلاً

بِما جاءَ في القُرآنِ في سورة العَصرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا ما دجا ليل الحوادث في الدهر

قصيدة إذا ما دجا ليل الحوادث في الدهر لـ صالح السويسي القيرواني وعدد أبياتها ستة عشر.

عن صالح السويسي القيرواني

صالح السويسي القيرواني. أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة. وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس. عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية، وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة. له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر) ، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى) ، وغيرها. وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء) ، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي