إذا ما ذكرت الله في غسق الدجى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا ما ذكرت الله في غسق الدجى لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة إذا ما ذكرت الله في غسق الدجى لـ محي الدين بن عربي

إذا ما ذكرت الله في غسق الدجى

دُجى الجسمِ لو عند الصباحِ إذا بدا

صباحُ الذي يحيى به الجسم عندما

هو الروح لكن بالمزاجِ تبلَّدا

فلا يأخذِ الأشياء من غير نفسه

ولكن بآلاتٍ بها سرُّه اهتدى

فأمسى فقيراً بعد أن كان ذا غنى

وأصبح عبداً بعد أن كان سيِّدا

لقد خلته رُوحاً كريماً منزهاً

فأصبح ريحاً عنصرياً مُجسَّدا

وكان جليساً للخضارمةِ العُلى

بمقعد صدقٍ للنفوسِ مؤيدا

لقد كان فيهم ذا وقارٍ وهيبةٍ

فلما ارتدى الجسمَ الترابيّ ألحدا

وأجرى له نهراً من الخمر سائغاً

فلما تحسي شربةً منه عربدا

وكان له فوق السموات مشهدٌ

فلما رأى الأرض الأريضة أخلدا

وكان لما يلقاه بالذاتِ قائلاً

وكان إذا ما جاءه الوحي أسجدا

وقد كان موصوفاً فأصبح واصفاً

كما كان ذا قصدٍ فأصبح مَقصدا

كما كان فيما نال منه موعدا

فأصبح فيما نيل منه موحدا

وفي عالم البعدِ الذي قد رأيته

رأيت له في حضرةِ القربِ مقعدا

ولما تجلّى من تجلى بنعتهم

رأيتهمُ خرّوا بكياً وسجّدا

وأصعقهم وحيٌ من الله جاءهم

فلما أفاقوا قلت ماذا فقال دا

أصابهم في حالِ نشأةِ ذاتهم

ولن يصلحَ العطارُ ما الدهر أفسدا

فقلت وهل ميزتني في رعيلهم

فقال وهل عبدٌ يصير مسوَّدا

جعلتكمُ في أرض كوني خليفةً

وأبلست من ناداك فيها وفندا

وأسجدتُ أملاكي وكانوا أئمة

لرتبتك العليا فأمسيت معبدا

نهيتك عن أمر فقاربته ولم

نجد لك عزماً إذ نرى منك ما بدا

وقمت لكم فيه بعذر مُبين

بوّئت داراً خالداً ومخلدا

كما قال من أغواكمُ غير عالم

بما قاله إذ قال قولاً مسددا

ومار بخسران إلى أصل فلقه

كنوز سراج في ظلام توقَّدا

يضيء لإبصارٍ ويحرقُ ذاته

عن أمر إلهي أتاه فما اعتدى

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا ما ذكرت الله في غسق الدجى

قصيدة إذا ما ذكرت الله في غسق الدجى لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي