إستقبلا الركب في أطلالهم وقفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إستقبلا الركب في أطلالهم وقفا لـ البحتري

اقتباس من قصيدة إستقبلا الركب في أطلالهم وقفا لـ البحتري

إِستَقبِلا الرَكبَ في أَطلالِهِم وَقِفا

وَإِن أَمَحَّ بِلىً مَأثورُها وَعَفا

تَأبى المَنازِلُ أَن آبى الأَسى فَمَتى

أَبلَلتُ مِنهُ سُلُوّاً هِضنَني كَلَفا

يَستَشرِفُ الناسُ إِعوالي وَقَد جَزَعَت

أَحداجُهُم هَضَباتِ الجِزعِ مِن شَرَفا

وَفي الخُدورِ بُدورٌ قَلَّما طَلَعَت

إِلّا تَصَرَّمَ ضَوءُ البَدرِ أَو كُسِفا

مَقسومَةٌ بَينَ أَردافٍ مُبَتَّلَةٍ

تَدعو الهَوى وَخُصورٍ أُرهِفَت هَيَفا

قَد كُنتُ أَشكو تَمادي حُبِّها حَدَثاً

فَالآنَ أَطمَعُ في إِنصافِها نَصَفا

وَلي فُؤادٌ إِذا نَهنَهتُ صَبوَتَهُ

أَبى وَدَمعٌ إِذا كَفكَفتُهُ وَكَفا

أَكادُ مِن كَلَفٍ أُعطي الحَمامَ يَداً

إِذا الحَمامُ عَلى أَغصانِهِ هَتَفا

ماباشَرَ النارَ مَشبوباً تَضَرُّمُها

مَن لَم يُضِف تَحتَ أَحناءِ الحَشا كَلَفا

أَراجِعٌ مِن شَبابي قَيضُ مُبتَذَلٍ

أَنفَقتُهُ في لُباناتِ الهَوى سَرَفا

لِلَّهِ أَيّامُنا ما كانَ أَحسَنَها

لَو أَنَّ دَهراً تَوَلّى ذاهِباً وَقَفا

لا تَكذُبَنَّ فَما الدُنيا بِراجِعَةٍ

مافاتَ مِن لَذَّةِ الدُنيا وَما سَلَفا

لَولا الأَميرُ اِبنُ صَفوانٍ وَأَنعُمُهُ

ما لانَ ما لانَ مِن أَيّامِنا وَصَفا

غَمرٌ يَمُدُّ إِلى العَلياءِ مِنهُ يَداً

تُعطيهِ عادَتُها المَمنوعَ وَالسَعَفا

إِن أَخلَفَ القَطرُ أَو أَكدَت مَخيلَتُهُ

كانَت يَداهُ لَنا مِن صَوبِهِ خَلَفا

ماضي الحُسامِ إِذا حَدَّ الحُسامِ نَبا

ثَبتُ الجَنانِ إِذا قَلبُ الجَبانِ هَفا

رَبُّ العَزائِمِ لَو رادى بِأَصغَرِها

ذَوائِبَ الهَضبِ مِن رَضوى لَقَد رَجَفا

سائِل سُلَيماً بِهِ إِذ ماقَ جاهِلُها

حيناً فَأَدرَكَهُ مَكروهُ ما اِقتَرَفا

مِن حينِهِم أَن غَلَوا بَغياً فَغادَرَهُم

فَرطُ الغُلُوِّ لِأَطرافِ القَنا هَدَفا

أَتَوكَ يُزجيهُمُ لِلحَينِ جاهِلِهُم

مُستَقدِماً بِهِمُ لِلبَغيِ مُزدَلِفا

في كُلِّ يَومٍ صُدورُ السُمرِ مُشرَعَةً

تَمري نَجيعاً عَلى أَعجازِهِم نُطَفا

أَمطَرتَ أَرؤُسَهُم ضَرباً تَرَكتَ بِهِ

مَأثورَةَ السُمرِ مُنآداً وَمُنقَصِفا

يَستَنزِلُ القَونَسَ المَحبوكَ مُنبَتِراً

مِن وَقعِهِ وَيَخوضُ النَثرَةَ الزَعَفا

كَأَنَّ وَقعَ سُيوفِ الهِندِ سابِحَةٍ

في هامِهِم حَشُّ نارٍ تَحتَها سَعَفا

كَم مُقعِصٍ مِنهُمُ تَدمى تَرائِبُهُ

وَلا حِجٍ في وَثاقِ الأَسرِ قَد رَسَفا

أَولى لَهُم لَو بِغَيرِ الطاعَةِ اِعتَصَموا

لَاِستَمطَروا عارِضاً مِن سَطوَةٍ قَصَفا

أَبوكَ أَطفَأَ نارَ الحَربِ إِذ كَشَرَت

شَنعاءَ مَذروبَةً أَنيابُها غَضَفا

عَمَّ الجَزيرَةَ عَدلاً شائِعاً وَنَدىً

غَمراً أَماطا ظَلامَ الظُلمِ فَاِنكَشَفا

فَأَصبَحَت بَعدَ أَن غاضَت بَشاشَتُها

بِعَدلِهِ وَنَداهُ رَوضَةً أُنُفا

لَم يَتَّرِك وَسَطاً مِنها عَلى وَجَلٍ

إِلّا عَلى الأَمنِ مُطوِيّاً وَلا طَرَفا

ياناصِرَ الدينِ كافا اللَهُ سَعيَكَ عَن

مَعاشِرٍ شارَفوا أَن يَنفَدوا تَلَفا

سَلَلتَ دونَ بَني الإِسلامِ سَيفَ وَغىً

أَبرا الجَوانِحَ مِن أَوغامِها وَشَفى

أَطفَأتَ نارَ العِدى عَنهُم وَقَد ذَكُوَت

وَذُدتَ نابَ الرَدى عَنهُم وَقَد صَرَفا

حَتّى إِذا ما الهُدى مالَت دَعائِمُهُ

وَاِستَرجَفَ العَدلُ مِن أَقطارِهِ فَهَفا

دَلَفتَ مُستَنصِراً بِاللَهِ مُنتَصِراً

لِلَّهِ غَيرانَ تَحمي دينَهُ أَنِفا

لَمّا تَراءاكَ في دَيجورِ قَسطَلِهِ

تُزجي مِنَ المَوتِ فيها عارِضاً قَصَفا

وَلّى وَخَيلُكَ تَحتَ اللَيلِ تَنشُدُهُ

مُستَعصِماً بِحِبالِ الرومِ مُعتَسِفا

إِن يَنجُ مُنهَزِماً رَكضاً فَقَد وَطِئَت

مِنهُ الرِماحُ صَليفَي كاهِلٍ وَقَفا

لَئِن أَقَمتَ قَناةَ الدينِ وَاِعتَدَلَت

فَما تَرى أَوَداً فيها وَلا جَنَفا

فَلَم يَزَل مِنكُمُ حِصنٌ يُلاذُ بِهِ

إِذا عَجاجُ الرَدى في فِتيَةٍ عَصَفا

إِلَيكَ أَلقَت نِزارٌ ثِنيَ مِقوَدِها

طَوعاً فَأَصبَحَ مِنها الشَملُ مُؤتَلِفا

لَولا دِفاعُكَ كانَ المُلكُ مُهتَضِماً

وَالشَعبُ مُنفَرِجاً وَالأَمرُ مُختَلِفا

لِلَّهِ أَنتَ رَحى هَيجاءَ مُشعَلَةٍ

إِذا القَنا مِن صُباباتِ الطُلى رَعَفا

لَمّا تَمادَت شَكاةُ الدينِ أَعجَزَهُ

إِلّا بِسَيفِكَ مِن تِلكَ الشَكاةِ شِفا

أَمّا العُفاةُ فَقَد أَلقَوا عَصِيَّهُمُ

حَيثُ العَطايا بِداراً وَالنَدى سَرَفا

رَأَوكَ أَندى الوَرى كَفّاً وَأَمنَعَهُم

كَهفاً وَأَوطَأَهُم لِلمُعتَفي كَنَفا

ما كانَ مِنكَ الفِناءُ الرَحبُ إِذ نَزَلوا

ضَنكَ المَحَلِّ وَلا كانَ النَوالُ لَفا

إِذا الرِجالُ تَعاطَوا ذِكرَ مَكرُمَةٍ

غَمَرتَهُم سُؤدُداً أَو طُلتَهُم شَرَفا

أَمسى بِكَ المُصرَمُ المَحرومُ مُغتَبِطاً

مُعدىً عَلى الدَهرِ وَالمَظلومِ مُنتَصِفا

بِطَولِكَ اِنحازَتِ الأَيّامُ راجِعَةً

عَن ساحَتي وَصُروفُ الدَهرِ مُنصَرَفا

حَسبي بِجودِكَ فَذّاً أَستَعينُ بِهِ

عَلى الخُطوبِ إِذا ما اِعصَوصَبَت وَكَفى

شرح ومعاني كلمات قصيدة إستقبلا الركب في أطلالهم وقفا

قصيدة إستقبلا الركب في أطلالهم وقفا لـ البحتري وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي