إكليل شعر على قبر من النور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إكليل شعر على قبر من النور لـ خالد الفرج

اقتباس من قصيدة إكليل شعر على قبر من النور لـ خالد الفرج

إكليلُ شِعرٍ على قَبرٍ من النور

في القلبِ لا في أديمِ الأرضِ محفورِ

مضمخٌ بعبيرِ الذكرياتِ له

نَشْر يضوعُ بلا مسكٍ وكافور

يضم جُثمانَ فضلٍ لا حدودَ له

باقٍ على صفحاتِ القلبِ مسطور

أبقَى على الدهرِ من قبرٍ له قُبَبٌ

ومن ضريحٍ بصُمِّ الصَّخرِ منقور

في المسجدِ الجامعِ الزاهي بطلعته

ذكراه في كلِّ تهليلٍ وتكبير

في مجلسِ الأربعاء الجمع محتشد

يصغي لأحكامِ آياتٍ وتفسير

في تلكم الطلعةِ الغرا تفيض على

ذاك المحيا صفاتٍ ذات تأثير

وفي ابتسامِته تفترُّ عن فمِهِ

كوالدٍ بابنِه المحبوبِ مسرور

وفي وفي كلّ شيء كان يطرقه

ذكرى نحسُّ بها من غيرِ تذكير

ويا لذاكره في يومِ الوداعِ ضُحَى

إذ الشوارعُ عَصّتْ بالجماهير

كأنهم أشفقوا من طول غيبتهِ

فشيعُوه بتقبيلٍ وتوفير

وللمحبينَ إحساسٌ كأن لهم

علماً من الغيب عنهم غيرَ مستور

من السعادةِ إتيانُ المقاديرِ

كأنها صَدَرت عن فعلِ تخيير

قُدِّسْتَ يا مَن أَتمَّ الواجبات

خيرِ الوجوهِ بتوفيقٍ وتيسير

فَزُرْتَ أجدادكَ الأبرارَ بعد قضا

حجِّ الوداعِ على هَدي وتيسير

واخترتَ مثواكَ في أرضٍ زَكت تُرَبَاً

في الكاطميةِ بين الوُلدِ والحور

مُدثَّراً بالتقي بالفضل مُدَّرعاً

من الأئمة في النجل المشاهير

ويا لِهولِ مصابِ الخطِّ مزدوَجاً

إذ مُتَّ عنها بعيداً غيرَ منظور

يا ماجدَ الاسمِ والأفعالِ كنتَ لها

رَوْحاً وريحانَ أيام الأعاصير

فلَيَتها أَوْدعتْ في الجوفِ فِلْذَتَها

من بعد أفخمِ تشييعٍ وتقدير

بدمعةٍ في تراب الخطِّ ساريةٍ

تَسقْي رُفاتَ عظيمِ القدرِ مشهور

يَشِعُّ منكَ على الأوطان نورُ هدىً

فيه المُبارَكُ من هَدْيٍ وتنوير

كباكرِ الوسمِ غَادَى جذرَ نابتةٍ

خضراءَ قد نَشَرتْ زاهي الأزاهير

تُتْلى على القبرِ آياتٌ مفصلةٌ

وكلُّ ذكرٍ عن الأطهار مأثور

الأربعونَ وهل في الأربعينَ سوى

معنى تعاقب إشراق وتغوير

نوحٌ يولد نوحاً لا انقطاعَ له

مثلُ الفواخت أو صوتُ النواعير

تكاد تنفلقُ الأكبادُ من أَلَم

وما النياحةُ منا غيرُ تعبير

الله يعلمُ أنّ النفسَ عاجزةٌ

عن أن تقاومَ أحكامَ المقادير

ما يصنعٌ العاجزُ المسكينُ في قَدَرٍ

أصاب شمسَ الهدى عمداً بتكوير

لا يقبلُ الفديةَ الكبرى نُقدِّمُها

من النفوس وآلافَ الدنانير

وكيف يقبل نفساً سوف يأخذها

قسراً ومالاً سيفنيه بتبذير

يا يومَها إذ نعى الناعونَ ما جدَها

فأصبح الجمعُ فيها جمعَ تكسير

مثلَ السكارَى حيارَى في أزقِتها

من داخلِ السورِ أو خارجِ السور

هل هزتِ البلَد المنكوبَ زلزلةٌ

ففرَّ سكانُها خوفاً عن الدور

فما هناك سوى باكٍ وباكيةٍ

غَدَوا يَهيمونَ فيها دونَ تفكير

قد لا يصدِّقُني من لا يشاهدُهُم

والشعرُ يعجر عن وصف وتصوير

لولا ابنُ آدمض قاسٍ في مرونته

لما تحمِّلَ عبءَ الحزنِ كالطور

لكنَّ حمْلَ الرزايا ليس أثقلَ مِن

حملِ الأمانةِ في وزنٍ وتقدير

يا آلَ هاشمَ ماذا الدمع إنكم

مطهرونَ متى أحتجتُمْ لتطهير

وهل مصائبُكُمْ لا تنقضي أبداً

وما سواهنَّ يصفو بعد تكدير

لا تخلعونَ سواداً من ثيابكُمُ

إلا على كفنٍ في القبرِ مزرور

أهلَ القطيفِ لقد قُمْتُم بواجبِكُمْ

وكلُّكم بين مبرورٍ ومأجور

حَمَلْتُمُ الصدمةَ العظمى وناءَ بها

مَنْ بالكويت إلى الإحسا إلى صور

في كلِّ منزلةٍ في الخطِّ فاتحةٌ

كأنكم تَغْرِفُونَ الدمعَ من بير

تُتْلَى بها سيرةٌ بيضاءُ ناصعةٌ

تُصَاغُ ما بين منظومٍ ومنثور

شرح ومعاني كلمات قصيدة إكليل شعر على قبر من النور

قصيدة إكليل شعر على قبر من النور لـ خالد الفرج وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن خالد الفرج

خالد الفرج

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي