إلام أناجي قلب حيران واجم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلام أناجي قلب حيران واجم لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة إلام أناجي قلب حيران واجم لـ ابن المقرب العيوني

إِلامَ أُناجي قَلبَ حَيرانَ واجِمِ

وَأَنظُرُ عُودي بَينَ لاحٍ وَعاجِمِ

أُقَضِّي نَهارِي بِالزَفيرِ وَأَنَّةٍ

وَأَقطَعُ لَيلي بِالدُموعِ السَواجِمِ

كَأَنّي لِأَحداثِ اللَيالي رَذِيَّةٌ

أُقيمَت سَبيلاً لِلخُطوبِ الهَواجِمِ

وَفي الأَرضِ لِي مَندُوحَةٌ وَمُراغَمٌ

تقرُّ بِهِ عَيني وَتَحلُو مَطاعِمي

بِحَيثُ يَراني الدَهرُ سَعداً وَأَغتَدي

وَقَد حُذِيَت رِجلايَ مِنهُ بِسالِمِ

وَأَسطُو عَلى أَحداثِهِ مِثلَ ما سَطا

عَلَيَّ فَتَبقى وَاهِياتِ الدَعائِمِ

وَأَجتابُ مِن ظِلِّ الخِلافَةِ وارِفاً

يَقي الضُرَّ فَيناناً وَحَرَّ السَمائِمِ

بِمَغنى أَميرِ المُؤمِنينَ الَّذي غَدا

لَهُ مَنسِمٌ يَعلُو جَميعَ المَخاطِمِ

سَمِيُّ النَبيِّ المُصطَفى وَاِبنُ عَمِّهِ

وَمالِكُ أَعناقِ المُلوكِ الخَضارِمِ

نَماهُ أَبُو الفَضلِ الَّذي لَم تَزَل بِهِ

بَنُو الجَذبِ تُسقى في السِنينِ العَقائِمِ

وَحَلَّ الذُرى مِن شَيبَةِ الحَمدِ وَاِرتَقى

إِلى ضِئضئِ العَلياءِ مِن صُلبِ هاشِمِ

وَأَحيا خِلالاً سَنَّها في زَمانِهِ

قُصَيٌّ أَبو ساداتِها وَالبَراجِمِ

لَيالِيَ يُدعى في قُرَيشٍ مُجَمِّعاً

بِجَمعِ ذَويها في فنونِ المَحارِمِ

إِمامُ هُدىً يَدعُو إِلى اللَهِ مُرشِداً

لِكُلِّ البَرايا عُربِها وَالأَعاجِمِ

بِعَدلٍ وَإِحسانٍ وَنُصحٍ وَرَأفَةٍ

وَزُهدٍ وَبُرهانٍ وَكَفٍّ وَصارِمِ

تَناحَلَهُ آباءُ صِدقٍ تَوارَثُوا

كِرامَ المَساعي عَن جُدُودٍ أَكارِمِ

فَما اِحتَلَّ إِلّا صُلبَ كُلِّ خَلِيفَةٍ

مُحِيطٍ بِأَحكامِ الشَريعَةِ عالِمِ

إِذا العَرَبُ العَرباءُ يَوماً تَفاخَرَت

بِذي العِزِّ مِن ساداتِها وَالقُماقِمِ

وَجاؤُوا بِقَيسٍ وَاِبنِهِ وَبِمَعبَدٍ

وَكَعبٍ وَأَوسٍ وَاِبنِ سَلمى وَحاتِمِ

سَماهُم جَميعاً ثُم لمت بِفَترَةٍ

إِلى جُودِ بَحرٍ مِنكُمُ مُتلاطِمِ

إِذا جُدتُم أَفضَلتُمُ فَبِفَضلِكُم

نَجُودُ فَمِنكُم فَضلُ تِلكَ المَكارِمِ

فَلولاكُمُ لَم يُدعَ فَضلٌ وَجَعفَرٌ

بِجُودٍ وَلا اِنهَلَّت نَدىً كَفُّ قاسِمِ

وَلا عَرَفَ الناسُ اِبنَ سَهلٍ وَلا شَدا

بِمَدحِ اِبنِ وَهبٍ ناظِمٌ بَعدَ ناظِمِ

يَقُولُونَ هُم أَرضٌ وَأَنتُم سَماؤُها

وَأَيمانُكُم فِيها مَكانُ الغَمائِمِ

فَإِن أَنتُمُ أَمطَرتُموها تَحَدَّثَت

وَجادَت وَآتَت أُكلَها كُلَّ طاعِمِ

وَإِن أَنتُمُ أَغفَلتُمُوها تَضاءَلَت

وَلَم يَنتَفِع فيها أُوَامٌ لِحائِمِ

بِكُم يُؤمِنُ اللَهُ البِلادَ وَيُصلِحُ ال

عِبادَ وَيَعفُو عَن ثِقالِ الجَرائِمِ

وَأَنتُم مَصابيحُ الظَلامِ وَقادَةُ ال

أَنامِ وَسَدٌّ لِلبلا المُتفاقِمِ

وَفِيكُم أَقامَ اللَهُ أَعلامَ دِينِهِ

وَلَولاكُمُ كُنّا مَعاً كَالبَهائِمِ

تَخَيَّرَكُم رَبُّ العُلا وَاِصطَفاكُم

وَطَهَّرَكُم مِن كُلِّ ذَمٍّ وَذائِمِ

وَآتاكُمُ فَصلَ الخِطابِ وَمُحكَمَ ال

كِتابِ وَمُلكاً زاهِياً غَيرَ زائِمِ

فَأَوضَحتُمُ سُبلَ الهُدى وَكَشَفتُمُ

عَنِ الحَقِّ أَغشاءَ العَمى المُتراكِمِ

وَقَوَّمتُمُ بِالسَيفِ مَن مالَ خَدُّهُ اِص

عِراراً وَلَم يَشمَخ بِأَنفٍ لِخاصِمِ

فَكَم هامَةٍ لِلكُفرِ راحَت وَهامُها

نِعالاً لِأَيدي خَيلِكُم في المَلاحِمِ

فَقُل لِدُعاةِ الشَرقِ وَالغَربِ أَقصِرُوا

وَكُفّواً وَإِلّا تَقرَعُوا سِنَّ نادِمِ

فَما الحَقُّ إِلّا دَعوَةٌ هاشِميَّةٌ

هِيَ الحَقُّ لا دَعوى غَوِيٍّ وَغاشِمِ

بِها أَصبَحَ الإِسلامُ في كُلِّ مَوطِنٍ

يَنُوءُ بِرُكنٍ مِنهُ عَقد الدَعائِمِ

أَقامَ لَهُ في كُلِّ ثَغرٍ كَتائِباً

تَرى الشِركَ مِن شَدّاتِها في مَآتِمِ

تَبيتُ طَواغِيتُ النِفاقِ لِهَمِّهِ

كَأَنَّ حَشاياها ظُهُورُ الشَياهِمِ

تُقَلِّبُها جَنباً فَجَنباً مَهابَةٌ

ثَوَت وَاِستَقَرَّت بَينَ تِلكَ الحَيازِمِ

فَإِن هَوَّمَت أَهدَت لَها سِنَةُ الكَرى

سَراياهُ تُردي بِالقَنا وَالصَوارِمِ

فَتُزعِجُها حَتّى كَأَن قَد أَصابَها

مِنَ المَسِّ ما لا يُتَّقى بِالتَمائِمِ

فَلَيسَ لَها في نَومِها مِنهُ راحَةٌ

إِذا النَومُ سَلّى الهَمَّ عَن كُلِّ نائِمِ

إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ تَجَشَّمَت

بِيَ البُعدَ هِمّاتُ النُفوسِ الكَرائِمِ

فَكَم مَتنِ ساجٍ تَحتَ ساجٍ قَطَعتُهُ

عَلى ظَهرِ ساجٍ غَيرِ واهِ العَزائِمِ

وَكَم جُبتُ مِن خَرقا تَمُوتُ بِها الظِبا

بِهِمَّةِ مَضّاءٍ عَلى الهَولِ حازِمِ

فَها أَنا قَد أَلقَيتُ رَحليَ عائِذاً

بِنُعماكَ مِن أَيدي الزَمانِ الغَواشِمِ

وَقَد كُنتُ ذا مالٍ حَلالٍ وَثَروَةٍ

يُضاعَفُ إِكرامي وَتُرجى مَكارِمي

فَأَعرانِيَ الوَالي المَشُومُ وَفاتَني

بِما حُزتُهُ مِن ضَيعَةٍ وَدَراهِمِ

فَمالَ عَلى حالي وَمالي وَثَروَتي

مَآلي وَأَصغى لِاِختِلاقِ النَمائِمِ

وَبِتُّ عَزائي السِجنُ في مُدلَهِمَّةٍ

يُجاوِبُني فِيها ثِقالُ الأداهِمِ

وَأَخرَجَني مِن بَعدِ يَأسٍ وَقَد أَتى

عَلى نَشبي أَشكُو إِلى غَيرِ راحِمِ

وَخَلَّفتُ بِالبَحرَينِ أَهلي وَمَنزِلي

رَجاءَ الغِنى مِن سَيبِكَ المُتَراكِمِ

وَطُولُ مُقامي مُتعِبٌ لِي وَجالِبٌ

عَلَيَّ مِنَ الأَدنى أَحَرَّ المَلاوِمِ

فَبورِكتَ مِن مَلكٍ أَقَلُّ هِباتِهِ

تَزيدُ عَلى فَيضِ البُحُورِ الخَضارِمِ

وَعِشتَ عَلى مَرِّ اللَيالي مُخَلَّداً

لِنُصرَةِ مَظلُومٍ وَإِرغامِ ظالِمِ

فَناجَيتُ نَفسي خَالياً حَيثُ لَم أَجِد

مِنَ القَصدِ بُدّاً وَاِستَشَرتُ عَزائِمي

وَمِلتُ إِلى بَعضِ المُلوكِ فَأَجهَشَت

إِلَيَّ وَجاشَت فَوقَ مِلءِ الحَيازِمِ

فَسَكَّنتُها بِالشَدِّ مِنّي بِرحلَةٍ

إِلَيكَ فَأَبدَت ثَغرَ جَذلانَ باسِمِ

وَبَشَّرتُ أَهلي بِالغِنى حَيثُ مَرجِعي

إِلَيهِم عَلى أَنفٍ مِنَ الدَهرِ راغِمِ

فَجِئتُ وَقَد نالُوا السَماءَ وَأَيقَنُوا

بِأَنَّ الغِنى أَضحى كَضَربَةِ لازِمِ

وَلَم أَمتَدِح خَلقاً سِواكَ لِمالِهِ

فَأَحظى بِنَيلٍ أَو بِعَضِّ الأَباهِمِ

وَإِنّي لَأَرجُو مِن أَياديكَ نَفحَةً

عَلى الدَهرِ يَبقى ذِكرُها في المَواسِمِ

أُفيدُ بِها مَجداً وَأكبِتُ حاسِداً

وَأَعلُو بِها هامَ المُلوكِ الغَوانِمِ

وَكَم عاشَ مِثلي في نَداكَ مُؤَمِّلاً

عَظيماً يُرَجّى لِلأُمُورِ العَظائِمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلام أناجي قلب حيران واجم

قصيدة إلام أناجي قلب حيران واجم لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي