إلام التواني عن قيام بواجب
أبيات قصيدة إلام التواني عن قيام بواجب لـ صالح مجدي
إِلام التَواني عَن قِيام بِواجبِ
وَفيمَ الأَماني وَالتَلاهي بِواجبِ
وَحتّام صرفُ العُمر في غَير عائدٍ
عَلى ناجب إِلا بضدّ المَطالب
وَكَيفَ بِما يَرجو يَفوز وَما له
مِن الجدّ ما يَملا بُطونَ الحَقائب
وَأَنَّى بِما في النَفس يَظفر وَالَّذي
بِهِ هام قَبل الآن همة لاعب
أَما كانَ عَن هَذا اِكتِفاء بِمدحة
لِتاج المَعالي وَالمروآت راغب
أَمير إِذا ما باسمه عاذ خائف
غَدا في أَمان مِن صُروف النَوائب
كَميٌّ إِذا ما الدَهر بارز لائِذاً
بِهِ ردّه عَنهُ بصفقة خائب
همام بِسَيف العَدل يَحمل وَحده
عَلى جور دَهر مرهِبٍ بِالكَتائب
فَلم يَنج مِنهُ في الوَقائع باسلٌ
تحنّك مِن عَهد الصِبا بِالتَجارب
رَئيس بَنى لِلمَجد في مَصر كَعبةً
نَطوف بِها ما بَينَ ماشٍ وَراكب
وَشيَّد أَركان السِياسة فَاِغتَدى
جَديراً بِما قَد حازَهُ مِن مَناصب
وَقَد أَحرزت مِنهُ الرِياسةُ بَيننا
مِن الفَخر ما قد زان جيد المَراتب
فَيا صادق الوَعد الَّذي في ذمامه
يَلين لِمَشمولٍ بِهِ كُلُّ جانب
وَيا حاتم الجُود الَّذي جُودُه صفت
مَواردُهُ في كُلِّ وَقتٍ لِشارب
وَيا أَيُّها البر الَّذي عمّ برُّه
جَميعَ البَرايا بِالعَطا وَالمَواهب
وَيا صاحب الحلم الَّذي مِنهُ أَحنفٌ
تعلَّم حَتّى سادَ بَين الأَعارب
وَيا مانح العَفو الَّذي شاعَ ذكرُه
لَدى حاضرٍ يَرويه عَنهُ وَغائب
وَيا مَن جَرَت أَقلامه فَوقَ طُرسه
بِما فيهِ إِذعانُ القَنا وَالقَواضب
وَيا مَن إِذا رامَ المُجيدُ مَديحه
يقصِّر عَن إِحصاء بَعض المَناقب
بِكَ المَدح يَسمو هَذِهِ بِنتُ ساعةٍ
بِها أَنتَ أَولى في جَميع المَذاهب
وَها هِيَ قَد سارَت إِلَيكَ لِعلمِها
بِأَنك لِلحَسناء أَوّلُ خاطب
وَجائزتي أَشياءُ مِنها قبولُها
وَلَو أَنَّها لا شيء بَينَ الكَواعب
وَمِنها رَجائي نسبة سرمدية
لَعلياك تَعلو بي عَلى كُل غالب
وَإِغضاك عَن تَقصير عَبدك في الثَنا
علَيكَ لِعذر لَيسَ عَنكَ بِذاهب
وَما هُوَ إِلّا أَن وَقتك قَد غَدا
لِتَدبير أَمر الخَلق ضَربة لازب
فَلا زلت عَن تَقصير مثليَ مغضياً
وَصَفحُك عَني خالياً عَن شَوائب
وَلا زِلت يا غَوث البَرية ملجأً
وَذخراً لمَلهوفٍ لِجاهِك طالب
وَلا زلت مَشكوراً عَلى صُنعك الَّذي
تَنزَّه في أَوصافه عَن معايب
وَلا زلت تُولي مِن أَياديك ما به
يَزول عَن العافي جَميع المَصائب
وَلا اِنفَكَّ مَجدي عَن مَديحك ما بَدَت
شُموسٌ أَضاءَت في سَماء الكَواكب
وَما اِنتَشَرَت أَنوار رَأيك فَانجلت
بِها عَن نُجوم الحَق كُل الغَياهب
وَما قيل لي أَحسنتَ في حُسنِ مَطلَعٍ
وَحُسنِ خِتامٍ فيهِ نَيلُ المَآرب
شرح ومعاني كلمات قصيدة إلام التواني عن قيام بواجب
قصيدة إلام التواني عن قيام بواجب لـ صالح مجدي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب