إلام تغيب الشمس عنا وتطلع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلام تغيب الشمس عنا وتطلع لـ فخري أبو السعود

اقتباس من قصيدة إلام تغيب الشمس عنا وتطلع لـ فخري أبو السعود

إِلام تَغيب الشَمس عَنا وَتَطلع

وَنَلعَب في ظل الحَياة وَنَرتَع

رَضينا بَخفض العَيش والذُل حَولَه

وَما الذُل إِلّا حَظ مَن باتَ يَقنَع

نَهيم بِهَزل لا نَهيم بِغَيره

وَنَهرُب مِن جَد الحَياة وَنَفزَع

وَنَحجم عَن أَخطارِها وَصِعابها

وَتَنهبنا لذاتها وَالتَمَتُع

نَسير عَلى رَسول وَلِلعَصر حَولَنا

مَواكب في طَريق العُلا تَتدَفع

أَساغ بَنو الشَرق الحَياة ذَليلة

وَعَيش بَني الغَرب العُلا وَالتَرَفُع

هُم قادة الدُنيا وَنَحنُ وَراءَهُم

فُضول وَأَذيال تَجر وَتَتَبع

ندل وَنَستَعلي بِمخترعاتهم

وَلا كاشف مِنا وَلا ثُمَ مُبدع

وَنَرفل في أَعطافِها مِن حَضارة

وَما نَحنُ نَبنيها وَلا نَحنُ نَصنَع

وَكَم تائه مِنا بِثَوب مُنَمَق

وَأَحرى بِهِ مِنهُ الأَديم المرقع

لَهُم حاضر عال وَماض مُؤثل

وَسَعى إِلى مُستَقبل المَجد أَروَع

إِذا ذَكَروا أَوطانَهُم فَخَروا بِها

وَيا حَبَذا فَخراً ذَمار ممنع

يَطولون بِالجاه العَزيز تَفاخُرا

وَنَطرُق مِن ذُل الأَسار وَنَخشَع

وَنَشحَذ مِن آبائِنا وَجدودنا

فَخاراً عَلى أَعقابهم لَيسَ يَخلَع

هُم دُونَنا أَهل الفَخار وَلَم يَكُن

عُلو أَب في حطة الوَلَد يَشفَع

نتيمه بِتاريخ لَهُم وَمَآثر

قيام عَلى الأَيام لا تَتَزعزَع

وَما هِيَ ما لَم نَحي إِلّا صَحائف

بَوال وَأَطلال خَوال وَأَربَع

وَفيم تَباهينا بِعز ورفعة

وَحاضرنا قفر مِن العز بلقع

تَبرأَ ماضي المَجد مِنهُ وَلو دَرى

لَطاش لَهُ خوفو وَأَذهَل خفرَع

وَريع الفَراعين العِظام وَأَجفَلوا

وَهالَهُم هَذا التُراث المضيع

رَأوا أُمة تَمشي وَراء زَمانِها

وَقَد عَرَفوها في الطَليعة تَطلَع

وَتَقنَع مِن حَظ الحَياة بِدُونِها

وَقَد تَرَكوها في الذَرا تَتَربَع

وَأَوغَل فيها الأَجنَبي نيوبه

وَقَد عَهدوها النجم أَو هِيَ أَمنَع

وَهالَهُم خَيل بِمَصر وَراية

عَلى رايَة النيل المفداة تُرفَع

كَأَني أَصغى مِن عُلاهُم إِلى صَدى

يَشق القُرون الداجِيات فَيَسمَع

يَقول بَني مَصر الحَياة أَو الرَدى

وَما لَكُم مِن دُون هَذين مشرع

وَلَيسَت حَياة الشَعب إِلّا سِيادة

تَرد طِماع الطامِعين وَتَردَع

وَلَيسَ الرَدى إِلّا حَياة مَهينة

يَقر بِها الشَعب الذَليل المضعضع

أَيَرضَخ شَعب النيل لِلغَير راضِيا

بِما باتَ يَأباه مِن الزنج أَوكَع

هَلموا إِلى جَد الحَياة وَنَفَضوا

بَقيةَ هَذا النَوم فَالعُمر مُسرع

فَما الأَمر لَو تَدرون إِلّا عَزيمة

تُصارع شَدات الحَياة فَتَصرَع

تَعاف دُلول العَيش قَد لانَ مَلمَسا

وَتَضرب في وَعر الحَياة وَتَقرَع

وَأَني سَلكتم فَاِجعَلوا مَصر قُبلة

وَحَول عُلاها المُلتَقى وَالتَجَمُع

شَريكتكم في سركم وَجهاركم

وَحينَ تَغيب الشَمس عَنكُم وَتَطلَع

وَوَلوا عَلى الأَعمال لا القَول هَمكم

فَما القَول بِالمجدي وَلا الزعم يَنفَع

وَإِن فاتَكُم مِنها الجُناة فَفي غَد

سَتُزهر للجيل الجَديد وَتوشع

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلام تغيب الشمس عنا وتطلع

قصيدة إلام تغيب الشمس عنا وتطلع لـ فخري أبو السعود وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن فخري أبو السعود

فخري أبو السعود. مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره. له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و (الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و (التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.[١]

تعريف فخري أبو السعود في ويكيبيديا

فخري أبو السعود (1909 - 21 أكتوبر 1940) شاعر وناقد أدبي مصري. ولد في بنها ونشأ ودرس فيها ثم التحق بالقسم الأدبي في مدرسة المعلمين العليا في القاهرة، وتخرج بها حاملًا أجازتها سنة 1931. أُوفد في بعثية علمية إلى بريطانيا سنة 1932، فدرس الأدب الإنجليزي، ثم عاد إلى وطنه متزوجًا بسيدة إنجليزية، وأنجبا طفلًا، وعاش يمارس التدريس في الإسكندرية واشتغل بالتأليف والبحث والترجمة. سافرت زوجته إلى بريطانيا سنة 1939 لزيارة أهلها ومعها ولدهما قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحالت الحرب دون عودتهما ثم سمع أن ابنه مات في حادث غرق سفينة بين بريطانيا وكندا، ثم انقطعت أخبار زوجته عنه، فغلبه اليأس، وضاق بالحياة حتى انتحر مطلقًا نار على رأسه من مسدسه في حديقه داره في يوم خريفي وهو نحو الثلاثين من عمره. اشتهر بدراساته مقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي، نشرت مسلسلة في مجلة «الرسالة» بين سنوات 1934 - 1937، وجمعت في كتاب «في الأدب المقارن ومقالات أخرى» وصدرت في 1997. شعره مبثوت عبر صحفات المجلات والجرائد، وله عدة مؤلفات مخطوطة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. فخري أبو السعود - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي